الإسلام السياسي والكرد وافتراءات الفاسدين

الإسلام السياسي والكرد وافتراءات الفاسدين

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

( تنويه قرأته من تعليق للأستاذ الفاضل جان كورد صدفة على إحدى مقالاتي بأن إطلاق تسمية الأكراد على الكرد فيه إساءة ، لأن الأكراد كما قال على وزن أعراب ولذا وجب التنويه والتصحيح للخطأ الغير مقصود ، وهذا التنويه مقصود به من يقع بهذا الخطأ أيضاً )

لا أُخفي على احد بأنّ الكثير من منقديي قد اتهموني بأنني كردي الأصل لأنني كنت معهم الى الصميم في حقوقهم ، وملكي مثلما يقولون أكثر من الملك ، وهو اتهام أعتز به وأتشرف ولا ضير في ذلك ، بل وأزيدهم معلومات بأن موطن سكناي في حلب عند جامع عباد الرحمن الشهير القريب من منطقة السريان والأشرفية المليئتين بالكرد الذين خالطهم عن قرب ، وكان الكثير منهم معي في المدرسة والمساجد التي كُنت أُصلي فيها وفي العمل ، وتعرفت على الكثير منهم الذين تربطني معهم علاقات حميمية ،وقمت بزيارة العديد مهم  إلى قراهم ومناطقهم كعفرين وعين العرب وغيرهما ، حتى كان أحد خياراتي بالزواج من فتاة كردية لولا ظروف الهجرة والنفي التي حالت دون ذلك ، وكان لي من الأحبة العديد منهم الذين افتقدهم على حين غرّة وقضوا في السجون شهداء الى الله سبحانه ، وكثير منهم من المُناضلين وأصحاب الرأي السديد ، وبالتالي لا عجب أن ينسبني البعض إليهم ، لأنني بالفعل منهم ومعهم في الحقوق والواجبات ، وربما بعد انتهائي من سلسلة تاريخ سورية أن أبدأ بتسطير تاريخ الأكراد الوطني ، الذين التحموا مع جميع الأحرار في سورية ، بل وكان للكثير منهم السبق في النضال والجهاد ضد المحتل الفرنسي والاستعمار التركي القومي المتعصب وليس ضد العثمانيين ، وقد أشرت تأكيداً للكثيرين من مناضليهم في سلسلة التاريخ السوري الذي أكتبه بحيادية كاملة كيوسف العظمة قائد معركة ميسلون الشهيرة وسليمان الحلبي الذي وقعت منذ قليل على عريضة تخليد اسمه وشكري الأيوبي وإبراهيم هنانو قائد ثورة جبل الزاوية والدامادا أحمد الذي قاد سورية في الوقت العصيب وصمام الأمان محمد علي العابد أول رئيس سوري منتخب بعد الثورات السورية المتتالية ، والذي على عهده أُعيدت وحدة كافة الأقاليم السورية في الدولة الواحدة

 وأنا وإن كنت لم أتحدث بعد عن الأحزاب السورية في فترة مُقاومة الاحتلال الفرنسي وما بعدها إلى عهد الاستقلال والحكم الوطني إلى ما قبل الانقلاب الأول المشئوم بقيادة الضابط الفاسد حسني الزعيم ، وذلك لوجود العديد من الكتب والمؤلفات التي تناولت هذا الموضوع وإن لم تكن كافية ، ولكنني آثرت أولاً بالحديث عن التاريخ السوري المُعاصر بسبب قلّة الكتابات عنه وندرتها ، بينما أخرت الحديث عن الأحزاب التي كانت في تلك المرحلة التي يقودها التقليديون الوطنيون من كل الطوائف السورية ومنهم التيّارات الإسلامية السياسية التي تحتوي أحزابهم على العديد من العرقيات التي تؤمن بمبادئهم ، والذين لم يُعلنوا عن أنفسهم  إلا في عام 1936 بقيادة الإخوان المسلمين ، الذين  كان من ضمن أولويات أهدافهم التعاون مع الحركات الإسلامية والعربية والنضالية لإعادة الوحدة العربية وتحرير الوطن الإسلامي والسير معهم إلى التعاون المُثمر والإتحاد المنشود وطرد الاستعمار الفرنسي من أرضنا أولاً ، وهذا الكلام لا يكاد يخلو منه كتاب تناول التاريخ السوري أو المذكرات التي كُتبت ، ليطلع علينا في آخر الزمان مُدعي اسمه صلاح بدر الدين المعتوه والمنبوذ حتّى من بني قومه ، الذي اندس في صفوف المُعارضة ولا سيما جبهة الخلاص التي سعت إلى إدخال الكرد في صفوفها ولكنها فشلت لأسباب لا أعلمها ، لتقبل بهذا النطيحة كمكون معها لكونه كردي المولد ، والكرد منه براء لسجله الحافل بالفضائح والرذائل والارتزاق ، ولكنها على ما يبدو كانت مضطرة لقبوله  على مضض للظهور بمظهر الأكثر تنوعاً ، ولذلك على ما يبدو تمّ تأجيل فصله في العديد من المرّات ، ربما لهذا السبب وللظروف الصعبة التي مرّت بها الجبهة على حسب معلوماتي التي حالت دون ذلك ، بعد انكشاف أمره وتاريخه الأسود المشبوه المليء بالخيانات ومُحاولاته المُستمرة لشق الصفوف ، وتعاونه مع أعداء الأمّة من الأمريكان والصهاينة ضد إخوانه الفلسطينيين في غزّة والمُنظمات الفلسطينية ، وبما يضرّ بمصالحنا كعرب ومسلمين ، حتى صرنا نراه على الدوام متنقلاً من حضن إلى آخر ولمن يدفع أكثر ، ومُتذبذباً لا رأي له إلا حب الظهور والبروز ولو على خازوق من حديد صدئ ، بقصد أن يتقدم الصفوف الكردية وهو لا يؤتمن بينها للعمل في صفوفها ، لأنه لا يُقيم لأي علاقة إنسانية أي وزن ، إذ سرعان ما ينقلب عليها وحتى على نفسه التي يكرهها ، ولذلك فهو بكل المعايير يُعتبر عُنصراً خطراً  على الكرد يُخشى تآمره  كما تآمر على من رافقهم من قبل  كالشهيد الرمز ياسر عرفات وفتح وغيرها ممن انخرط معهم بقصد الارتزاق والعمالة لمن يعمل معهم ، وكذلك اليوم فهو لا يتآمر على حماس  التي تنادى هو وغيره من العُملاء لمُناشدة الصهاينة لاستئصالها كونها إسلامية حسداً وحُقداً ولكونها صارت تسري في جسد الأمّة دون توقف ، بل هو يتآمر على دماء  وأشلاء الشعب الفلسطيني بأجمعه ، عندما يُعطي المُبرر هو وأمثاله لضرب ارادة الأمّة وقرارها الحر الديمقراطي

 والمُتطلع لشخصية هذا الأفاق وتاريخه نجده صديقاً حتى للشيطان ، وقد انتقل من قبل من حضن عرفات المدعوم بحينها من الرئيس صدام المُتهم كردياً بإبادة الأكراد بعدما قبض منه الأموال الطائلة ومن صدام ، ليلعب فيما بعد على الحبال الأُخرى التي لا أُريد الخوض فيها هنا ، وكان آخرها وجوده في كوردستان العراق الذين نأمل منهم الانتباه من هذا الدخيل الفاسد المُفسد والأشر في الخصومة،  ، وخاصة لمن يُقيم معهم أي علاقة ، إذ سرعان ما ينقلب على الصديق قبل البعيد ، لينبري فيما بعد للمتاجرة بما يصله من معلومات ويقوم على تزويرها لمصالح الأعداء ، بدعواه أنّه كان بتلك الجبهة أو تلك المنظمة ، وللمتابع لمقالاته يجد فيها من التناقضات الكثيرة والانقلابات التي تُثبت حقيقة ما أقول ، ليس عن مرض عنده كا انفصام في الشخصية ، بل هو ما تطبع عليه من سوء سريرته ، حتى صار طبع لا يُرجى منه شفائه ، بعدما صار مكشوفاً عندما تربع على كرسي في الجبهة لا يستحقه لتُكشف أُموره للعيان ، وذلك يتبين من خلال مناقشات جبهة الخلاص أثناء اجتماعاتهم ، والتي أعيبُ عليها بتأخرها عن اتخاذ قرار حازم بهذا المُرتزق ، ولا سيما بعد المُذكرات التي صدرت مطلع العام الحالي من بعض جهات الجبهة، والتي تحمل العتب والتلويح بانتكاسة العمل الجبهوي لوجود أمثال هذا المعتوه بين صفوفها، الذي يعمل على الوقيعة بين صفوف المُعارضة ولا سيما أعضاء جبهة الخلاص ، مُستهدفاً التيار الإسلامي بكل تنوعاته ، تحت شعار الوطنية المُزيفة التي هو أبعد ما يكون عنها ، في مُحاولة منه لضرب القواسم المُشتركة بين أطياف المُعارضة ، ذات المرجعيات والتوجهات والبرامج المُتعددة  ، لشل حركة أي فريق عبر ظنه بإحراجه من خلال تفاهاته السخيفة تلك

وأنا هنا أُريد أن أتوقف عند بعض ما جاء في مقاله الأخير ، لأُبين للجميع افتراءات هذا الشخص المنبوذ حتى من بني قومه ، وتطاوله على الحركة الإسلامية المُباركة بكل فروعها وتاريخها بتزويره للحقائق والافتراء عليها ، متجاوزاً كل الخطوط بُعهره وفجارته في الخصومة التي لا يعرف فيها شرفاً ولا خُلقاً أو قيمة ، بينما الأصل في الخلاف أنه لا يُفقد للود قضية بين العُقلاء ، ولكن لكونه عبداً لمن اشتراه لانراه إلا طبّالاً أو راقصاً على موائد من يدفعون له دون أن يكون له رأي أو موقف ، ولذلك نرى تهجمه على كل من تعامل معهم وآخرهم الإخوان المسلمين الذين هم جزء من الحركة الإسلامية المُباركة التي سمّاها ، "بالإسلام السياسي" من باب الغمز واللمز عليها، ومع ذلك فهو قبل الدخول معهم بحلف وجبهة واحدة ، ليبيع أفكاره ومبادئه في سوق النخاسة إن كانوا كما زعم من السوء، أو هو كاذب منافق أشر يتلاعب على الحبال كي يقتنص  دوراً على حساب  إخونه الكرد الشرفاء لا يستحقه ، ظناً منه بتقدم صفوفهم وهم ينبذونه ويوبخونه ليل نهار على ما وردني من مُقربين له ، لينبري بين فترة وأُخرى بحركات وأفعال هلوسية القصد منها الإساءة والوقيعة بين الأطراف الوطنية ، وخاصة ما بين الكرد وبقية إخوانهم في المُعارضة السورية ، ليبني بينهم حاجزاً وحائطاً وهمياً كي لا يلتقيا ، ولا شك بأنه واهم بهذا التصور

 والآن أريد أن أستعرض ما جاء من افتراءات بدر الدين في معرض مقالته التي تُشبه قبح عمله  وما حوته من أضاليل وأراجيف

في النقطة الأولى : افتراءه على الحركة الإسلامية بكل فروعها من عدم وجودها على الساحة النضالية في مقاومة الاستعمار الفرنسي، في مُحاولة منه للاستخفاف بعقول النّاس بينما الوقائع والحقائق ، وما ذكرته الكتب والمراجع المختصة والمُذكرات لكبار السياسيين ما يُكذب ذلك ، وقد فنّدت افتراءاته من خلال المقطع الثاني من المقالة ، وأثبت فيها بما لا يدع للشك نشاط الحركات الإسلامية وفاعليتها في مُقاومة المُستعمر ، بينما ما ذكره عن الحركات الليبرالية واليسارية وغيرها مما لم يكن يعرفه الشارع السوري آنذاك ، بل فقط الأحزاب الوطنية التقليدية التي انضوى تحت لوائها كل الفاعليات السياسية النشطة ومن كل التوجهات ،وفيما بعد مع منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي تشكلت الأحزاب بصورتها المعروفة ، والتي كان للإسلاميين الحركيين الدور البارز في مواجهة الاحتلال ، بينما الشيوعيين وبعض اليساريين كانوا في الصف الآخر من ممالئة الاستعمار ومناصرة الصهيونية في فلسطين ، بل لهم الفضل الأكبر في الانقلاب العسكري الأول ومجيء الدكتاتورية ، ولم يكن قبل هذا التاريخ شيء اسمه إخوان أو كرد أو علمانيين وغيرهم في إطار حزبي كما ادعى هذا الأفّاق، بل كانوا جميعاً كالجسد الواحد في مواجهة العدوان والمُحتل

وأما النقطة الثانية : التي كان ينبغي عليه أن يستحي عند ذكرها ، ولكنه أبى إلا أن يكشف سوءته وسوءه عندما قزّم حركة الإخوان بفترة مطلع الثمانينيات واعتبرها مدفوعة من الغير ، شأنه شأن النظام في اتهامه الذي تُكذبه كل القوى السياسية به ، ليدعي فيما بعد عدم وجود أي أثر سياسي أو جبهوي للإخوان  حتى إعلان دمشق وعبر التلفون عام 2005 ، ولا أدري إلى أي درجة من الاستخفاف بالعقول وصل إليه بدر الدين الذي بدأ يفقد ذاكرته ، بينما كان الإخوان والإسلاميين في تلك الفترة يقودون حركة المُعارضة السورية إلى اليوم الذي أعلنوا فيه عن توقيف نشاطهم المُعارض تضامناً مع اهل غزّة ، وكانوا طوال هذه الفترة قد شاركوا القوى الوطنية في العديد من الجبهات والمواثيق ، ومنها ميثاق الشرف الوطني ، والتحالف الوطني لتحرير سورية ، وميثاق إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي ، والمشروع الوطني للتغيير في جبهة الخلاص ... فأي ادعاء كاذب يدعيه بدر الدين ولماذا لم ينبري لكشف ما يدعيه قبل إعلانهم عن رفضهم له ومقتهم منه ، ومن الذي يُحدد مصداقية ما يقوله من أنهم كانوا مُخربين للجبهات ، إذا كان أصحاب الإعلانات والمواثيق الحقيقيين الذين شاركوا الإخوان في الصياغات والعمل المُشترك يُكذبونه

 وأما عن علاقة الإسلاميين ومنهم الإخوان بالكرد فهي أكبر وأعمق من أن يشوهها صعلوك كبدر الدين ، الذي اختصر قضية الأكراد بشخصه عندما نبذته جبهة الخلاص أو فصيل كبير فيها لخيانته كما نبذه من قبل الكرد ، ليدعي ظُلماً من وراء ذلك بأن الإخوان يُثيرون العنصرية بين المكونين العربي والكردي داخل أمانة الجبهة والتصدّي لأي موقف تضامني مع الحقوق الكردية والقضية الكردية في سورية ، وهذا بالحقيقة كلام كبير عندما يظن نفسه بأنه المُمثل عن الكرد وقضيتهم العادلة ، على كل حال قد  كتبت في السابق عن رأي الإسلاميين والإخوان بالكرد وقضيتهم في مقالة باسم "الوطنيون الإسلاميين وغير الإسلاميين مع الأكراد إخوان .. ودعوى لفتح القنوات "لمن يُريد الإطلاع عليها عبر محرك الجوجل .