حين لا يكون لبعض داعمي حماس فضيلة
25نيسان2009
عبد الله القحطاني
سوى دعمها ، فكيف ينظَر إليهم !؟
عبد الله القحطاني
·
دعم القضية الفلسطينية عامّة ، ودعم حماس في مأساتها خاصّة .. دينياً ، أو وطنياً ، أو إنسانياً .. هو فضيلة ، قائمة بحدّ ذاتها ، بصرف النظر عن أيّ اعتبار آخر!·
لكن ، حين ينظر المرء ، إلى الداعم ، ويرى منه أشياء أخرى ، سيّئة ، أو بالغة السوء ، أو مناقضة لفضيلة الدعم ، الآنف ذكرها ، أو تدلّ ، بشكل واضح ، على المتاجرة الرخيصة ، بهذا الدعم .. حين يكون الأمر كذلك ، كيف يكون التعامل مع الداعم !؟ وكيف يكون التقدير له ، ولدعمه !؟·
لاشكّ أن فضيلة الإحسان ، مقدّرة بذاتها ! وقد وردت ، في ذلك ، أدلّة كثيرة ، في الكتب المقدّسة ، وفي أدبيات الأمم ! ومن الشواهد البارزة ، على فضل الإحسان ، بيت الشعر :أحسِنْ إلى الناس ، تستعبدْ قلوبَهمُ فطالَما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ
والبيت الآخر:
وقيّدتُ نفسي في ذُراكَ محبّـةً ومَن وجَد الإحسانَ قيداً تقـيّـدا
لكن ، حين يحمل الإحسان ، في طيّاته ، أخطاراً هائلة ، على المحسَن إليه ، نفسِه ، أو على من يلوذ به ، أو على من يتحمّس له ، أو على من يحبّ رؤية الخير، عامّة.. فكيف ينبغي النظر إلى هذه المسألة !؟
ثمّة درجات متفاوتة ، في إيذاء فضيلة الإحسان ، أو إبطالها ! من ذلك ، على سبيل المثال :
- المنّ : قال الله ، عزّ وجلّ : ( يا أيّها الذين أمنوا لا تُبطلوا صدقاتِكمْ بالمنّ والأذى قولٌ معروفٌ خيرٌ مِن صدقةٍ يَتبعها أذى ..) وهذا من أدنى الدرجات !
- اتّخاذ الإحسان وسيلة ، للسيطرة على المحسَن إليه !
- اتّخاذ المحسن السيّء ، إحسانَه ، وسيلةً ، لتلميع صورته أمام الناس ، ممّن يحبّون المحسَن إليه ، أو يتعاطفون مع قضيته !
- اتّخاذ المحسن السيّء ، من إحسانه ، وسيلة للتغلغل : الأمني ، أو السياسي ، أو الثقافي ، أو العقدي .. في صفوف الناس الذين يحسن إليهم ، وبين الناس المتعاطفين معهم !
·
وإذا كان الإحسان الذي يراد به وجه الله ، والثواب في اليوم الآخر.. نادراً في التعامل السياسي .. فلابدّ من الإقرار للمحسن السياسي ، ببعض الفضل ، بناء على إحسانه ! حتى لو أراد به مصلحة دنيوية له، سياسية كانت ، أم أمنية ، أم اقتصادية، أم غير ذلك ..! لكن السؤال الذي يطرح نفسه ، هو : إلى أيّ حدّ ، يعطي المحسَن إليه ، مِن نفسه ، أو من ثقته ، أو من قراره .. للمحسِن السيّء !؟ وإلى أيّ حدّ ، يعطي الآخرون ، المتعاطفون مع المحسَن إليه .. من أنفسهم ، ومن ثقتهم ، ومن دعمهم ، ومن ثنائهم ، ومن قرارهم ، ومن قلوبهم ، ومن عقولهم.. للمحسن السيّء ، الذي لايخفى مافيه من سوء ، على عاقل حصيف !؟·
أخيراً : لاغنى لنا عن التذكير، بأن الكلام في هذه السطور، هو كلام عامّ ، لايخصّ أحداً بعينه ، ولا فئة بعينها ! فمَن وجَد نفسَه في دائرة الخير منه ، فليحمد الله ، على أن وفّقه إلى فعل الخير! ومَن وجَد نفسَه في الدائرة الأخرى ، فليستغفر الله ، وليصلح من شأنه !والله يعلم المفسد مِن المصلح .. ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور !