منظمة التحرير

د. مأمون فريز جرار

منظمة التحرير

( سابقا ) !

د. مأمون فريز جرار

[email protected]

قفزت منظمة التحرير في الأسبوع الأخير إلى العناوين الأولى في نشرات الأخبار وفي الصحف ، وشغلت كتاب الأعمدة ، كل ذلك تم حين أطلق خالد مشعل قنبلته في الدوحة بالسعي إلى إيجاد مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني وقواه المقاومة

منظمة التحرير وكما ورد في موسوعة ويكيبيديا : "منظمة سياسية شبه عسكرية ، معترف بها في الأمم المتحدة والجامعة العربية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني داخل وخارج فلسطين. تأسست عام 1964 بعد انعقاد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في القدس نتيجة لقرار الجامعة العربية في اجتماعها الأول بالقاهرة عام 1964 لتمثيل الفلسطينيين في المحافل الدولية وهي تضم معظم الفصائل والأحزاب الفلسطينية تحت لوائها. ويعتبر رئيس اللجنة التنفيذية فيها، رئيسا لفلسطين و الشعب الفلسطيني في الأراضي التي تسيطر عليها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية و قطاع غزة بالإضافة إلى فلسطينيي الشتات.

كان الهدف الرئيسي من إنشاء المنظمة ، هو تحرير فلسطين عبر النضال المسلح . إلا أن المنظمة تبنت فيما بعد فكرة إنشاء دولة ديمقراطية علمانية ضمن حدود فلسطين الانتدابية ، حيث كان ذلك في عام 1974 في البرنامج المرحلي للمجلس الوطني الفلسطيني ، والذي عارضته بعض الفصائل الفلسطينية وقتها ، حيث شكلت ما يعرف بجبهة الرفض.

في عام 1988 تبنت منظمة التحرير رسميا خيار الدولتين في فلسطين التاريخية ، والعيش جنبا لجنب مع إسرائيل في سلام شامل يضمن عودة اللاجئين واستقلال الفلسطينيين على الأراضي المحتلة عام 1967 وبتحديد القدس الشرقية عاصمة لهم .

في عام 1993 قام رئيس اللجنة التنفيذية بمنظمة التحرير آنذاك ياسر عرفات بالاعتراف رسميا بإسرائيل، في رسالة رسمية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إسحق رابين ، في المقابل اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني . نتج عن ذلك تأسيس السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة ، والتي تُعتبر من نتائج اتفاق أوسلو بين المنظمة وإسرائيل."

هذا التلخيص لمسار منظمة التحرير وتاريخها وتغير أهدافها يجعلها اسما على غير مسمى ، فلم يعد ( تحرير فلسطين ) هدفها بعد أن اعترفت بالكيان الغاصب لفلسطين ، وبعد أن أجرت عملية قيصرية لتغيير المفاهيم فلم تعد ( فلسطين ) من النهر إلى البحر بل صارت قطاع غزة وما بقي من الضفة بعد المستوطنات والجدار العازل

بعد هذا كله ألا يحق لنا أن نسأل ماذا بقي من منظمة التحرير؟ أو لا يحق لنا أن نقول وفق السائد في زماننا من الحديث عن الوظائف التي شغلها شخص فيقال بعد لقبه الوظيفي (سابقا) إنها منظمة التحرير (سابقا) ونكون صادقين في قولنا ؟

أليس من حق القضية الفلسطينية بعد مسيرة المباحثات العبثية مع العدو الغاصب ، وبعد ظهور القوى الجديدة التي أعادت الحياة إلى القضية ، البحث عن مرجعية جديدة بعد أن صارت المرجعية السابقة في خبر كان ، وبعد أن فقدت مبرر وجودها بإلغائها الهدف الذي وجدت من أجله ؟

سؤال مطروح للبحث لكل العقلاء الذين لم يربطوا مصالحهم بمصالح العدو الغاصب !!!