مواقف المعارضة
قد تقوّي صاحب القرار ،
وقد تضعفه .. ولكل حالة لبوسها !
عبد الله القحطاني
المعارضة السياسية أنواع :
· بعضها يضعف صاحب القرار ، إذا كان صاحب القرار ضعيفاً ، أصلاً ، في بعض الجوانب .. فيهزّه موقف المعارضة منه ، ويهزّ صورته أمام العالم !
· وبعضها يقوّي صاحب القرار ، حين يكون ، هو ، قوياً بالقياس إلى معارضيه ـ وإن كان ضعيفا في حقيقته ـ ومعارضته ضعيفة .. فيختال أمام الناس ، ليريهم أنه الأقوى في بلاده ، وأن معارضته مجرّد شرذمة ضعيفة ، قليلة العدد ، هزيلة الشأن والقدرة والتأثير !
· وبعضها يقوّي صانع القرار ، ويدعم موقفه أمام الآخرين ، حين يكون في حالة تفاوض معهم ، على بعض المصالح المتعلّقة بدولته ، ويتعرّض للضغط ، من قبل المفاوض ، أو من قبل جهات دولية ، تلحّ عليه ، للقبول بشروط مفاوضه ! وفي هذه الحال ، لا يجد مخرجاً ، من دائرة الضغط ، سوى الاحتجاج ، بأن المعارضة ستشوّه سمعته ، في وسائل الإعلام ، وتدعو الجماهير في بلاده ، إلى الإطاحة به !
· أمثلة :
ـ يروى عن سعد زغلول ، أنه دخل على المندوب البريطاني في مصر ، فلم ينحن له ، كعادة الساسة في ذلك الحين ! وحين سأله المندوب ، عن عدم انحنائه ، قال له سعد : حين هممت بالانحناء لك ، شعرت أن عشرين مليوناً من المصريين ، يشدّون ظهري إلى الخلف ، ويمنعونني من الانحناء !
ـ ذكر أحد الرؤساء الأمريكيين ، أن اللوبي اليهودي في أمريكا ، يحاول الضغط عليه ، باستمرار ، لاتّخاذ القرارات التي تخدم مصلحة إسرائيل ! وكان يحتجّ ، لعناصر الضغط اليهودية ، أحياناً ، ليتخلص من ضغطهم .. بأن الكونغرس قد لا يوافق على القرارات ، التي يتّخذها الرئيس ! ومعلوم أن الكونغرس الأمريكي ، يضمّ ، عادة ، قوى مؤيّدة للرئيس ، وأخرى معارضة له ! فكان اللوبي اليهودي يلحّ على الرئيس ، بأن يتّخذ هو القرار، الذي يخدم مصلحة إسرائيل ، ويترك للّوبي أمر الكونغرس : ( وافق أنت .. ودع لنا أمر الكونغرس ! ) فيفوّتون عليه ، في ذلك ، فرصة المناورة ، في تقوية رفضه لمطالبهم .. بالقوى المعارضة ، من أبناء شعبه !
ـ ثمّة صور كثيرة ، بالطبع ، من صور الفوائد ، التي يحقّقها صنّاع القرارات ، من توظيف معارضات شعوبهم ، في التعامل مع الأطراف الأخرى ، الدولية وغيرها ! كما أن ثمّة صوراً كثيرة ، لإضاعة هذه الفرص ، من قبل بعض الأطراف الضعيفة ، أو العاجزة عن فهم آليات التعامل السياسي !