استيقظوا يا عرب قبل أن تلتهمكم نيران فارس
استيقظوا يا عرب قبل أن تلتهمكم نيران فارس
د.عبد االغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري
من مقال نشر في جريدة الجمهوريه المصريه تحت عنوان (مصريون بالختم الايراني) والذي يتحدث فيه الكاتب عن سبب الاختلاف السياسي الكبير بين الحكومه الايرانيه والمصريه لعوامل كثيره اهمها ان مصر حريصه على الهويه العربيه بينما ترى طهران ان الاسلام يغني عن العروبه.
فحول هذا الموضوع اود ان اناقش الامر من جوانب متعدده:
اولا :لو نظرنا في الفكر الفارسي وفي اقوالهم وافعالهم القديمة والحديثه وعداءهم للعرب والمسلمين نصل الى نتائج مفيده جدا.
فعندما قامت الدوله العباسيه وتم القضاء على الدوله الامويه بمساعدة الفرس ارسل ابو مسلم الخراساني رسالة الى واليه في خُراسان يقول فيها (اقثل كل عربي وكل من يتكلم العربيه وعمره فوق عشر سنوات) كدليل على الحقد الفارسي على العرب منذ القديم وحتى الآن.
إن الفكر الشيعي الفارسي مبني على الانتقام من العرب والمسلمين والذين كانوا السبب في ازالة الامبراطوريه الفارسيه والحقد الدفين الموجود بداخلهم هو الخطر الحقيقي الذي يتبناه الايرانيون وبكل الوسائل الممكنه المشروعة وغير المشروعه ,ياتي ذلك من خلال الإستفاده من الممكن في الوقت الحالي وان كان غير ممكن الآن فيكون في الوقت القريب او البعيد.
واستخدم الفرس وما يزال يستخدمون كل الوسائل المتاحة لهم للعمل على تحقيق الحلم الفارسي القديم تكوين الامبراطوريه الفارسيه شيعية المذهب على حساب المسلمين السنه والعرب , والغرب ينظر الى إيران انها حليف وليس عدو المهم اصبحت فزاعه للدول العربيه ومنها الخليج والدليل على ذلك ماحصل ويحصل في العراق عندما مكنت الايرانيين من الاستيلاء على العراق والعراق الآن اصبح ولايه ايرانيه كما اصبحت سوريه ولايه تتبع ايران في كل شيء وجنوب لبنان.
الهدف والحلم الفارسي اصبح مكشوفا للقاصي والداني ولكن مع الاسف مازالت هناك اقلام من المثقفين كانها لاتعلم ذلك
استغلت وتستغل ورقة المقاومه اللبنانيه وأعطت لنفسها أنها هي التي حررت الجنوب اللبناني وان القائد الاوحد في هذا العصر هو حزب الله, بينما المقاومه اول مابدات من صيدا مقاومه عربيه و سنيه بحته وعندما اقام حزب الله احتفال في لبنان بمناسبة مرور عام على خروج المحتل الاسرائيلي ولم يُدع الى ذلك الاحتفال السنه قال فتحي يكن معاتبا وغاضبا( يعلم العالم اجمع ان المقاومه نحن الذي بدأناها وفجرناها في الجنوب ضد الاحتلال الاسرائيلي ولكن شارون والسوريون ابعدونا عنها قسرا وجعلوها شيعيه لتحقق اهداف اسرائيل).لينفذ المخطط بايدي الاحتلال السوري في لبنان والتدخل الايراني .نجد في العراق عكس ذلك في ان الاحزاب المرتبطه في ايران هي التي تقف ضد المقاومه العراقيه وان حزب الله العراقي وجيش القدس الايراني في العراق ومن والاهم هم الذين عملوا على حرق بيوت وتشريد وذبح الفلسطينيين في العراق ولم ينجوا منهم الا القليل.
ومدت يدها ايران لتستغل ورقة المقاومه في فلسطين وتستغلها استغلالا كبيرا لكي تكون في عقول الناس العامة منهم والمثقفه .هذه هي ايران وانظروا كيف تتعامل مع اسرائيل لتظهر امام الراي العربي والاسلامي انها دولة الممانعه والمقاومه والعدو الاوحد لاسرائيل بينما كلنا يعلم حقيقة التعاون بين الملالي في طهران واسرائيل من خلال فضيحة الكونترا جيت ومن خلال اعترافات المسؤلين في ايران انه لولا تعاونهم مع الاداره الامريكيه ماكانت امريكا تستطيع احتلال العراق.
لم يكن حديث عاهل الاردن الملك عبدالله بن الحسين حول الحلم الفارسي مجردا من المعنى او انه حديث عابر ولكن كانت قراءه واقعيه وموجوده على الارض بتكوين الهلال الشيعي الممتد من ايران الى العراق سوريه ثم لبنان.
فالعراق الآن في ايديهم وسوريه بوجود نظامها الحالي والباطني الذي جعل سوريه جزء ايراني والمخطط الموجود على الارض لتغيير طبيعة المجتمع السوري (التغيير الديموغرافي) الحاصل في سوريه في جر الناس الى التشيع عن طريق المساعدات الماديه المقدمه لهؤلاء المحتاجين عن طريق الاغراءات الماديه لكي يعتنقوا المذهب الشيعي مع ان الفرس بحد ذاتهم لايؤمنون بالتشيع اصلا وانما وسيلة لتحطيم العرب من الداخل ودليل ذلك ان الامام المرتضى احد الائمه الاثنا عشر عند الشيعه قد قتل من قبل الدوله الصفويه على يد اسماعيل الصفوي عندما قال له (كفاك فخرا في عظام قد اهترأت) وتشييع الناس هو الخطر العظيم الذي يهدد كيان المجتمع السوري كافه.
ثانيا:دول الممانعه والتي يذكر منها سوريه دائما مع ان تصريح وليد المعلم الاخير يقول انه إذا تم الصلح بين سوريه واسرائيل لن يكون هناك حركات مقاومه فلسطينيه فاين الممانعه إذا
ثالثا:الحلم الايراني وتحقيق قيام الدوله الفارسيه الصفويه بعباءة الدوله الفاطميه الحديثه تلك الدوله التي لم تتوانى لحظة واحده عن ذبح المسلمين السنه وارتكبت بحقهم مذابح لاتعد ولا تحصى وكان انتقاما من العرب والمسلمين. ليتم عن طريق تأسيس امبراطورية اخرى من مهامها او اعظم اهدافها هوالا نتقام للدوله الفارسيه مستغلة بذلك الاتجاه المذهبي الشيعي والذي كثير من الشيعه العرب لايشاركونهم بهذه الاهداف.وقتل العرب اينما وجدوا ويأمروا ولاتهم بقتل العرب المسلمين كامر ابو مسلم الخراساني. والتاريخ يخبرنا حول المجازر التي ارتكبها الفاطميون في قتل المسلمين وتصفيتهم وما جرى ويجري في العراق الآن وفي سوريه
رابعا:من خلال استراجية إيران والمبنيه على دعم منظمات وحكومات وحتى اشخاص كما تفعل مثلا في دعمها للحوثي في اليمن والشيعه في السعوديه ومراكز التبشير في دول المغرب العربي وفي البحرين
خامسا: حال الامه العربيه والاسلاميه الآن كأن التاريخ يعيد نفسه في هجوم التتار على البلاد الاسلاميه والعربيه الزاحف بقوة من الشرق بالتعاون مع الغرب ضد المسلمين المتمثل في الزحف الايراني والذي يجد الطريق امامه ممهدا وسهلا لاتوجد له مقاومه تذكر الا فيما ندر مع وجود الامل في مصر والسعوديه.
سادسا:على الدول العربيه والتي نجت من ذلك حتى الآن من المخطط الفارسي ان تقاومها وتقف في وجه مخططاتها متبعة بذلك اسلوب الايرانين في المكر بنفس مكرهم او قل اشد مكرا ,لإنهاء ودفن الحلم الفارسي البغيض بالعمل على فعل الآتي:
1-العمل بشتى الوسائل على قطع ايادي ايران الممتده في الوطن العربي من خلال دعم المعارضه سواء كانوا جماعات او افراد لإفشال تلك الانظمه التي تساعد على التغلغل الايراني في المنطقه واهمها النظام السوري ودعم المقاومه العراقيه بمختلف الطرق والوسائل ولا يمكن ذلك الابتحجيم ومحاصرة الانظمه والجماعات التي تستغلها ايران في تنفيذ اهدافها وتقوية ودعم الجماعات والمنظمات التي هي ضد المشروع الفارسي كالمعارضه السوريه للنظام والاهوازيه في ايران وغيرها.فا لنظام السوري اقوى الكيانات العربيه الموجوده المتبني للمشروع الفارسي وهو جزء لايتجزا منه وحزب الله في لبنان
2-المملكه العربيه السعوديه وجمهورية مصر العروبه ان يتبنا سياسة مقاومة المشروع الفارسي بكل الامكانيات والوسائل وان تكون الاستراتيجيه الجديده مبنيه على التعامل مع الافراد والمنظمات وتكون لهم ايادي ممتده وكثيره مع المناهضين لذلك المشروع.
4-تجري محاولات الآن لفك ارتباط النظام السوري مع النظام الايراني عن طريق ارضائه ببعض الامور, وهذا اكيد لن يؤدي الى نتيجه,ففي المؤتمر الصحفي المشترك بين بشار الاسد واحمدي نجاد في دمشق بتاريخ 5/5/2009 (يقول بشار الاسد سوف نستمر بعلاقتنا مع ايران الى النهايه) لانه لو اراد بشار الاسد ذلك لن يبق في الحكم يوم واحد وهو لايريد ولن يريد ذلك اصلا , فليس من السهل مقاومة التأثير الايراني في سوريه بعد ان استطاعت إيران ان تمسك بمفاصل الحياة السوريه السياسيه والامنيه بالقبضه الحديديه الممتده في كيان المجتمع السوري كافه.
5- فهاهي البوابه الشرقيه للوطن العربي قد اصبحت في ايديهم والتي كانت العراق هي السد المنيع للتغلغل الفارسي أمامهم في الوطن العربي عاصمة الخلافه العباسيه لتمتد تلك اليد الخبيثه الى عاصمة الامويين دمشق والى بلد الحريه والنور والفكر لبنان ليواصل تمدده للدول العربيه من الخليج الى المغرب العربي الى اليمن واصبحت مصر مطوقه من جميع الجهات وليس تصريح القذافي ببعيد عندما اعلن عن دعمه وتاييده لقيام دوله فاطميه.
6-وما يحاك في السودان من مؤامرات وتقسيم وتجزئه خير دليل على اضعاف مصر وحرمانها من العمق الاستراتيجي لها في السودان.
7-مازال المثقفين العرب بشتى انتماآتهم متصارعين فيما بينهم وما زال التناحر بينهم هذا قومي وهذا اسلامي وهذا لبرالي والكل ينسى الخطر القادم من الشرق ومعاركهم ضد بعض.
الم يعي المثقفين العرب والمسلمين حقيقة ماجرى وما يجري في العراق من الفرس ابادوا العلماء العرب والاسلاميين ولم يفرقوا بين ماهو شيعي او سني قومي او اسلامي.
سابعا: فعلى المثقفين العرب والمسلمين ان يجتمعوا على قلب واحد متعاونين متكاتفين ويكونوا فريقا واحد ضد هذا الغزو القادم من الشرق.ويتخذوا من فريق 14آذار في لبنان مثلا يقتدى .الم يجتمع اعداء الامس ليكونوا فريقا واحدا يقف ضد من يريد للبنان السوء وتخلصوا من الظلم الواقع عليهم من قبل النظام السوري,ففي السياسه لايوجد عدو دائم ولا صديق دائم وانما مصلحة الامه فوق كل شيء.
والامل الوحيد عندنا بقي هو مصر العروبه ومصر المسلمه بقيادة رئيسها السيد حسني مبارك المقاتل كجندي ضد العدان الاسرائيلي والذي يقف سدا منيعا في هذا الاتجاه وخادم الحرمين الشريفيين الملك عبدالله بن عبد العزيز ملك السعوديه والذي اصبح الخطر الفارسي يحيط به من كل جانب ومن الداخل ايضا وليس ببعيد تصريح احد علماء الشيعه في السعوديه (إذا ارادت الحكومه الوقوف ضدهم فهم على استعداد لمقاتلتها).فالمجرب لايجرب ومصر مجربه في إنقاذ المسلمين والعرب من هذه الشرور كما فعلت في الماضي عندما قضوا على المغول القادم من الشرق وكذلك على الدوله الفاطميه بقيادة ربيب مصر صلاح الدين الايوبي.ونحتاج الى هذه الوقفه الآن.فظلم الحكام الفاطميين للمصريين معروف ووصل بهم الامر الى أن يعلنوا عن نفسهم ارباب ومن لم يؤمن يقتل حتى وصل الامر بهم الى منع اكل الملوخيه ومنع خروج النساء من البيوت وتفاهة عقائدهم منع الملوخيه يقولون ان عائشه رضي الله عنها كانت تحبها ومنع اكل الخس لان معاويه كان يحبه. وعوٌدتنا مصر ان لاتنحني للاعداء وان تجعل هؤلاء هم الذين ينحنون, لامصر
في جملة كثر ترديدها واصبحت بدون معنى عند الناس ولكن اكررها الآن لانني اثق بمصر (وامعتصماه) لنقول الآن انقذ ينا يامصر وانقذي الامه ولم يبق غيرك (وامصراه).
واملنا في مصر وعودتنا على ذلك العرب والمسلمون في الختم المصري والعباءه المصريه وليست العباءه الايرانيه.