مخابرات القهر والاستبداد
مخابرات القهر والاستبداد :
متى تعلّق أنشطتها المعارضة لأنظمة حكمها!؟
عبد الله القحطاني
إذا كان المثل الدارج يقول : دود الخل منه وفيه .. فما دود النظام الاستبدادي !؟ وما السوس الذي ينخر خشبه ، ويتركه هشاً ، تحطّمه أيّة هبّة ريح !؟
لانحسب عاقلاً يعتقد ، أن الظلم والقهر ، والفساد والرشاوى ، وسرقات المال العامّ .. تطيل عمر نظام حكم ، أو تحفظ له هيبة أو استقراراً !
· فإذا كانت كل مظلمة تمارسها أجهزة القمع ، على المواطنين .. تسجّل ضدّ نظام الحكم ، فتسقط هيبته ، ومحبّته في نفوس الناس ، إذا كان له من يحبّه ..
· وإذا كانت سرقة المال العامّ ، من قبل أجهزة القهر والاستبداد ، تسبّب للنظام فضائح بشعة ، أمام مواطنيه ، وأمام الناس .. فتنخر أسسه ، وتحدث خللاً كبيراً في بنيته ، على المستوى الاقتصادي ، والمستوى المالي ، والمستوى الخلقي ..
· وإذا كان انتشار الرشاوى العلنية ، يسقط هيبة الحكم ، وسمعته ، واحترام مواطنيه له ، وثقتهم به ..
· وإذا كان التمييز بين المواطنين ، يقوم على أساس الولاء التامّ ، للنظام الحاكم ، أوعدم الولاء .. ممّا يثير نقمة الملايين من المواطنين ، ضدّ هذا النظام ..
· إذا كان ذلك كذلك .. فما الذي ينخر النظام الاستبدادي ، أكثر من غيره : سوسه الداخلي ، أم القوى المعارضة له من خارجه !؟
· وإذا كانت القوى المعارضة له من خارجه ، إنّما تعارضه ، لما يرتكبه سوسه الداخلي من جرائم ، فيكون هذا السوس ، نفسه ، هو العدوّ الأول ، والأخطر ، لنظام حكمه ..
· إذا كان ذلك كذلك ، فمتى يعلّق هذا السوس ، أنشطته المعارضة لنظام حكمه .. التي تسبّب له النخر والدمار، وتستعدي ضدّه ، مواطنيه جميعاً ، وتشوّه سمعته ، في العالم كله !؟