حوار مغلق مع معالي الوزير وليد المعلم

د. عبد الله السوري

حوار مغلق مع معالي الوزير وليد المعلم

د. عبد الله السوري

[email protected]

معالي وزير الخارجية السوري السيد وليد المعلم زميلي في دورة الأغرار في الخدمة العسكرية ، أواخر عام (1969) في المعسكر التاسع بقطنا، كان محامياً في دمشق، على مشارف الثلاثين ، أجل خدمته بضع سنوات ثم اضطر لتأديتها، ولم يفلح كما أفلح معالي متعب شنان وزير الدفاع(1971) الذي لم يؤد الخدمة العسكرية ، وكان مرحلة انتقالية في وزارة الدفاع التي تركها حافظ الأسد ، وتسلمها مصطفى طلاس بعد متعب شنان ، وهناك صديق آخر لي وزير لم يؤد الخدمة العسكرية ، أما وليد المعلم فلم يكن قوياً مثلهم يومذاك كي يتخلص من الخدمة العسكرية كما تخلصوا منها ...

وأنقل لكم سؤال غسان بن جدو له وجوابه ( نسخ ولصق ) :

غسان بن جدو:  أعلم أنني أتحدث إلى وزير خارجية ولا أتحدث إلا عن القضايا الخارجية ولكنني لأول مرة أتصل بمسؤول سوري بعد حرب غزة لذا أستسمحك بالسؤال، الأخوان المسلمون حركة معارضة هنا في سوريا والأخوان المسلمون علقت -ما سمته- علقت نشاطها المعارض للقيادة السورية وللحكومة السورية منذ الحرب على غزة، اعتبرت آنذاك بأن الموقف السوري موقف مشرف وينبغي أن نقف إلى جانبه، حتى الآن لم نسمع أي رد فعل سوري.

وليد المعلم:

 أولا يجب الفصل بين الأخوان المسلمين الموجودون في سوريا وبين الموجود في الخارج..

غسان بن جدو: في الخارج نتحدث.

وليد المعلم:

في الخارج أنا لا يهمني وضعه لأنه هو اختار أن يكون في الخارج. أنا أتحدث عن هذا الطلب الذي سمعت عنه، أقول هذه سوريا سوريا الدولة والنظام، لا يمكن أن تضع سوريا الدولة والنظام على قدم المساواة مع تنظيم لديه وجهات نظر مختلفة. أنا أقول عندما يقرر هذا التنظيم الانضمام إلى مسيرة النظام - وإن اختلفنا في الرأي حول بعض التفاصيل- عليه أن يعلن ذلك ببيان رسمي وأن ينفصل عن كل الممارسات التي جرت في الخارج - معروف من قام بها في الخارج وما هي صلاته بالدوائر الأجنبية، أنا أتحدث عمن في الداخل- يجب أن يكون لديهم موقف واضح وليس موقفا فقط يرتبط بالأحداث في غزة، سوريا لم تغير مواقفها المشرفة وهم سوريون وأبناؤنا ونريد الحفاظ عليهم ولا نمانع إذا اختلفنا في وجهات النظر ولكن أن يكون هذا الخلاف في الإطار الوطني.

التعليــــق :

العجـب العجـاب أن معــالي الوزير يقـول ( الإخوان المسلمون الموجودون في سوريا ) ، أغلب ظني أنه يشير إلى إسلاميين آخرين ، كالسلفيين والصوفيين وتلاميذ العلماء ,جماعة الدعوة والتبليغ ، وربما يشير كذلك إلى جميع الشباب المسلم ...وربما يقصد كل سوري يحافظ على صلاته في المسجد ، وأعفى لحيته تطبيقاً لسنة رسول الله r ولا يشرب الخمر ، وزوجته ترتدي الجلباب الإسلامي،ربما كل هؤلاء يســميهم معالي الوزير ( الإخوان المسلمون في الداخل )، وهذا شرف كبير للأخوان المسلمين ، ولكنه مجانب للحقيقة ، فالإخـوان المســلمون كما يقول الشــيخ سعيد حوى ( جماعة من المسلمين ) وهناك جماعات غيرها كالسلفيين والمتصوفة وتلاميذ العلماء والدعوة والتبليغ وغيرهم ، ومن البدهيات التي يعلمها القاصي والداني أن الإخوان المسلمين السوريين لايوجدون في داخل سوريا ، لأن المرسوم ( 49) لعام (1980) يقضي بإعدام كل منتسب لتنظيم الإخوان المسلمين ، وربما يوجد فكر ومنهج الإخوان المسلمين ، وهذا من البدهيات لأن النظام لم ولن يستطع إعدام فكر ومنهج الإخوان المسلمين ، ولأن منهج الإخوان هو الإسلام ، ومعظم الشعب السوري من المسلمين ، ويريدون تطبيق الإسلام في حياتهم ...

ولكن ثقافة معالي الوزير السياسية ( على البساطة ) لاتميز بين الحركات الإسلامية الموجودة في سوريا . وتسميهم كلهم ( إخوان مسلمون )، كما يقول الحضر:[ كله عند البدو صابون ] ، مع أن للصابون بضعة وعشرين نوعاً على الأقل،  كما كانت وحدات الأمن في عام (1982) تعتقل أهالي حماة حتى النصارى ، ولما اعترض أحد المواطنين النصارى وقال لهم ( أنا مسيحي ) قالوا لـه : حتى المسيحيين في حماة ( إخوان مسلمون ) واعتقلوه وزجوه في معتقل الصناعة ومصنع البورسلان وغيره ...

ويقول معالي الوزير :  (في الخارج أنا لا يهمني وضعه لأنه هو اختار أن يكون في الخارج )، وكنت أظن أن وزير الخارجية يهتم بالمواطنين السوريين المهجرين خارج سوريا ، وجميعم يراجعون السفارات السورية ، وصلتهم بوطنهم عن طريق وزارة الخارجية التي يرأسها معالي وليد المعلم ، فعجباً كيف لايهتم بهم !!!!

لكن معالي الوزير هل تعرف لماذا اختار هذا المواطن أن يكون في الخارج !!؟؟ والجواب أن الوحدات الأمنية وسرايا الدفاع والوحدات الخاصة كانت تعتقل حتى المسيحيين في حماة ، وكانت تعتقل أقارب المتهمين والمطلوبين ، وبقي بضعة آلاف من الرهائن عشر سنوات ( 1982) وحتى (1992) عندما تكرم حافظ الأسد وأفرج عن أول دفعة ، وكلها كانت من هؤلاء الرهائن الذين اعتقلوا بالنيابة عن ذويهم المتهمين ، هؤلاء الرهائن مكثوا عشر سنوات ، ومنهم من قضى نحبه تحت سياط الجلادين ... فكيف لايهرب المواطن السوري إلى الخارج ، لينجو من جحيم تدمر والحلبوني وفرع فلسطين وغيرها ، ولينجو من المجازر التي لم يـر التاريخ لها مثيلاً كمجازر حماة وجسر الشغور وهنانو وغيرها....

 كانوا يعتقلون المطلوب وبعض أولاده ، كماحصل لعدد كبير من الذين تمت تصفيتهم في تدمـر ، وفي (1992) أفرج عن أولادهم الذين اعتقلوهم مع آبائهم ، وهم طلاب في الثانوية ، وضيعوا لهم مستقبلهم الدراسي .

والنقطة الأخيرة يقول الوزير :

((وأن ينفصل عن كل الممارسات التي جرت في الخارج - معروف من قام بها في الخارج وما هي صلاته بالدوائر الأجنبية  )) .

وقد أجابه الأستاذ علي صدر الدين البيانوني المراقب العام للإخوان المسلمين السوريين فقال :

((  وأشار البيانوني إلى أن مطالبة وزير الخارجية وليد المعلم للإخوان بالبراءة من الجهات الأجنبية المعادية لسورية يعكس هو الآخر جهلاً بالإخوان أو تجاهلاً لمواقفهم، وقال: "إخوان سورية لم يكونوا في يوم من الأيام على علاقة مع جهات أجنبية معادية لسورية، وقد أكدنا ذلك في مواقفنا المتعددة، نحن نرفض الاستقواء أو الاستعانة بالأجنبي على بلادنا، وبالتالي مطالبتنا بالبراءة من العلاقة مع جهات معادية لسورية تعكس هي الأخرى إما جهلاً بمواقف الإخوان أو تجاهلاً لها، لأننا لم نصطف في يوم من الأيام في خندق معاد لسورية وللأمة"، على حد تعبيره )) .

ولا أبخس معالي الوزير حقـه فأقول كانت لمحات إيجابية قليلة في كلامه عندما قال :

(وهم سوريون وأبناؤنا ونريد الحفاظ عليهم ولا نمانع إذا اختلفنا في وجهات النظر ولكن أن يكون هذا الخلاف في الإطار الوطني ). وبالطبع يقصد ( الإخوان الذين في الداخل ) كما يقول ...

أما الذين في الخارج فيقول عنهم (في الخارج لايهمني وضعه لأنه هو اختار أن يكون في الخارج ) ...  وليتذكر معالي الوزير أن الذين في الخارج هم الإخوان المسلمون ، وهم أكبر فصيل وطني معارض للنظام الأسدي ، وقد علقوا معارضتهم منذ (7/1/2009) ينتظرون بادرة إيجابية من النظام ليعودوا إلى بلدهم ، ومن حقهم أن يعيشوا داخل وطنهم ...