هل أنهت الصهيونية جارودي بعد 94 سنة

هل أنهت الصهيونية جارودي بعد 94 سنة

روجيه جارودي

محمد حسن العمري

[email protected]

كاتب أردني مقيم بصنعاء

ربما لا يعرف الكثير اليوم ان الارث الفرنسي العملاق المنحاز بالمطلق للقضية الفلسطينية روجيه جارودي ، لم يزل على قيد الحياة ، بعد ان استطاعت الحركة الصهيونية التي تجابهت معه منذ اكثر من نصف قرن ان تنهيه  اعلاميا ،حتى مع هذا الكم المتكدس من الاعلام العربي والاسلامي والاممي المشغول اليوم بمناقشة الجيل الجديد من المبشرين بالنظام المسيطر اليوم من برنارد لويس وصموئيل هنتجتن و فوكوياما وهنري كسنجر اقطاب التنظير والتبشير للمنظومة الغربية التي تجابه (_الارهاب-!) الاسلامي، بينما لا يكاد يسمع احد اليوم عن الراي الاخرى الذي حذر من الارهاب الغربي كروجيه جارودي الا بمعرض التاريخ المنهار..

لا يعلم هذا الجيل اليوم ان روجيه جارودي قبل 65 سنة اي قبل ان تولد عواجيز الفكر الغربي اليوم كان نائبا ايدلوجيا في البرلمان الفرنسي ، وظل وحتى اعتناقه الاسلام مطلع الثمانينات شديد الانتقاد للفكر الشيوعي والعنصري والامبريالي الذي قاده الى حرب استهدفته شخصيا اذ طالت الحركة الصهيونية والتشكيك بالهولوكوست ، فامتدت الى تحقير فكره المتجذر بتاريخ سحيق وتجارب لم تتح لاي مفكر في التاريخ باكمله  وهو المولود عام 1913 ،من الدراسات الفلسفية والقضايا التي طالتها بعد ذلك كالشيوعية والبنيوية والوجودية ، والاراء السياسية والعقدية ، حيث انتهت خلاصة فكر الرجل باعتناق الاسلام والانحياز لمحاربة الاساطير اليهودية التي اسست على خلفية تمهيد الطريق لاحتلال فلسطين وتذويب هويتها...

من حقنا ان نسأل اليوم مؤسسات الفكر العربي والاسلامي والدولي ومؤسسات العدالة وحقوق البشر وما يتصل بها من مؤسسات تتبنى قضايا عادلة اين هو روجيه جارودي..!