أطلبوا الأرزاق ولو في أرض العراق
أحمد الفلو /فلسطين
أطلَّ علينا قبل أيام عبر مجلة أسواق نت شاب عصامي وسيم يتحدث عن نزاهته و نظافة كفِّه و سلوكه السَّوي في جمع المال مثل بقية أبناء الحكام العرب, والحكاية تبدأ منذ الخمسينيات حين كان عباس مقيماً في محمية قطر التابعة للتاج البريطاني وكان عباس يتجسس على العرب المقيمين و معرفة توجهاتهم السياسية ثم يقوم بكتابة تقارير مفصلة عما سمع ويقوم برفعها إلى المعتمد البريطاني في قطر و(( يدعي "آرثر ويلتون" الذي كان أول مسئول سياسي بريطاني عينته بريطانيا في قطر في عهد الشيخ علي بن قاسم)), أي أن محمود عباس كان يعمل مخبراَ للبريطانيين في محمية قطر وكان ((محمود الأيوبي رئيس وزراء سورية 1972-1975)) أحد ضحايا إخبارياته حيث كان الأخير مقيماً حينها في قطر وكان يحمل أفكاراَ تحررية عروبية , فما لبث محمود عباس إلاّ أن وشى به إلى المعتمد البريطاني فتم بعد ذلك ترحيله من قطر .
وكانت النتيجة أن قام البريطانيون الذين يكافئون جواسيسهم بسخاء بمساعدة عباس بعد مدة من الزمن في بناء إمبراطوريته المكونة من سلسلة من الشركات في قطر و دبي وابو ظبي والاردن وأخيراَ في الأراضي الفلسطينية المحتلة والمسجلة بأسماء أبنائه (ياسر والراحل عام 2002طارق) ,والشركات هي «فالكون للاستثمارات العامة» و«فالكون إلكترو ميكانيك كونتراكتينغ» و«فالكون غلوبل تلكوم» و«فالكون توباكو كومباني» و« فيرست فالكون» للهندسة المدنية والكهربائية والمقاولات والتجارة و«FEMC»، ويقع المكتب الإقليمي لـ«فالكون إلكترو ميكانيكل» في عمان، بينما يقع مكتب«فيرست فالكون» في قطر، أما « FEMC» فتتخذ من جبل علي في دبي مقراَ لها , وتعمل شركة «فالكون للاستثمارات العامة» في مجال الاتصالات, أما «فالكون ميكانيكل»، فهي تعمل بالمحطات والمولدات الكهربائية, أما ((فالكون توباكو كومباني)) تستورد هذه الشركة كافة أنواع السجائر البريطانية للاراضي الفلسطينية. منذ اواخر التسعينيات , بينما تحتكر شركة سكاي نيوز قطاع التسويق الإعلامي في الضفة الغربية ويأتي الهجوم على الإسلام والمقاومة ونعتها بالإرهاب في صميم توجهاتها الإعلامية كما يأتي الترويج للمبادرة العربية للسلام و مبادرة جنيف و مؤتمر أنابوليس ضمن نشاطاتها والتي دفعت سلطة عباس ملايين الدولارات لشركة سكاي المملوكة لياسر عباس مقابل الترويج لها في محطاتها التلفازية وفي الصحف الإسرائيلية باعتبار العدو الصهيوني شريكاً لعباس في عملية السلام , خاصة وأن القائمين على تلك الحملة الإعلامية هم يوسي بيلين، إبراهام بورغ،يولي تمير وعمرام متسناع و بمشاركة أتباعهم الأوسلويين ياسر عبد ربه، قدورة فارس، جبريل الرجوب، عبد القادر الحسيني، صائب عريقات وزهيرة كمال . حيث تقوم شركة سكاي بمنح رواتب ومكافئات باهظة لكل الأشخاص المذكورين آنفاً , وطبعاً الممول هو خزينة السلطة .
هل يستخِفّ ياسر بن عباس هذا بعقولنا أم هي خفَّة الدم والظرافة التي ورثها عن أبيه حين يجْتَر التصريحات ذاتها التي أطلقها في مقابلة مع جريدة الشرق الأوسط 11 آذار 2005 العدد 9600 خاصة ما يتعلق بحرمانه من المناقصات حيث تحتشد سلطة رام الله باللصوص, ولم تختلف تلك المقابلة منذ 2005 عن مقابلة الأسواق نت 14 نيسان 2009م سوى بالكشف عن المزيد من الفهلوة والذكاء , فهو يقول "أين الحكومة الخيالية في غزة"؟ "لفت انتباهي أن ما يسمى بـ"حكومة حماس"، قامت بصرف ما لايقل عن 50 مليون يورو؟ لا أعرف من أين أتت؟ وأين ذهبت؟ وهو بذلك يعترف بنزاهة حماس حيث يبذل قادة حماس قصارى جهدهم ليجمعوا المال من قطر وإيران و من رجال أعمال كثيرون في دول الخليج ليوزعوها على أبناء الشعب الفلسطيني على العكس مما يفعل هو واللصوص الأوسلويين الذين ينهبون الشعب, أما قوله (أغلب الفلسطينيين يتعاملون مع إسرائيل أما المتبقين فيعيشون على الأمطار") فهو مردود عليه و بالعكس فإن أغلب الفلسطينيين يقاومون إسرائيل, أما مصطلح البلاهة الجديد( يعيشون على المطر) فإنه ينم عن نفسية متشفية بأهل غزة الصامدين .
وفي إطار الحملة الأمريكية للرفع من مستوى جواسيس المنطقة الخضراء ببغداد والتي هرول عرب أمريكا لتنفيذها بالسفر إلى العراق بدءً من عمرو موسى و أبي الغيط وربيبهم محمود عباس ولكن عباس يتميزعنهم بهذه الزيارة التي تمت بحماية عسكرية مشددة من قوات المنطقة الخضراء ليجتمع مع خصيان الاحتلال ,خشية تعرضه لهجوم من قبل المقاومة العراقية الباسلة خاصةً بعد أن أشاد بالديمقراطية التي أشرقت على العراق بعد الاحتلال الأمريكي وجلبت الموت والدمار للشعبين الشقيقين العراقي والفلسطيني, كما أن تلك الزيارة تمت وفق معايير أمريكية خالصة أهم أهدافها هو الترويج لزعران الاحتلال في العالم العربي والإسلامي عبر البوابة الفلسطينية, ولم يكن موضوع اللاجئين الفلسطينيين في العراق الذين يتعرضون للإبادة الجماعية مطروحاً في جدول الزيارة كما يدعي كذاب السلطة صائب عريقات بل إن عباس لم يزر أو يلتقي بأي من أفراد الجالية الفلسطينية هناك, وعلى العكس أعطت الزيارة انطباعاً مغايراً لما تتعرض له تلك الجالية على يد المجرمين من قوات الدجال مقتدى الصدر والشرطة العراقية , فيما تسلل عباس وشلة المنتفعين معه خلسة إلى أربيل للالتقاء بصنائع الصهيونية بشمركة أربيل, ليتلقى هناك مكافئة ثمينة على صنيعه وهي حزمة من المناقصات الإنشائية تم إرساؤها على شركات المقاولات التابعة لابنه ياسر, و بحيث يتم إخراج المشهد على أن عباس يسعى لإيجاد حل لأبناء فلسطين في العراق من خلال إسكانهم في ما يسمى محمية كردستان بينما كان الهدف الحقيقي لعباس هو تزكية نظام الخصيان ببغداد ومنح شهادة براءة لنظام الطالباني و المالكي من دم الفلسطينيين مقابل الحصول على مشاريع جديدة تعزز المركز المالي لشركات ابنه ياسر وشركاه من أعضاء الوفد .
ألا يحق لأي فلسطيني أن يتساءل عما يفعل هؤلاء الشياطين في قصر المقاطعة ,الذين جيَّروا مناصب السلطة لخدمة مصالحهم الشخصية والتي تستحق عند هؤلاء المجرمين انتهاك الكرامة وبيع الوطن, وربما انكشف للجميع الآن وقبل أي وقت مضى تلك الدوافع والأسباب التي تجعل عباس يغتصب منصب الرئاسة عنوة و يقوم بتخريب أي جهد يؤدي إلى التئام الشرخ السياسي لأن قيام إصلاح حقيقي للسلطة ولبنية المنظمة سوف تغلق صنبور الذهب المنهمر في جيوب المنتفعين في قصر المقاطعة برام الله .