العلماء ودورهم في نهضة الأمة

العلماء ودورهم في نهضة الأمة

بتاريخ 3/12/2003 وعلى مدار يومين تم انعقاد مؤتمر (العلماء ودورهم في نهضة الأمة في مدينة عمان/ الأردن بدعوة من "المركز الأردني للدراسات والمعلومات – جريدة اللواء"). وقد لبى الدعوة لفيف واسع من علماء الشريعة في بلاد الشام (سورية -لبنان –فلسطين –الأردن)وحتى بعض علماء العراق لا يقل عددهم عن 100 عالم، منهم على سبيل المثال: د. وهبة الزحيلي من سورية – د. محمد كنعان من لبنان – د. تيسير التميمي من فلسطين – د. راجم الكردي من الأردن – السعدي من العراق.

ومن المحاضرات التي ألقيت:

- الخلاف المذهبي والتعصب والتطرف فيه – الدكتور عبد العزيز الخياط – الأردن.

- شروط الفتوى والمفتي – الدكتور فيصل مولوي – لبنان.

- العلماء ودورهم في بناء الرأي العام – الدكتور عبد السلام العبادي – الأردن.

- الخطاب الديني في ظل العولمة – الدكتور ناصر الدين محمد الشاعر – فلسطين.

وساد المؤتمر جو من البحث الجاد في شؤون الأمة العامة وفي دور العلماء المنشود اقتداء بالسلف الصالح: الغزالي – أبي تيمية – العز بن عبد السلام – عبد القادر الكيلاني -.. وبحثاً عن حلول للقيام بالصلة المحكمة بين الحكام وعامة المسلمين من جهة وبين الفكر الإسلامي والحياة والاجتماع.

كما كان للقضية الفلسطينية والمسجد الأقصى وقضية احتلال العراق والمقاومة فيه النصيب الأوفى من الاهتمام، مما استدعى التمييز بين العنف المذموم وبين حق الأمة في الدفاع عن نفسها جهاداً يعد فرض عين على أهله.

وفي البيان الختامي الذي توافق المؤتمرون على إصداره:

1 – تم الاتفاق على إصدار وثيقة تاريخية مستقلة تنص على عروبة فلسطين كل فلسطين وقدسية الأقصى وعدم التفريط ببذره من تراب فلسطين، واستعداد المسلمين للتحرير الكامل مهما طال الزمن.

2 – وضع أطر عملية لرسم دور العلماء وسبل النهوض بالأمة، مثل:

- إقرار لقاءات دورية لهذا المؤتمر كل سنة.

- تأسيس أمانة عامة لمتابعة أعماله.

- تشكيل هيئة كبار علماء، تضم أمثال: د. وهبة الزحيلي – سورية – ومحمد كنعان –لبنان – د. راجح الكردي – الأردن – تيسير التميمي – فلسطين.

- القيام بواجب النصح الفعال للحكام وللأمة على حد سواء.

- إعطاء الأولية في الاهتمام لكل ما يوحد الأمة ويعينها على مواجهة التحديات، ونبذ الفرقة والخلافات الجزئية أو الفرعية.

- الانفتاح على علوم العصر ومنجزاته العلمية ولا سيما وسائل الاتصال والنشر والإعلام.

- العناية بطلاب العلم الشرعي ومؤسساته العلمية.  

              

البيان الختامي لمؤتمر "العلماء ودورهم في نهضة الأمة"

بسم الله الرحمن الرحيم

انطلاقاً من أهمية الدور المُلقى على عاتق العلماء والمفكرين المسلمين في النهوض بأمتهم وتصحيح مسيرتها وبخاصة في أوقات الأزمات والملمات كما هو واقع الأمة المسلمة اليوم، وشعوراً بضرورة العمل على توحيد الأمة وإشاعة مفهوم الأمة الواحدة الذي أشار الله سبحانه وتعالى إليه في كتابه الكريم بقوله: (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، ولأن العلماء هم ورثة الأنبياء وهم مصابيح التنوير في دجى الأمة في أي عصر، وهم المرجع الأساس فيما يشكل على الخلق من أمور دينهم لقوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وبالنظر إلى واقع الأمة المسلمة في عصرنا الحاضر التي تفرقت بها السبل، واختلفت إلى شيع وطوائف وملل، وعصفت بها الأنواء والأزمات من كل جانب، فقد عُقد في عمان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية مؤتمر "العلماء ودورهم في نهضة الأمة" في الفترة من 9 – 10 شوال 1424هـ يوافقه 3-4 كانون الأول 2003م. بدعوة وتنظيم من المركز الأردني للدراسات والمعلومات وبمشاركة نحو (150) عالم ومفكر مسلم من بلاد الشام المباركة، الأردن وسورية ولبنان وفلسطين، حيث تدارس المشاركون العديد من القضايا التي تهمّ أمتهم وناقشوا عدداً من أوراق العمل المهمة شملت موضوعات حيوية بارزة مثل: مكانة العلماء ودورهم في مسيرة الأمة، وفي مواجهة الأزمات الراهنة التي يواجهها العالم الإسلامي، ومسائل التعصب فضلاً عن الحديث في الاجتهاد والفتوى الشرعية وشروطهما وعدد من القضايا المعاصرة.

وقد تدارس المؤتمرون هذه الموضوعات والمحاور بروية وتجرد ومسؤولية، وأجمعوا على ضرورة تعميق الحوار والتعارف بين علماء الأمة، وإحياء الدور القيادي الرائد الذي ينبغي أن يضطلع به العلماء والمفكرون المسلمون. كما أكدوا على أهمية القيام بدورهم في نصيحة الأمة حكاماً ومحكومين بأمور هذا الدين وبدورهم في الحفاظ على كتاب الله وسنة رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم وأحكام الشريعة الإسلامية السمحة على أساس من التناصح والمودة والتآلف والاحترام والمؤازرة بالحق، وتجاوز الخلافات المذهبية والفقهية وحصرها بين أهل الاختصاص دون إشغال العامة بها.

ويؤكد المجتمعون على الأمور الآتية:

1 – أن واجب العلماء اليوم العمل على توحيد الأمة على اختلاف أفكارها ومذاهبها ومناهجها ما دامت لا تخرج عن منهج القرآن والسنة، وتجميع الصف الداخلي وتقويته.

2 – الاختلاف الفقهي أمر مشروع لا يفسد للود قضية، أما الاختلاف المذموم فهو الاختلاف في أصول الدين الذي يؤدي إلى تفرقة الأمة إلى شيع وطوائف.

3 – الإسلام دين عالمي يأمر بالعدل والإحسان وصيانة حقوق الإنسان ويرفض الإرهاب الدولي بكل صوره وأشكاله ويقر حق الشعوب المظلومة في مقاومة الظلم والاحتلال، ويعد ذلك أمراً مشروعاً.

4 – يوجه المجتمعون تحية إجلال وإكبار وتأييد لإخوانهم المجاهدين في جميع بلاد العالم الإسلامي ولا سيما في فلسطين المدافعين عن المسجد الأقصى والأرض المقدسة، ولإخوانهم المجاهدين في العراق الصامدين في وجه الاحتلال الأمريكي وحلفائه، ويحيّي أبطال المقاومة في جنوب لبنان التي عملت على دحر الاحتلال الإسرائيلي وتسعى لاستكمال تحرير كامل الأراضي المحتلة.

5 – اتفق العلماء على إصدار وثيقة تاريخية تتضمن التأكيد على قدسية المسجد الأقصى وفلسطين، وعدم الاعتراف بالمعاهدات والاتفاقيات التي تعارض حق الشعب الفلسطيني في العودة أو تتنازل عن أي شبر من أرض فلسطين.

6 – إن يقظة الأمة لا تكون إلا بالوعي ولا يقوم بهذا الدور مكتملاً إلا العلماء والمفكرون جنباً إلى جنب مع رجال السياسة والإعلام وأهل الوعي والثقافة، وقد كان للعلماء عبر تاريخ أمتنا دور بارز ومشهود في رص الصفوف وتوعية الناس بالأخطار والفرق الضالة والأفكار الهدّامة وكان ذلك بدعم من السياسيين الذين رأوا في العلماء روح الأمة وشريانها النابض بالحياة.

7 – يؤكد المؤتمرون على أن نهضة الأمة لا تتم إلا بتكامل دور العلماء والحكام..

8 – يؤكد العلماء على دورهم في حث الأمة على نبذ مظاهر التخلف والجهل والكسل والفساد والرذيلة.

9 – العمل على تشكيل هيئة لكبار العلماء في بلاد الشام للنظر في قضايا الأمة ونوازلها.

10 – توظيف كل وسائل العصر في الاتصال الجماهيري والاستفادة من الإنجازات المعاصرة من إذاعة وتلفاز وصحف ومجلات وإنترنت في خدمة الدعوة ونشر الثقافة الإسلامية بأساليب مؤثرة.

11 – السعي إلى استقطاب الطلاب الموهوبين والمتفوقين إلى كليات الشريعة ليكونوا قادرين على حمل أمانة العلم والدعوة، ويوصي المؤتمر بتشجيع المتفوقين وتوجيههم إلى دراسة الشريعة الإسلامية.

12 – إحياء مؤسسة الوقف التي تسهم في كفاية طلبة العلم وأهله مادياً.

13 – التصدي للمخططات المعادية التي تسعى إلى تحجيم دور الدين في حياتنا وتهميش دور كليات الشريعة والمدارس الإسلامية.

14 – تكليف المركز الأردني للدراسات والمعلومات بالقيام بدور الأمانة العامة للمؤتمر ومتابعة تنفيذ التوصيات ولا سيما تشكيل رابطة علماء بلاد الشام ويكون مقرها الدائم بيت المقدس ومقرها المؤقت في عمان والعمل على عقد المؤتمر دورياً.

15 – يتوجه العلماء المشاركون بالشكر والتقدير إلى جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين لاحتضان الأردن لهذا المؤتمر ولرعايته الدائمة للعلم والعلماء.

16 – يشكر العلماء المشاركون الحكومة الأردنية على ما قدمته من التسهيلات التي مكنت من عقد المؤتمر وتيسير دخول المشاركين فيه، ويوصون بإرسال برقية شكر إلى دولة رئيس الوزراء على رعايته للمؤتمر.

17 – ويشكرون المركز الأردني للدراسات والمعلومات ومديره الأستاذ بلال التل على مبادرته إلى عقد هذا المؤتمر وتوفير كل ما أدى إلى نجاحه.

عمان – الأردن

10 شوال 1424هـ يوافقه

4 كانون أول 2003م