حوار الطرشان
خليل الصمادي
[email protected] عضو اتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين/ الرياض
لا شك أن كل فلسطيني يهمه الحوار القائم أو القادم بين فريقي رام الله وغزة ،ولم يكن هذا الحوار وليد اليوم ولكنه منذ أمد بعيد أي منذ أن ظهر اتجاه جديد على الساحة الفلسطينية ، أي منذ أيام الانتفاضة الأولى عام 1987 ولكن الحوار وقتها لم يتعد إلا الاتهام لهذه الحركة الجديدة بالظهور ورميها بالتهم الجزاف ،وربما بدأ الحوار في السجون إذ فوجئ المساجين القدامى بزائرين جدد لم يعتادوا على أمثالهم ، واستمر ت الاتهامات للزائر الجديد ردها من الزمن وتراوحت بين استهزاء القوي باللاعبين الجدد الذين لم يملؤوا عينه، بل وكابر وكابر حتى خيل للمراقب خارج الأراضي الفلسطينية على رأي المثل " ما في الميدان إلا حديدان" وحديدان هذا هو الوكيل الحصري والوحيد للفلسطينيين كافة .
ولكن وبعد انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني برز هذا اللاعب المغيب بقوة على الساحة الفلسطينية وغيرها وكان لا بد له من تشكيل الحكومة الجديدة بعد أن يتنازل عنها اللاعب القديم كرها عنه بناء على أصول اللعبة الديمقراطية التي وعد العالم بها، وكما غشته مؤسسات الاستطلاع الكثيرة والتي كانت تبني استطلاعاتها من التمنيات والمحسوبيات من مكاتب مكيفة ذات فرش وفير.
بدل أن يحاور الطرف المهزوم لجأ إلى العنف فصعب عليه أن يتنازل لأناس كان يعتبرهم في قاموسه الثوري رجعييون ومنبطحون ومنهزمون وما إلى ذلك من التعابير التي اعتادوا عليها فترة الخمسينيات والستينات.لذا تم الحسم العسكري قبل أن يتفاقم الأمر وبانت الأمور على حقيقتها وعرفت شعبية كل فريق وقوته.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فقد أخذ الفريق القديم عهدا على نفسه باحترام الشرعية الدولية وكلن الشرعية الدولية قرآنا منزلنا من لدن حكيم خبير ، فربما كان ثمن وجودهم في ما تم التفاق عليه من أماكن للسلطة العزف على وتر الشرعية الدولية التي جاءت بهم من تونس والسودان ولبنان واليمن، لذا فبرنامجهم مختلف كليا عن الفريق المقاوم الذي لا يكترث كثيرا بالشرعية الدولية والتي يعتبرها أضاعت بالبلاد والعباد وأن العدو عينه لا يكترث بها بل يضرب بها عرض الحائط .
لذا لا بد من الاعتراف أن الخلاف بين الفريقين أسه خلاف بين برنامجين متناقضين وما الحوار الذي طرح في القاهرة أو غيرها هو جهد متواصل من أجل إدخال حماس والجهاد وغيرهما من منظمات المقاومة في بيت الطاعة السلطوي بالرغم من التفنن بالعبارات اتي توحي للجهلة أو أنصاف المثقفين أنهم حريصون على فلسطين لأن فلسطين وما سيحصلون عليه هو مطابق تماما للشرعية الدولية التي لم تحرك ساكنا في قضايا كثيرة منها الاستيطان والقدس والعودة وماالإجرام الأخير على غزة إلا شاهد كبير على عجز ما يسمى الشرعية الدولية إدانة المجرم المستكبر
لذا أرى أن الحوار قد يجدي في أمور فلسطينية محلية كالانتخابات وموعدها والبلديات وخدماتها وغيرها من الأمور التي لا تشكل خطرا على دولة الاحتلال أما يما يتعلق بالمقاومة وحق الشعب الفلسطيني في حياة كريمة عزيزة فهذا في قاموس الثوريين القدامى " لا مساس"