لا أذود الطير عن شجر !
قضية السودان والمحكمة الجنائية ..
عبد الله خليل شبيب
(221)
تحيز واضح فاضح في موقف المحكمة الجنائية الدولية من البشير
قبل البشير وأحق منه .. طابور طويل يجب إحضاعهم للمساءلة والعقاب!
الصهاينة وبوش أول وأولى المجرمين بالمساءلة والعقاب الرادع
واضح كل الوضوح أن مسألة مذكرة المحكمة الدولية بحق الرئيس السوداني عمر البشسر مسألة مسيسة تماما وانحيازية وانتقائية بل وانتقامية بكل معنى الكلمة ..
فالبشير والسودان ليس وحده في العالم الثالث وغيره من عنده قلاقل وثورات وترتكب تحت حكمه وربما باسمه التجاوزات ..
..وهذا أمر بدهي وفي غاية الوضوح ..وقد كرره كثيرون..ومنهم الخبير البريطاني ( ديفد هيل= المتخصص فقي الشؤونالسودانية ) حيث أجاب على سؤال لمذيع ( b.b.c )قائلاً:"إن جلسة المحكمةالجنائية حول موضوع البشيرليست إلا عرضا من عروض المسرح السياسي..! والمحكمة ليست دولية ! ليس فيها ممثلون من الصين ولا من الهند ولا من روسيا ؛ وهؤلاء ثلث العالم ؛ ثم إن الولايات المتحدة لا تعترف لها بسلطة قضائية على جنودها ورعاياها !..إنها [ محكمة اوروبية = تمثل [ عدالة الرجل الأبيض ]..الانتقائية ! توزع التهم على من تشاء ؛ فالجرائم المتهم بهاالبشير ترتكب يوميا في أجزاء مختلفة من العالم "!!
دعوة وتشجيع للفوضى والتمرد!:
..ثم إذا كان كل من راق له أن يصبح زعيما أو رئيسا أو يثري من موارد كامنة أو غير كامنة أو كمن رشوات أجنبية لغرض ما ؛ أو حرّكه الموساد اليهودي أو أية جهة طامعة أو حاقدة أو مفسدة .. ترك له أن يتربع على عرش مطامعه ومطامعهم ..لأصبحت كثير من المقاطعات والمناطق بل والمدن والقرى في سائر أنحاء العالم دويلات ممزقة..وهذا هو عين ما ترمي إليه المؤامرة الصليبية الصهيونية العالمية التي تستهدف العالم الإسلامي وشعوبه ومقدساته وثرواته ووحدته ومقدراته ..في الدرجة الأولى .. وهو هدف لا يخفيه مخططوه ..
تمرد إرهابي مدعوم يهوديا واستعماريا ؛ وخيانة عظمى لابد من مواجهتها بكل قوة ممكنة:
في السودان تمرد في دار فور وهي أرض سودانية وكل الحق للدولة أن تردع التمرد بأية وسيلة .. وما دام المتمردون يستعملون السلاح ولا يكتفون بالمقاومة السلمية للمطالبة بما يريدون .. فهم إرهابيون ـ بأدنى مقاييس الإرهاب عند من يدّعون مقاومته .. فهم بدلا من أن يصنفوا حركات التمرد ضد حكومة قائمة راسخة بأنها إرهاب .. تضامنوا مع عصابات الإرهاب وأمدوها بالسلاح والمال والدعم حتى وصل بهم الأمر إلى تجريم رئيس الدولة في سبيل حمايتها ؛ فإذا أضفنا أن [ رأس الفتنة والفساد في العالم = الدولة الصهيونية ] وراء هذه المؤامرة الحقيرة عرفنا سر كل ذلك [ الإجلاب والإصرار ] في موضوع السودان والبشير بالذات ..
.. إن [الهالك شارون ] هو صاحب فكرة إثارة فتنة دارفور ..وهو الذي أشعلها وقامت [ الجوقات اليهودية] في أمريكا وغيرها بالعزف على أوتارها وتضخيم موضوعها ؛ وقد كتب اليهودي بيتر إيغروس في صحيفة جويش تلغرافك مقال بعنوان [السودان يصبح موضوعا يهوديا] !..مع أنه ليس في السودان يهودي واحد ..ولكن لطعن العالم العربي من خلفه وتعويق تنميته خصوصا وأن السودان أمل شاسع لإشباع جياعه !
إن الخائن المسمى [ عبدالواحد نور ] قائد ما يسمى بحركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور .. عميل صهيوني مفضوح غارق في الخيانة .. لا ينفك عن التردد على الدولة الصهيونية وتلقي أوامر وتعليمات [ موسادها ] لهدم السودان أمل العرب في الاكتفاء الذاتي بالغذاء والاستغناء عن الاعتماد على الدول الأجنبية لو صحت النيات وصدقت الإرادات واستقامت الأمور واستقر السودان وما حوله ..وهذا ما يرفضه المتآمرون الطامعون بكل قوة ويحاربونه سرا وجهارا وليلا ونهارا !
لقد اصبحت [ تل أبيب] محطة رئيسية لهذا الخائن الكافر المتآمر – وافتتح مكتبا لحركته فيها - ولم يستحي ان يصرح مرارا باستعداده لتلويث السودان بالنجس الصهيوني ووضع سفارته في الخرطوم شكرا له لما يمد به العصاة الخونة من مال وسلاح ودعاية ونفوذ .. وصلت لحد تحريض وتأليب العالم الحاقد على السودان ورئيسه بهذا الشكل المزري المخزي الذي يزيد من كشف عورة الحضارة الغربية المتوحشة المتحيزة وكشف زيف شعاراتها البراقة البالية !!
تصرفات عبد الواحد نوروأمثاله وخيانته العظمى وعداوته للسودان ووحدته واستقراره ؛ واستقواؤه بالصهاينة وجبهتهم الكافرة الطامعة الحاقدة ... يبرر أية إجراءات تتخذ لكف ذلك الشر المستطير عن السودان ولسحق التمرد بكل قوة ... ولو أدى الأمر إلى إبادة المتمردين الخونة إبادة كاملة ! ..
هل ترضى أوروبا وأمريكا لبلادهما ما تفعلانه بغيرهما ؟!
فهل يرضى الأمريكان والأوروبيون وغيرهم أن تنفصل عن بلادهم مجموعات من شعوبهم وتعلن قطعا من بلادهم دولا وتحاول فرض شروطها على دولهم المركزية ؟؟ ..وهل يقابلونهم حينها بالورود والرياحين ؟؟
..اسالوا أوروبا لماذا كانت عشرات الحروب والصراعات الطاحنة في تاريخها :حروب الوردتين وحرب المائة عام وحرب البوير والحربان العالميتان ..إلخ والتي طحنت ملايين الأرواح ؟؟
وأمريكا ؟ هل قامت وتوحدت ولا ياتها ال48 +2 وأصبحت دولة عظمى إلا على الحروب والدماء والصراعات والأشلاء؟
لماذا إذن لا يؤيدون المقاومين الفلسطينيين المطالبين بالحقوق والحريات بل يحاربونهم حربا عالمية بكل شراسة ..وهم على اقل تقدير ـ في مقاييس الغربيين الدنيا ـ مثل جماعات دارفور ؟؟!! هذا إذا لم يكونوا مثل قوات المقاومة الفرنسية والأوروبية ضد الألمان ..أو مثل قوات حرب التحرير الأمريكية..وأمثالها من قوى التحرر في العالم وفي التاريخ !!؟
.. لقد أطمعهم .. أو زاد طمعهم في السودان نجاحهم بفصل جنوبه ..ونصر سيطرة الصليب فيه وجعله شوكة في خاصرة السودان الجنوبية .. فضلا عما يثيرونه من توترات تنطلق من بعض دول الجوار كأثيوبيا وكينيا وأوغندا وتشاد وغيرها ..
وكذلك مما يزيد إصرارهم على العمل على فصل دارفور ـ وكلها ارض إسلامية سودانية ، وكل أهلها مسلمون ـ ما تكنه تلك الأرض في جوفها من نفط ومياه ويورانيوم وغير ذلك من الثروات والخيرات التي يسيل لعابهم عليها .. والذي جعلهم [ يستكلبون ويتكالبون ] عليها بكل شراسة وإجرام حتى لو أدى الأمر لتعريض رئيس دولة للإهانات والتهديدات !!
منظمات الجواسيس !:
ومن هنا أرسلوا عشرات [منظمات الجاسوسية والدس] في شكل منظمات إغاثة ..وحين شعر السودان بخطرها وأراد أن يتلافاه ..صرخوا وولولوا ..واعتبروا ذلك جريمة حرب [ أما منع كل شيء عن غزة حتى الدواء والماء والغذاء والعلاج فذلك برد وسلام وعدل ] وحرضوا العالم على الضغط على السودان ليبقي منظمات الجواسيس ..وما طلب السودان منها إلا أن توحد جهودها مع منظمة الصليب الأحمر وتعمل تحت لوائها مما يعمم جهود الإغاثة ويجعلها أكثر فعالية ونفعا..
خيبة أمل في بصيص عدالة .. كنا نأمل أن تطال حتى لصوص نهب الأموال !
كالدولة الصهيونية التي افتعلت الأزمة العالمية المالية لتصب كل أموال خسارات العالم في جوفها..!!:
.. كما يهلل الجياع لرغيف الخبزالطازج ..! هللنا للمحكمة الجنائية الدولية حين ظهرت للوجود ، ورحبنا بها ورجونا ان تكون بابا للجم الطغيان والإجرام المتفاقم عالميا ..وخصوصا من دول وحكام تجاوزوا الحد في طغيانهم سواء على شعوبهم أو في حق شعوب أخرى ...
..بل وأملنا أن تكون هنالك ـ على غرار هذه المحكمة كما تصورناها ـ محكمة اقتصادية مالية ترد إلى الشعوب ولو بعض ثرواتها التي ينهبها بعض المتنفذين والغزاة اللصوص ـ مثل برايمر وبعض الأمريكان الذين نهبوا مليارات العراق ومليارات إعماره ..وأمثالهم ـ ثم يفرون بها إلى مآمن بعيدة عن ايادي من نهبت منهم !
... وليتها لو كانت بحثت عن [ حشرات الكارثة المالية العالمية الأخيرة ] فعاقبتهم شر عقاب .. ولكنها لن تستطيع ولن تفعل ـ ليس فقط لأن أمريكا ستمنعها ..كما منعتها من ملاحقة جنودها وقادتها القتلة اللصوص ..بل لأنها ستجد عناكب الأزمة المالية وجناتها كلهم من اليهود ..وستجد معظم الأموال [ الحسابات المنهوبة عالميا ] قد آلت إلى جيوبهم وإلى جوف [الدولة الصهيونية بؤرة الشر واللصوصية والإجرام العالمي ] !!.. فتتهم حينئذ باللاسامية ..كيف وقد وضح أنها أداتهم لتهديد غيرهم ؟!
.. ألم يكن [ جرس الإنذار ] قبيل الأزمة المالية تحويل [ بنك برذرز الأمريكي اليهودي ] 40 أو 80 مليارا إلى دولة اليهود ؟! ولم يحاسَب أحد .. وحتى لم تكن هناك قضية لتسجل ولو ضد مجهول !! ثم كانت الأزمة الماحقة في كل العالم ! مما يعني أن كل الأموال ـ تبعت المبالغ السابقة ـ وصبت في دولة اللصوصية والإجرام الصهيونية .. ولم يجرؤ [ غربي متحضر ] على الكلام خشية اتهامه باللاسامية ]ـ السيف المصلت على رؤوسهم حتى لا يذكروا اسم اليهود ـ ولو عاثوا في الأرض كل فساد وإجرام !! .. بعد أن كان بعض الأوروبيين والأمريكان ـ حتى أواسط القرن الماضي يكتبون على أبواب بعض محالهم ـ كالمطاعم والفنادق ..إلخ ..عبارة : ( ممنوع دخول اليهود والكلاب)!..
أليس مجرمو الصهاينة وبوش وبلير وشركاؤهم وأمثالهم أحق بالمساءلة والعقاب ؟!:
لقد زاد من بشاعة ووضوح التمييز والتقصد في مسألة مذكرة المحكمة الجنائية ضد البشير .. ليس فقط لأنها [ تقصدته والسودان بالذات] من دون كثيرين ربما كانوا أحق بمثلها .. بل لأنها كذلك صدرت في أجواء جرائم الإبادة الصارخة ودوس كل المباديء الإنسانية والدولية في الهجوم اليهودي الوحشي على قطاع غزة ـ أوائل العام ـ والذي كان غير متكافيء ..فعلى الأقل متمردو دارفور عندهم أسلحة ثقيلة ومضادات للطائرات والدبابات ..وخطوط إمدادهم مفتوحة على دولة اليهود وسائر الدول الاستعمارية الممدة لهم .. بينما أهل غزة محاصرون وليس معهم من السلاح إلا الخفيف الذي لا يستطيع مواجهة طائرات ولا دبابات ولا أساطيل متوحشة !
..وفي الوقت الذي يطالب فيه الكثيرون بتحويل الجناة الصهاينة إلى المحاكم الجنائية الدولية ..تتجاهل تلك المحكمة كل هذا الكم الهائل والبشع من الجرائم المنكرة ..وتتوجه للبشير وحده كأن ليس في الدنيا متورط في مثل هذا غيره !!
... هذا فضلا عن أن دور البشير يأتي متأخرا بعد كثيرين ممن ارتكبوا مثل ما ينسب إليه وأكثر بكثير جدا مثل بوش وبلير وشركائهما في ذبح شعوب أفغانستان والعراق والمساعدة على ذبح شعب فلسطين وغيره ..!
. فبعد تلك القائمة الطويلة من [ المتهمين والمشتبهين ] قد يأتي دور البشير وغيره ..
ليُستدعَ أولا للمحكمة [ جورج دبليو بوش وتوني بلير وشركاؤهما وطواقمهما الدموية ] وليستدع كثيرون من الطغاة والسفاحين في القارات الخمس ..وبعد ذلك قد يأتي دور البشير (والبشار !..بعد صدور حكم محكمة الحريري المصممة خصيصا لجلب بشار !!رأس برأس ) ...هذا إذا طبقت العدالة متساوية على الجميع ..ونال كل منهم جزاءه وعقابه العادل !!
لا نذود الطير عن شجر..!!وعدالة الله أوفى وأدق :
...من الواضح جدا أن السهام الصهيونية والاستعمارية موجهة إلى مسؤولين في العالم العربي والإسلامي ..واحدا بعد الآخر .. وأن دورالجميع قادم ! وما هذه إلّا نماذج وإنذارات مقدمة ليتعظ الآخرون ويحسنوا السلوك في الخط الصهيوني الإمبريالي ـ ضد مصالح شعوبهم ... وإلا تقدم دورهم ـ مع أن ذلك الدور قادم لا محالة ..ولو [أشعلوا أصابعهم العشرة إكراما للصهاينة والأمريكان والطامعين الحاقدين ] ... فكل من [ تنتهي صلاحيته ] يلقون به في [ سلة المهملات] !
مع ان أكثرهم له سجل بل سجلات يمكن استعمالها كما استعملتدارفور ضد البشير !
.. نحن لا ندافع عن عمر البشير شخصيا ولا عن غيره ..ولا نقر أية إساءة أو تجاوز بغير حق أو سبب ضد أي إنسان كان .. ـ فالعدالة تقتضي أن ينال كل جزاءه على ماثبت أنه اقترفه ..ولكن نطالب بالعدل ..ونحن نوقن أن العدالة البشرية مهما تجردت وسمت لن تبلغ مبلغ العدالة الإلهية التي لا تغادر صغيرة ولا كبيرة ولا تظلم أحداً ولا يضيع لديها حق !
..نحن في العالم العربي والإسلامي والثالث ... الملذوع ـ معظمه ـ عموما بسياط الطغاة والظلمة والمستـأثرين وبتجاوزات النظم الدكتاتورية وشبه الدكتاتورية والمخابراتية والقمعية والشمولية ..إلخ لا بد أن نكون آخر من يدافع عن الحكام وعن الجناة وعن الطواغيت ..وعن [ جلاوزة التعذيب ]!
.. بل ونعتقد أن [ جلهم إن لم يكن كلهم ] يجب أن يخضعوا لمساءلة العدالة الدنيوية ..أما الأخروية فلا مفر لهم ولا لغيرهم منها ..وليس هنالك فضل لأحد على أحد ..ولا ينفع عند الله مال ولا جاه ولا سلطان ولا قوة ..فالكل أمام الله سواء ... كل يأخذ جزاءه خيرا أو شرا ...حتى مثقال الذرة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره "
فكل ينال جزاء عمله ... وكل راع مسؤول عما اسُترعي أمام الله ...
" ووُضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ؛ ويقولون : ياويلتنا ! ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ؟.. ووجدوا ما عملوا حاضرا ، ولا يظلم ربك أحدا "