جبناء ليس إلا ّ
جبناء ليس إلا ّ
م. سميح خلف
دعا سليم الزعنون "أبو الأديب " رئيس المجلس الوطني اللاشرعي لإجتماع هام لأعضاء المجلس الوطني المقيمين في عمّان وكأن المجلس الوطني اختزل فوق الاختزال وحالات الوفاة ، عمد السيد أبو الأديب العرّاب لمحمود عباس ولسلطة أوسلو أن يدعو لمثل هذه الاجتماعات كلما ( دق الكوز في الرأس ) ولكن لماذا عقد هذا الاجتماع الفوري ؟ ، لابد أن حالة من الذعر تمكنت من السيد أبو الأديب بعد تصريحات خالد مشعل بوجوب ايجاد مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني ومن هنا نريد أن نحدد علامات الواقعية من عدمها في طرح ما يسمى ممثلي الشعب الفلسطيني وممثلي المقاومة .
كلام جيد وممتاز أن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ولكن هل حقاً منظمة التحرير ومنذ عقود تقوم بهذا الدور وهل حقاً منظمة التحرير قادرة بقيادتها الحالية على ادارة الصراع بعد المشروع المتهاوي الذي اعتمدته لسياستها .
لابد ان نقول أن الرئيس الفلسطيني الذي قال بأن إسرائيل لا تريد السلام والمفاوضات كانت لكسب الوقت من جانب العدو الصهيوني وهنا اقول وأزيد " مفاوضات عبثية" وإذا كان رئيس السلطة ورئيس منظمة التحرير يقر بهذا الكلام وبعد أن دمروا منظمة التحرير على قاعدة ايجاد ممثل أخر وهي السلطة الفلسطينية التي قامت بدور منظمة التحرير وسلبتها صلاحياتها ومن أهم سمات هذا سحب الصلاحيات الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وتجميدها وتجميد التنظيمات الشعبية وجميع مؤسسات منظمة التحرير ، وشهدنا في الاعوام الماضية صراع حول التمثيل في المحافل والمؤتمرات العربية والدولية وكان من السخف أن يمثل الجانب الفلسطيني بدلاً عن منظمة التحرير المالكي وأحياناً عبد ربه وغيره من الأسماء التي ليس لها مكان في مؤسسات منظمة التحرير .
رئيس السلطة الفلسطينية باعترافاته هذه يعني أن منظمة التحرير الفلسطينية قد فشل برنامجها تماماً .
لا نريد هنا أن نضع في الميزان مقدار ايجابيات منظمة التحرير وسلبياتها ، فكل الشعب الفلسطيني يعرف ما قدمت من ايجابيات وما لها من سلبيات خطرة ، لا أقصد الاطار العام لمنظمة التحرير بل أقصد قيادة منظمة التحرير وممثليها .
ومن هنا وكما أوجه أبو ميزر عضو اللجنة المركزية السابق لحركة فتح أن سبب الداء قيادة أوسلو وتسلطها وسلطتها في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وهي من المسببات الرئيسية للانهيار في الساحة الفلسطينية .
أراد سليم الزعنون من هذا المؤتمر ان يجرم حماس ويخون حماس ويعلن الحرب على حماس وعلى المقاومة وفاءاً للبرنامج الأوسلوي ولعباس ، وكالعادة هذا المؤتمر المنقوص التمثيل بأي حال من الاحوال لا يمثل أي شرعية تمثل الشعب الفلسطيني ، هل من المعقول أن يكون ممثلي الشعب الفلسطيني يشككون في النصر الذي أحرزته المقاومة مثلما فعل الأوسلوي عزام الاحمد وغيره أو ما فعل رئيس الهرم لما يسمى المجلس الوطني الفلسطيني والحملة الضارية التي قادها على حماس وعلى خالد مشعل .
انهم حقاً الجبناء ، عزام الأحمد وفي حديثه ومداخلاته في داخل المؤتمر يناقض نفسه ، فتارة يقول لا مقاومة في غزة ، وتارة يقول هناك مقاومة وحماس أقل ما فقدت ويضع في كلمته تعداد الشهداء ويقول أن فتح خسرت في تلك المواجهات 82 شهيد وهنا أقول وأوضح أن هؤلاء ليسوا محسوبين على فتح أوسلو وقيادة أوسلو ولجنتها المركزية بل هؤلاء من كتائب شهداء الاقصى التي أصدرت بياناً تلو البيان بعدم ارتباطها بفتح أوسلو واللجنة المركزية لفتح أوسلو ، هؤلاء الشهداء التي ذكرت وسائل الانباء أن رئيس سلطة أوسلو محمود عباس تنكر لهم مؤخرا بعدم اقرار رواتب لهم أو مستحقات مبرراً ذلك بأن فتح نبذت العنف واللجنة المركزية لفتح لم تتبنى كتائب شهداء الاقصى ولذلك كلام عزام الأحمد مردود عليه بالوقائع والاحداث ، وعندما يتغلغل الجبن في مثل تلك القيادات لن يكون أمامها إلا التزوير والكذب والتدجيل .
انهم حقاً ا لجبناء ، من ينكر صمود غزة والشعب الفلسطيني في غزة ، انهم بذلك يقودون معركة مكملة للمعركة التي انتصرت فيها المقاومة على الدولة العبرية ، فهم لا يريدوا نصراً للمقاومة لكي يعلوا برنامجهم الانهزامي وليكرسوا تمثيلهم الباطل للشعب الفلسطيني .
مرجعية بديلة للشعب الفلسطيني لا يريد أحد أن يكون شجاعاً ويقول أن منظمة التحرير ببرنامجها الحالي لا تحقق مصالح الشعب الفلسطيني ولذلك وجب الخروج من هذه الدائرة المفرغة التي تأخذ الشعب الفلسطيني من هاوية إلى هاوية ، أما بإزالة تيار أوسلو المسيطر على المنظمة وقيادة فتح أوسلو وايجاد ممثلين حقيقيين للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ، واما ايجاد مرجعية عليا للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج ومجلس اعلى للمقاومة يصيغ السياسة العامة لكل فصائل العمل الوطني .
ونهاية نقول كنّا نود أن نسمع من أبو الأديب وبعد اعترافات الرئيس الفلسطيني محمود عباس التي تضعه محل مسألة كبرى أمام كل القوى الحية في الشعب الفلسطيني كنا نود منه أن يسحب مقررات المجلس الوطني الذي عقد في غزة في أوائل 2000 والغاء بنود من الميثاق ، كنا نود من السيد عرّاب أوسلو وسلطة أوسلو السيد أبو الأديب أن يطرح بنوداً تعبر عن حالة النصر التي حققتها المقاومة وكنا نود أن يضع في جدول أعمال المؤتمر كيفية اعادة منظمة التحرير إلى ميثاقها المسلوب ، لا أن يهاجم حركة حماس والمقاومة واذا كان السيد أبو الأديب قد شكر حركة الجهاد الاسلامي لرفضها اطروحات خالد مشعل وتمسكها بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني فهو كما وضع السم في العسل فلن يستطيع أن يحدث شقاق بين اخوة الدرب والسلاح واريد ان اذكر ان السيد رمضان شلح الامين العام لحركة الجهاد الاسلامي وعقب انسحاب اسرائيل مباشرة من قطاع غزة قال بالحرف الواحد " يجب على الشعب الفلسطيني ان يشكل حكومة مقاومة في غزة والضفة " وليفهم أبو الأديب معاني النصر ومعاني العزة والنضال واذا بقيت منظمة التحرير على حالها بقيادة أوسلو لا مفر امام الشرفاء في الساحة الفلسطينية إلا أن يبحثوا عن بدائل أخرى .
جبان من ينكر حالة الصمود والمقاومة في غزة ، جبان من ينكر علامات واشارات الصمود التي تحققت بفعل المقاومة .