الحكم الجائر على المعارض حبيب صالح
أحمد مصطفى
أصدرت محكمة الجنايات بدمشق يوم أمس الاحد 15/3/2009 حكما بالسجن ثلاث سنوات على الكاتب والمعارض السوري حبيب صالح بتهمة نشر أنباء كاذبة في زمن الحرب ترمي إلى إضعاف الشعور القومي وإيقاظ النعرات العنصرية والمذهبية وفقا للمادة / 285 /من قانون العقوبات السوري بناءً على كتابته مقالات سياسية على شبكة الإنترنت تدعو إلى الإصلاح في سورية والتطور الديمقراطي وحماية حرية الرأي.
نودُ أن نعرف من محكمة الجنايات الموقرة ما هي الأخبار الكاذبة التي نشرها الأستاذ الكاتب حبيب صالح البالغ من العمر /62/ عاماً من القهر والظلم الذي عاشه في الوطن السوري ..وفي ( زمن الحرب ) وأية حرب .. قام بها النظام السوري حرب /2003/ ضد القوات الأميريكية التي غزت العراق ..أم حرب /2006/ التي دحرت جيش العدو الاسرائيلي أثناء حربه على لبنان قبل الدمار الذي أصابه .. أم حرب /2009/ التي حررت غزة دون سقوط الآلاف من المدنيين ..أم الحرب التي حررت الجولان ونحن لا ندري .. وكيف أيقظ النعرات العنصرية والمذهبية... بالمرسوم الاستثنائي لعام /1962/ الذي جرد / ثلاثمائة ألف / من المواطنين الأكراد من الجنسية السورية ..أم بالقانون /49/ الذي عطل الحياة الاقتصادية في المناطق الحدودية ..
هل الدعوة الى الاصلاح ومحاربة الفساد أصبح جريمه .. ربما بعُرف النظام السوري الذي يكرس الفساد ويعطل الاصلاح ويمنع الديمقراطية والتعبير عن الرأي أكبر جريمه , أما من ينهب ثروات البلاد ويسعى لتخريب الاقتصاد الوطني ودمار مؤسسات القطاع العام ويحمي التهريب والتهرب الضريبي فهذا هو المواطن الذي يحمي الوطن وُيقوي الشعور القومي .. وأما اسرائيل التي قصفت موقع / الكبر / العسكري في دير الزور شهر أيلول عام /2007/ واغتالت المسؤول العسكري لحزب الله ( الحاج مغنيه )في شباط /2008/ بمساعدة اللواء / محمد منصوره / رئيس جهاز الأمن السياسي بدمشق السابق وأربع ضباط أمن آخرين ؟؟ وحلقت طائراتها فوق القصر الجمهوري في اللاذقية أكثر من مره .. فإنها لم توهن عزيمة الامه ولم تضع / صحَاف سوريا / الذي سيرد في الوقت المناسب وكرامة القادة السوريين في الوحل !!!
إن مواد الدستور السوري واضحة وصريحة فالمادة / 38 / جاء فيها :
( لكل مواطن الحق في أن يعرب عن رأية بحرية وعلنية بالقول والكتابة وكافة وسائل التعبير الأخرى وساهم في الرقابة والنقد البناء بما يضمن سلامة البناء الوطني والقومي ويدعم النظام الاشتراكي وتكفل الدولة الصحافة والطباعة والنشر وفقا للقانون .)
وكان قد قدم الأستاذ صالح مذكرة دفاعهِ الخطية الى المحكمه المذكوره في سبع صفحات في أول هذا الشهر جاء فيها :
( المطالبة بإلغاء حالة الطوارئ والأحكام العرفية , واعتبر أن إلغائها يوازي تحرير للجولان المحتل, كما أنه اعتبر إتهامه بإثارة النعرات الطائفية والمذهبية والحض على الاقتتال الداخلي تهمة كيدية صادرة عن جهات أمنية ليس لها أي سند مادي لأنه لايملك لاجيش ولاعسكر بل ان كل مايملكه هو قلمه الذي ُيحاكم من أجله . )
وفي النهاية طلب البراءة والعدل ورفض الشفقة والرحمة من مقام المحكمة .. وكانت المحكمة قد رفعت الجلسة الى 15/3/2009 للتدقيق , ثم أصدرت هذا الحكم الباطل /3/ سنوات من السجن .. بناءً على التعليمات التي تتلقاها هذه المحاكم الهزليه من الأجهزه الأمنية . هذا وقد دفع حبيب صالح من قبل ضريبة حبه للوطن والدفاع عن حقوق الانسان /9/ سنوات من السجن بين الأعوام /1982 / و /2005/ وكانت هذه المرة السادسة التي يعتقل بها حبيب صالح في /7/5/2008/
كل الكلمات أو البيانات ..لا تفي حق الأستاذ حبيب صالح , وممن سبقوه الى زنازين الوطن أو قضوا نحبهم وهم يدافعون عن حريتنا وكرامتنا ..
الُطغاة يعرفون بما هم آثمون ويعرفون أن الحرية هي منال الشعوب وإن طال انتظارها.. فليفعلوا ما شاؤوا .. إن ( إرادة الشعوب لا تقهر ) .
تحيةً واحتراماً للمناضل حبيب وكل الذين سبقوه على دروب النضال لعلّ هذه الكلمات للشاعر ناظم حكمت تؤنس وحدتهم في الليالي الطويلة ...
كلمات لمن يقبع في السجن
للشاعر الراحل ناظم حكمت :
( إذا كنت تؤمن بالوطن
بالعالم وبالانسان ..
فسيقودون خطاك الى المشنقة
أو سيلقون بك في الزنازين
ستبقى هناك عشر سنين
أو ربع قرن
ولكن مهما يكن الأمر
عليك أن لا تفكر حتى ولو للحظة
أنّهم لو علّقوك كالعلم على العامود
لكان ذلك أفضل ...
عليك أن تتمسّك بالحياة
رغم مسحتها التعسة
فواجبك أن تقاوم
وأن تعيش ليوم آخر نكاية بالأعداء
بعض نفسك سيبقى في الزنزانة وحيدا
كحجر في قاع البئر
لكن البعض الآخر سيمتزج بمشاغل الحياة
ستسترق السمع ، وعلى بعد مئات الأميال ،
لحفيف أوراق الشجر .
لتعلم أن انتظار الرسائل في الزنزانة
أو غناء أغنية حزينة
أو النظر في السقف حتى الصباح
نظرات جامدة ، كل هذا حلوّ
يحوي طعم السّكر ، لكنه خطر
أنظر الى وجهك الحليق من حين لآخر
وانسى السنوات .. لكن حافظ على
الأمسيات الربيعية وامضغ طعام السجن
.... حتى الفتات ....واضحك عاليا
المهم أن لا تنسى صخب الضحك ...
واذا نسيتك محبوبتك ....
فمن يدري ؟ ! لا تقل سيان عندي
صدّقني .. يظن السّجين أن الريح تقوى
على الغصن الأخضر ...
متعب التفكير في الزنزانة بالورد الجوري
ومريح التفكير بالجبال والبحور ..
حاول أن تقرأ أو تكتب أكثر ..
وأن تشغل وقتك بالحياكة
أو في صناعة الزجاج
عندها يمكنك الصبر سنوات
ساعة تلو أخرى
المهم أن لا يبهت اشعاع
الماس المختفي في ناحية
صدركِ اليسرى... !!!)