عذرا أسرانا

معين شديد

[email protected]

من المفترض ان يكون شعبنا الفلسطيني في كافة اماكن تواجده قد احيا الجمعة السابع عشر من نيسان يوم ( الاسير الفلسطيني)  بمهرجانات ومسيرات واعتصامات وبيانات الامنيات بالافراج السريع والعاجل عنهم من سجون الاحتلال الاسرائيلي .

 احد عشر الف اسير فلسطيني يقبعون خلف الجدران في سجون الاحتلال وفي اقبية التحقيق  يعانون ما يعانون ولا احد يعرف معاناتهم الا هم والمقربون منهم .

اسرائيل وبعد  اسر الجندي جلعاد شاليط  اقامت الدنيا وفرضت حصارها المشدد على قطاع غزة وشنت حربها على القطاع  واعتقلت اعداد كبيرة من  ابناء شعينا الفلسطيني وحركت دبلوماسييها في مختلف انحاء العالم ورتبت اللقاءات ما  بين كبار وصغار زوارها الدوليين وما بين عائلة الجندي الاسير جلعاد شاليط  في اطار خطة لتحريك الراي العام العالمي والضغط  من اجل التحرك لاطلاق سراح شاليط بالثمن الذي تريده وتراه مناسبا؟؟

اما في الشارع الفلسطيني  الصورة الحقيقية تقول -  اعتصامات اسبوعية لاهالي اسرى امام مقار الصليب الاحمر الدولي في مختلف مناطق الضفة الغربية والعنوان طبعا - التضامن مع الاسرى - للاسف الشديد وبكل صراحة هذه الاعتصامات لا تصل الى المستوى المطلوب  -  فقط  وكما قلت في مقال سابق عشرات النسوة وفي بعض الاحيان لا يزيد عددهن عن اصابع اليد يعتصمن لساعة او لساعتين اما مقار الصليب الاحمر يرفعن صور فلذات اكبادهن على امل ان يتمكن الاسرى وهم داخل المعتقلات  وان توفر لهم  جهاز تلفزيون او مذياع من مشاهدة هذه الاعتصامات ؟؟

خلال الايام الماضية والقادمة ايضا شاهدنا وسنشاهد المزيد من الاعتصامات والمسيرات وسنقرا المزيد من البيانات حول الاسرى والسبب معروف وهو يوم الاسير الفلسطيني وستعود الامور بعد الانتهاء من برنامج احياء هذه المناسبة – وحيث تتنافس مختلف الفصائل فيها - الى واقعها المرير الذي تعودنا نقله من امام مقار الصليب الاحمر  والسؤال الكبير هل هذا هو التضامن الفعلي مع حوالي 11  الف اسير في سجون الاحتلال ؟؟

لماذا لا توضع خطط للتحرك الفصائلي والشعبي من اجل ابقاء ملف الاسرى فعلا على سلم الاولويات كما نريد وبالتالي ندعم السلطة ووفدها المفاوض بهذا الموقف ام ان السلطة وحدها مكلفة بهذا الملف ؟؟والكل يعرف ان ملف المفاوضات مجمد !! لماذا لا نغيير من اساليبنا التضامنية مع الاسرى  ام انه كتب علينا فقط الاعتصام الاسبوعي حتى لا نخسر  عدسة الكاميرا ان تواجدت  ؟؟

اساليب كثيرة وكثيرة بامكاننا العمل بها لتفعيل قضية الاسرى محليا وعربيا واسلاميا ودوليا  وستكون ان نجحنا في التخطيط والتنفيذ خير رسالة الى الجانب الاخر والى العالم اجمع مفادها ان قضية الاسرى هي فعلا  قضية هامة للغاية وتخص كافة  ابناء شعبنا  رغم حالة التشرذم السائدة  على الساحة الفلسطينية وستعزز مقولتنا التي نتفنن في ترديدها  كل ثانية ودقيقة وساعة ويوم من ان لا سلام ولا استقرار في المنطقة بدون الافراج الشامل عن كافة الاسرى من سجون الاحتلال !!عذرا اسرانا ؟؟؟