البطل أردوجان وأنصاف الرجال

البطل أردوجان وأنصاف الرجال

عادل الجوجري

للمرة الثانية خلال أسابيع أجد نفسي اكتب عنه.. مثقف من طراز خاص ،يعرف تاريخ بلاده والمنطقة ،ويدرك أن العثمانيين كانوا أباطرةدقوا

أبواب أوروبا وكادوا يكتسحوها في يوم ، ويتذكر أن السلطان عبد الحميد رفض الاغراءات الصهيونية لكي يسمح لهم ببناء وطن لليهود في فلسطين فراحوا يلتفون من خلفه ويتحالفون مع بريطانيا وفرنسا ،ويحصلون على وعد بلفور ضمن تقسيمة للكعكة العربية،رجل يحفظ القرآن ،ويحافظ على صلواته ولايهادن أبدا...ولايسكت عن الحق مع أن الشياطين الخرس يحيطون به وبنا من كل حدب وصوب،وأنصاف الرجال يحكمون نصف او ثلثي الوطن العربي،ويسخرون آلاتهم الاعلامية للترويج للزيف والكذب، هو بطل مسلم وضع كرامة تركيا قبل المصلحة،وجاهر بما يعتقد في زمن المناورات الملونة،وواجه العتاة بلغة بسيطة واضحة،انه رجب طيب اردوجان رئيس الوزراء التركي الذي استقبله شعبه مؤخرااستقبال الأبطال لدى عودته إلى اسطنبول بعدما انسحب من منتدى دافوس إثر مشادة كلامية مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بسبب الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وكان أردوجان قد رد بغضب عندما رفض مدير جلسة الحوار التي شارك فيها مع بيريز وأمين عام الأمم المتحدة وأمين عام الجامعة العربية، منحه فرصة للرد على دفاع الرئيس الإسرائيلي عن الهجوم على غزة والذي خلف حوالي 1300 قتيل في القطاع.لكن اردوجان انتزع الكلمة ووجه انتقادات هي الاعنف منذ رحيل القائد العربي جمال عبد الناصر ضد الصهيونية وغريزة قتل النساء والاطفال.

وقال أردوجان للآلاف الذين خرجوا لاستقباله في المطار " إن لغة بيريز لم تكن مقبولة، وكان على أن اتصرف دفاعا عن كرامة تركيا، كل ما أعرفه أنه يتعين علي الذود عن كرامة تركيا والشعب التركي، لست زعيم قبيلة بل أنا رئيس وزراء تركيا ويتعين على أن اتصرف على هذا النحو".

موقف أردوجان رفع رؤوسنا كعرب لأنه رد على المعتدين ولم يلجأ الى اللغة الديبلوماسية العرجاء التي يجيدها الحكام العرب،ويتفنن فيها عمرو موسى، وموقف اردوجان جعله زعيما شعبيا في بلاده وبلاد العرب،لأن الذين صمتوا على جريمة غزة كثيرون بينما انتفض اردوجان،وقرر أن يكشف زيف المجتمع الدولي الذي يساوي بين الضحية والمجرم ،ولأن الرجل كان في قمة الصدق والتعبير عن مشاعر شعبه،فقد خرجت حشود كبيرة إلى مطار اسطنبول في ساعات الصباح الأولى لاستقبال أدروغان ملوحة بالأعلام التركية والفلسطينية.. وهم يهتفون " تركيا معك" فيما رفعت لافتات تصف أردوغان بأنه "زعيم عالمي جديد".هذه الحشود لم يدفع لها أحد "ليرة" واحدة،ولا حرضها حزب العدالة بل خرجت بتلقائية لكي تضع الرجل في المكان اللائق بزعيم احترم شعبه فاحترمه واحبه شعبه والشعوب العربية وأيضا الشعوب المحبة للعدالة والسلام،ولو اجرى استفتاء في الشارع العربي اليوم لحصل اردوجان على لقب افضل زعيم عربي ،هذا طبعا بعد خالد مشعل واخوانه الذين صمدوا ثلاثة اسابيع امام المحرقة،وفي وجه النفاق الدولي والتآمر العربي،ثم خرج منتصرا كي  يستعد لجولة أخرى من الصراع الطويل المرير.