الوزير المعلم وتصريحه حول الإخوان
الوزير المعلم وتصريحه حول الإخوان
عبد الله السوري
فيما جاء في كلام الوزير السوري المعلم حول موقف النظام السوري من تعليق الاخوان لانشطتهم المعارضه للنظام كما قالوا بسبب احداث العدوان على غزه ، ومن الردود الفوريه لقيادة الاخوان عليها يتضح تماما ان جدلية العلاقه بين الطرفين ما تزال كما هي لم تتغير ، بمعنى ان النظام ما زال بعد كل تلك السنين التى مضت على المواجهات بين الطرفين ، ما زال يعتبرهم خطا احمر وغير مصرح لهم بالتواجد في سوريه بشكل رسمي ، وانما افراد مسحوقين مثل بقية افراد الشعب الذين يئنون تحت سياط الفقر والخوف والقمع ، وان طبيعة النظام الاقصائيه الاستبداديه لم تتغير قيد انمله برغم كل التغيرات التنازليه التى ابدتها قيادة الاخوان وخاصة في السنين التى تلت توريث بشار للمزرعه من ابيه بمن فيها وما فيها من اجراء وخيول وعقارات واملاك .
والسبب في ذلك طبعا هو طبيعة النظام السوري وطبيعة فهمه للاشياء وفهمه لسوريه التى يعتبرها ملك يمين له وان البعث هو القائد الوحيد للدوله والمجتمع ولا يحق لاي كان ان يعترض على البعث او على الطائفه التى تحكم وتتحكم باسمه ، وعليه فان من يريد ان يفكر بحكم سوريه او الاطلاع على مجريات الامور فيها عليه كما نقل عن مصطفى طلاس يوما ، عليه ان ياتي بالسلاح ليقارع البعثيين لانه كما قال طلاس انهم استلموا سوريه بقوة السلاح وهي الان ملكهم لا ينازعهم عليها احد ، في اشارة الى الانقلاب الذي جاء بحافظ الاسد وطلاس وخدام ومن لف لفهم الى السلطه .
لذلك وبناء على هذا الفهم فان ما قاله الوزير المعلم لا يعدو كونه كلاما في الهواء ليس له اي قيمه ، وانما فقط كلام تعجيزي مفاده ان لا امل في ان يغير النظام من جوهره شيء خاصة وانه افلت من تاثير الضغوط التى كانت مسلطه عليه قبل سنين قليله وهو الان يستلم العلاوات على مواقفه التى يزعم انها وطنيه وقوميه في دعم الفلسطينيين في نفس الوقت الذي يسحق فيه السوريين سحقا ، وفي هذا يبدو النظام والوزير المعلم منسجما مع نفسه لانه اذا رفض النظام التراجع للاخوان او للشعب بشكل عام في الاوقات الحرجه والصعبه فهل يطلب منه التراجع وهو مستريح ويقبض الاثمان على سياساته الكاذبه من الاقربين والابعدين ؟ ان منطق الاشياء يقول ان ما قاله ذلك الوزير هو المعقول من نظام مثل النظام السوري لا يفهم لغة الاخلاق ولا المبادئ ولا الاحراج كما كان يعول الاخوان على احراجه امام حلفائه من التنظيمات الاسلاميه التى تقف الى جانبه ، ويبين بوضوح خطا كل الاسس التى تبني عليها قيادة الاخوان الحاليه برامجها للتعامل مع ذلك النظام .