حرية السفر والوثيقة للمواطن السوري
حرية السفر والوثيقة للمواطن السوري
هنادي العجلاني
من البديهات أن يكون من حق المواطن السوري أياً كانت عقيدته أو دينه الحصول على جواز سفر له أو لأولاده، سواء كان مؤيداً للنظام الحاكم في سورية، أم كان معارضاً له..
فالتأييد أو المعارضة موقف فكري لا يترتب عليه حرمان المعارض أو أهله أو أولاده من حقه الطبيعي، في الحصول على وثيقة السفر، سواء كان داخل البلاد أو خارجها.
إن حق التنقل أو السفر للإنسان مثل حقه في الماء والهواء، سواء بسواء، مثل حريته في اعتناق الفكرة التي يرتضيها لنفسه.. وأنه لا يحق لأحد أن يفرض عليه فكرة بالقهر والكبت، وهو لا يرتضيها أو لا يقبلها اختياراً.. فكيف وبأي منطق يُحكم بالموت على الإنسان الذي يعتنق فكرة تخالف توجهات النظام الحاكم؟!
كما أن من الحقوق المشروعة للإنسان أن تقوم الدولة بحفظ أمواله المنقولة وغير المنقولة، وأن لا تصادرها لأنه معارض للنظام الحاكم! ومن الغرابة بمكان ولا ينسجم مع شرعة حقوق الإنسان أن يُمنع المواطن السوري المعارض خارج سورية من التصرف بأمواله وممتلكاته، وحتى بوكالة رسمية مصدقة وصادرة عن السفارة أو القنصلية السورية في الخارج؟! وذلك من باب الضغط والإكراه والتضييق.
فهل هذه سمات التعددية والحرية والديمقراطية في سورية؟
إن هذه التصرفات غير الإنسانية لا تصنف سورية النظام إلا في قائمة الدول الديكتاتورية التي تمارس الإرهاب على مواطنيها في الداخل والخارج.. على المواطن السوري المعارض، بل من أساليب السلطة الحاكمة في سورية عبر سفاراتها في الخارج ألا تجدد جوازات سفر المعارضين لها أو تماطل في التجديد، أو تحدد مدة جواز السفر بثلاثة أشهر أو حتى ستة أشهر رغم أن الصلاحية الرسمية لجواز السفر هي ست سنوات وكل ذلك من بابل الضغط والتضييق وهدر كرامة المواطن السوري.
إن سورية الشعب.. سورية الكرامة.. ترفض هذه السلوكية التي لا ترتكبها إلا الأنظمة التي تتيح نهج الإرهاب والديكتاتورية.