قصة نقطة
إيمان شراب
تابعت المؤتمر السابع لفلسطينيي أوروبا ، واستمعت إلى توصياتهم بضرورة أن يعمل كل فلسطيني من موقعه أينما كان شرقا أو غربا ، وأنه لا يجب تهميش أدوار الفلسطينيين في الشتات ، فهم عدد وقوة وطاقات لا يستهان بهم، ويمكنهم أن يفعلوا الكثير... وهذا فعلا ما تحتاجه فلسطين ، أن يجاهد من هم داخلها ومن هم خارجها .
أحببت هذا التوجه الذي نادى به – حقيقة – أكثر من مهتم وأكثر من جهة أيام الحرب على غزة وبعدها ؛ فهو يجعل كل فلسطيني يشعر بالمسؤولية والواجب فلا ينسى قضيته مهما تعاقبت الأجيال ،ويربطهم معا في المشارق والمغارب بحبل من الله متين ،ويبعث في نفوسهم المثقلة بالأحزان : القوة والثقة والأمل والتفاؤل ، ويحفظ لهم هويتهم ....
طرت مع خيالي فيما يمكن أن أفعله أنا شخصيا ، وأضاءت في رأسي أكثر من فكرة ، وبدأت أدوّن ....
ولكن سرعان ما تذكرت ! فالفلسطينيون في الدول العربية ما عساهم أن يفعلوا ؟ كل شيء- و الحمد لله - ممنوع أو غير مسموح!!
تذكرت العام الماضي عندما غلى قلبي وفارت مشاعري لما رأيته من حصار لغزة ، وما رأيته من جهل الكثيرين حولي لحقيقة ما يحدث ،ومنهم لم يسمع أبدا بما يحدث!
فقلت : يجب أن أفعل شيئا نصرة لدين الله ووقوفا إلى جوار أهلنا .....
وكان ... فكتبت نصا مسرحيا ، أنبه الناس لم يجري في فلسطين ، وربطته بحال الأمة بما فيها من خير وشر ، ومسؤولياتنا كمسلمين مسؤولين محاسبين .
انتهيت من الكتابة ولم أضع نقطة النهاية ؛ لأنني سأضعها -إن شاء الله- عندما ينتهي العمل في المسرحية !
ثم عرضته على أهل القرار بحماس عالٍ للحصول على الموافقة ببدء العمل !!
فماذا حصل ؟
أم م م .. احذفي كل مقطع الكرة ولا تعيبي انشغال الناس بها ، ولا نريد تسجيلا وثائقيا من تليفزيون الأقصى ، ولا هذا النشيد من قناة القدس ، ولا تجعلي غزة تلوم أخواتها المدن الأخرى ، وهذه اشطبيها ، أما هذه فاحرقيها ....ولا بأس بنشيد الحجاب ، وفقرة الأم ، أما فقرة حبيبنا العظيم الرسول صلى الله عليه وسلم ، فهي أجمل ما في النص ، ولكن لا تشتكي له من ظلم ، ولا تقولي له أيرضيك أن تموت غزة حصارا ويهدم الأقصى تجبرا والناس في غفلة !
مزّقت أوراقي و حروفي والقلب كان معهما يتمزق!!
ثم عدت وندمت ، فما ذنب ما كتب من أجل فلسطين أن يتمزق !
جمعتها ثانية ، وركّبتها ، وألصقتها، ووضعت نقطة النهاية ! فمع هؤلاء القوم لا بداية .