رؤية أميركية لتسوية الجولان أمير اورن

رؤية أميركية لتسوية الجولان أمير اورن

هآرتس

في يوم كهذا من المشاعر المختلطة، الفرح بانصراف ايهود اولمرت المشوب بالاسى من عودة بنيامين نتنياهو، يجدر بالواحد منا ان ينشد الهدوء في رحلة قصيرة الى مشاهد هضبة الجولان الخلابة.

المكان جميل هناك الآن، من منتزه اليركون حتى غابة اوديم الواقعة بين قيادة الفرقة بالقرب من القرية الدرزية مسعدة، مع مشاهد مثيرة من الينابيع والازهار التي تملأ المكان. هذا موسم جيد للسياحة، وهو جيد ايضا للديبلوماسية وفقا للمؤشرات التي تتراكم من واشنطن.

الآن ينشر فريد هوف رواية ثالثة، متطورة للاقتراح الذي يغذي منذ عقد من الزمان التفاوض المباشر وغير المباشر الرسمي وغير الرسمي بين اسرائيل وسوريا. هوف مقرب من مبعوث الرئيس اوباما لجسر الهوة بين اسرائيل والعرب، السيناتور المتقاعد جورج ميتشل الذي سيصبح نائبا له. صيغة هوف تعطي لسوريا ارضا وامكانية الوصول المنظم للمياه ولاسرائيل مياها وقدرة على الوصول المنظم الى الارض.

اقتراح هوف نشر من قبل مركز السلام الخاضع لرعاية الكونغرس والذي يعتبر وزير الدفاع روبرت غيتس ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من بين مجلسه الاداري. الفكرة التي ترتكز ايضا على استيضاحات شمولية من الاسرائيليين، تدحرجت من "المحمية الطبيعية" الى "منتزه السلام" و "محمية بيئة هضبة الجولان - غور الاردن". هو يفترض ان مطلب سوريا الفولاذي هو استعادة كل الاراضي التي احتلت في 1967 – هضبة الجولان وقطع صغيرة من غور الاردن ملاصقة لمصادر المياه الحاوية بالنسبة لاسرائيل، ولكنها هامشية بالنسبة لسوريا. اما مطلب اسرائيل الفولاذي امنيا فهو نزع السلاح من المنطقة التي ستتم اعادتها ورقابة دولية بقيادة اميركية وتغيير اتجاه سوريا الاستراتيجي والابتعاد عن ايران و"حزب الله" و"حماس”. سوريا لا تستطيع الوقوف فوق هضبة الجولان مع ساق تقوم على السلام مع اسرائيل واخرى موضوعة في المعسكر الذي يرغب في ابادتها. ان تم التوقيع على اتفاق سلام يتناول القضايا المركزية من الحدود والمياه وتطبيع العلاقات ونظام ضمان الحدود، فسيمكّن ذلك من توزيع التنفيذ على المدى الزمني والتأكد المتبادل من أداء الجانبين وجدية رغباتهما.

في المنطقة التي سيتم اخلاؤها ستتم اقامة محمية البيئة المذكورة تحت سيادة سورية وترتكز على دزينتين من الحدائق والمحميات التي اقامتها وادارتها اسرائيل منذ عام 1967 من سوسيتا حتى الحرمون. هي ستدافع عن المصادر المائية وتتيح لمواطني اسرائيل قدرة الوصول الى الشمال - الشرقي من طبريا وعلى السفوح من تلك الاجزاء من الجولان التي ضمن المحمية. ستكون هناك لافتات "اهلا وسهلا بالقادمين الى سوريا" بين عين غيف وكورسي ومن شرقي جسر اريك، الى ان الاسرائيليين سيكونون معفيين من تأشيرات الدخول – ومن الرسوم؟ - الى المحمية التي سيأتون اليها في وضح يوم واحد، من دون الاستيطان والتي ستشمل في السياق يهوديا وجملا (تغير في الاقتراح الاساسي الادنى الذي وصل فقط حتى مستوى منسوب المياه). في المقابل سيتمتع المواطنون السوريون بامتيازات متشابهة في طبريا.

تحركات ميتشل منسقة مع ديوان كلينتون وخصوصا مع جيفري بلاتمان رئيس قسم الشرق الاوسط الفعلي. بلاتمان الذي كان في السابق قنصلا عاما لأميركا في اسرائيل وسفيرا لبلاده في لبنان، يعرف ان اتصالات واشنطن مع دمشق تثير الاهتمام والقلق في بيروت. لذلك بادر قبل اسبوع، في جلسة نقاش في الكونغرس الى طمأنة اللبنانين وقال لهم لن نفرط بكم (وخلافا للبريطانيين لن نميز بين "السياسي" و "العسكري" في تنظيم "حزب الله" الارهابي).

هوف يفترض ان انسحاب اسرائيل التدريجي من الجولان لن يستكمل ان واصلت سوريا خلال ذلك تمرير السلاح الى "حزب الله”. التحدي الماثل امام ادارة اوباما حسب رأيي هو اكتشاف ان كان التغيير في النهج الاميركي سيشجع سوريا على اعادة النظر في ميولها الاستراتيجي بصورة مغايرة لاتجاهها الحالي الذي تتبعه منذ سنوات.

هنري كيسينجر استخدم مصطلحات مشابهة بدرجة عجيبة في عام 1975 في لحظة رفضت اسرائيل الانسحاب من المتلا والجدي لتسوية انتقالية مع مصر. قال كيسينجر حينئذ متنهدا لا تدركوا ان ما هو مطروح على المحك ليس كيلومترا هنا او هناك وانما انعطافة في الاتجاه. مصر كانت هي المحور في ذلك الحين والآن سوريا. من اللافت للنظر ان نرى ان كانت هذه المسألة قد طرحت خلال المحادثة التي تحددت لكسينجر مع رئيس هيئة الاركان غابي اشكنازي قبل اسبوعين. اللقاء الغي في اخر المطاف الا ان اشكنازي يكثر من التحدث مع سيناتورات ومسؤولين كبار اخرين حول الحاجة لاخراج سوريا من دائرة العداء لاسرائيل. الثمن واضح للجميع.