معاداة السَّـاميَّةْ .!!
د . فوّاز القاسم / سورية
من المعروف تاريخيّاً بأن اليهود هم أناس منبوذون محتقرون في جميع البلاد التي عاشوا فيها ، وذلك لما يتصفون به من عادات قبيحة ، وصفات ذميمة ، وأخلاق منحطّة ، أثارت – ولا زالت تثير – ضدّهم حفيظة الشعوب التي كانوا يشكلون أقليّات فيها وخاصة الشعوب الأوربية التي يعرف عنها خاصيّة النظر بتحفّظ لكل ما هو غريب عنها – سواء في مجال العقيدة ،أو في اللون أو العادات ..إلخ – وبخاصة إلى اليهود الذين كانوا يشكلون في المجتمعات الأوربية تجمعات مغلقة منكمشة ومنعزلة عما حولها من جميع النواحي ، العقائدية : فهم لا يعترفون بالمسيح والمسيحية ، أو الاجتماعية : فهم لا يتزاوجون إلا فيما بينهم ، أو الاقتصادية : فهم لا يشتغلون بالحرف العادية ، ويحتكرون الحرف النادرة والأموال والتجارات الربوية ، ويتكاتفون فيما بينهم بصورة أنانية تثير حسد وحقد الغربيين عليهم .!!!
فإذا أضفنا إلى كل ذلك : بخلهم الذميم ، وغدرهم اللئيم ، وانتهازيّتهم المقيتة ، مع عشرات الصفات القبيحة الأخرى ، نكون قد عرفنا الأسباب والمسوّغات التي جعلتهم منبوذين مكروهين محتقرين من قبل كل المجتمعات التي عاشوا فيها ، وبخاصة المجتمعات الأوربية …!
ولقد جاء وقت على أوربا ، كان اليهودي لا يُذكر إلا وتذكر معه اللعنات والتقبيحات ، حتى صار الواحد منهم يخجل من اسمه أو سحنته أو أية صفة تدلّ على يهوديّته .!!
كما جاء وقت ، وخاصة في ألمانيا ، صار اليهودي ملزم بوضع شارة على صدره لتمييزه ، وملزم بأن لا يسير في طرقات الألمان ، وأن لا يجلس إلا في الأماكن المخصصة له ، إلى غير ذلك من التصرّفات التي تدلل على مدى احتقار المجتمع الأوربي لكل ما هو يهودي .!!!
ومن الطرائف المعروفة عن إينشتاين ، أنه كان يشتكي في بداية مشواره العلمي ، عندما كان فيزياويّاً مغموراً من عدم حصوله على فرصة عمل لكونه كان يحمل قسمات يهوديّة .!!!
من هنا ، وبسبب هذه السمعة السيّئة ، ولكي يخرجوا من هذا المأزق القاتل ، فقد ابتدع أساطين اليهود في العالم فكرة ( السـاميّة ) ، وألصقوها بهم ، وجعلوها حكراً عليهم ، مع أن تعريف الموسوعة الأمريكية ، والتي يسميها أصحابها ( كتاب العالم ) لا يقصر هذا اللفظ على اليهود فقط ، بل يشمل كل من تكلّم باللغة الساميّة ، بمن فيهم العرب أيضاً .
وهكذا فقد راح اليهود يتخلّصون من كل تبعات سمعتهم القبيحة ، ومن كل تراكمات صفاتهم الذميمة عبر التاريخ من خلال بدعة ( السّـاميّة ) .!!!
فإذا أراد أي شخص في العالم أن يعبّر عما تكنّه نفسه من كره لصفات اليهود ، أو ينتقد ما تراه عيناه يومياً من سوء تصرّفاتهم ، أو يستنكر ما يواجهه العالم من قبيح أفعالهم ، فإنه سرعان ما يتهم بأنه ( معادٍ للسـّاميّة ) .!!! وتثار ضدّه زوبعة هائلة من التشكيك والتشويه ، ولربما أوصلوا القضية إلى المحاكم ، كما حصل مع المفكّر المنصف روجيه جارودي ، أو ربما وصل الأمر إلى حد التصفية الجسدية ، كما حصل في عشرات البلدان من العالم .!!!
ولقد استغل اليهود ورقة ( كره النازيّة لهم ، مع خوف الأوربيين من النازية وعدائهم لها ) بشكل ماكر وخبيث ، واستثمروا ذلك أعظم استثمار ، حتى صار اليوم مسموح للأوربي كل شيء ، وتتيح له حرية الرأي والتعبير والتصرف ، التي كفلتها له القوانين الأوربية ، كل شيء ، بما في ذلك سبّ الإله والإلحاد ، أو انتقاد أي فرد من أفراد المجتمع ، بمن فيهم رئيس الدولة أو الحكومة أو أي وزير أو مسؤول ، أو القيام بأي فعل مهما كان منحطاً ومنافياً للأعراف والقيم والفطرة ، كما حصل لوزير مالية النرويج ( فوس) الذي أعلن زواجه مؤخّراً من صديقه ( كنار باك ) وهو رجل أعمال مشهور ، وعقدا مراسم زواجهما في سفارة بلدهما في ستوكهولم عاصمة السويد ، في مجتمع يحمي الحريّة الشخصيّة حتى للشواذ .!!!
أقول : لقد أصبح مسموح للأوربيين كل شيء ، إلا انتقاد اليهود ، فهو من الحرّمات المغلّظة ، التي يدخل فاعلها في دائرة ( معاداة السَّـاميّة ) ، والتي تترتب عليها أقسى العقوبات ، أقلها التشهير ، والتشويه و الطرد من الوظيفة ، وأوسطها المقاضاة ودخول السجون ، وأعلاها الاغتيال والتصفية الجسدية …!!!
تُرى … فهل تفيق الشعوب الحرّة ، بما فيها الشعوب الأوربية على هذه الحقيقة ، وتتنبّه لهذه اللعبة ، وتكشف الغطاء عن وجه الصهيونية الكالح ، لتتركه معرّى بكل بثوره ودمامله وتشوّهاته ، أمام مرأى العالم أجمع ، تمهيداً لفعل تاريخي جبار ، يتكاتف فيه كل الغيورين على القيم النبيلة في العالم ، لاقتلاع الصهيونية من جذورها ، وتخليص البشرية من غدرها وشرورها .!!!؟
هذا ما نرجوه مخلصين ، ونعمل من أجله جاهدين …
(( والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون )) صدق الله العظيم