سلاح المقاومة يطير النوم من عين تل أبيب
منها البتار .. القسام ... الياسين
سلاح المقاومة يطير النوم من عين تل أبيب
تجار يهود يبيعون السلاح للمقاومة !
إعداد : سمية سعادة
من الحجارة و السكاكين الى القنابل و الصواريخ٬ تلك هي رحلة كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس٬ أسلحة بدأت بسيطة و قليلة الفعالية و الجدوى ثم ما لبثت أن تطورت فتحولت الى كابوس يقض مضاجع الإسرائيليين الذين أشعلوا حربهم الأخيرة ضد غزة من أجل اجتثاث المقاومة و أسحلتها لكن يبدو أنهم سيعيدون حساباتهم أمام الصمود الذي أبداه المقاومون بأسلحتهم التي يجري التفتيش عن مصدرها و طريقة وصولها الى المقاومة في غزة المحاصرة ٬ بعض هذه الأسلحة يعتقد أنها دخلت عبر معبر رفح الحدودي لذلك " تجتهد " مصرفي إغلاقه ٬ و بعضها الآخر يعتقد أنها مهربة عبر الأنفاق التي تربط غزة بمصر لذلك قامت إسرائيل بقصف الشريط الحدودي بشكل مكثف أثناء العدوان الأخير على غزة لتدمير المصدر الذي يمول المقاومة بالسلاح٬ فيما تبقى إسرائيل عاجزة عن إيقاف تصنيع الأسلحة داخل ورشات الحدادة في فلسطين .
" الشروق العربي " ارتأت أن تستعرض معكم أهم أسلحة المقاومة الفلسطينية المحلية و الأجنبية و كذا المصادر التي تمولها بالأسلحة وحجم القلق الذي يرتاب الكيان الصهيوني من وصول صواريخ المقاومة إلى مفاعل ديمونا الإسرائيلي في صحراء النقب .
" Made in" المقاومة
بدأ التصنيع المحلي لأسلحة المقاومة عام 1992 عندما قام المجاهدون بصناعة مسدس من ( 9 ملم ستار ) ثم سلاح ( عوزي ) عام 1993 حتى 1996 و لكن تم توقيف العمل بسبب مصادرة أجهزة الأمن الفلسطيني للسلاح٬ و كانت أول محاولة لصناعة الهاون عام 1998 على يد الشهيد أبو بلال الغول و القائد أبو خالد الضيف٬ ثم استأنف المجاهدون العمل مع بداية انتفاضة الأقصى فكانت مدافع الهاون و قذائفه ثم (القسام 1 ) و ( القسام 2 ) ثم قاذفات الياسين المضادة للدبابات و عبوات ( شواظ )و كان ابرز مهندسي هذه الأسلحة الشهيد يحي عياش٬ عدنان الغول٬ نضال فرحات و غيرهم ٬و هذه فيما يلي أهم الأسلحة المحلية التي قامت المقاومة بتصنيعها :
صاروخ القسام : هو عبارة عن صاروخ أرض- أرض مصنوع من مواد محلية، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الشيخ عز الدين القسام الذي قاد ثورة عام 1936 ضد قوات الانتداب البريطاني والمليشيات اليهودية المسلحة ٬ويبدو أن النسخة الأولى للصاروخ صنِّعت في 2001، وأنتجت الكتائب حتى اللحظة طرازاً ثالثاً منه (قسام 3)، الذي يصل مداه إلى 10-12 كيلومتراً، أما حمولة رأسه من المتفجرات فتبلغ من 10 إلى 20 كيلوجراماً من مادة TNT شديدة الانفجار٬ ويتم إطلاق الصاروخ من على حامل بثلاث أرجل٬ وذكرت مصادر صحفية إسرائيلية عام 2006 أن الكتائب أنتجت "قسام 4" الذي يصل مداه إلى 17 كيلومتراً.
صاروخ البتار الجديد : يتمتع بالعديد من المزايا التي تجعله سلاحاً فعالاً في مواجهة الاجتياحات الإسرائيلية، يستطيع حمل أكثر من أربعة كيلوغرامات من المواد المتفجرة من نوع (RDX) شديدة الانفجار٬ و يتميز الصاروخ بقدرته الفائقة على إصابة الأهداف الإسرائيلية بدقة، خاصة في قطاع غزة المحصن بالدروع الواقية٬ فهو مزود بقناص ونيشان، يصل مداه إلى مسافة كيلو متر، مما يساعد على ضرب الأهداف بسهولة٬ و الصاروخ عبارة عن ماسورة طولها متر تقريباً وقطرها 6 إنش، وبداخلها مقذوف صاروخي يشبه قذيفة الـ(آر. بي. جي) .
قذائف الياسين : تمكنت عقول مهندسي "كتائب الشهيد عز الدين القسام" من تطوير قذائف جديدة مضادة للدروع، تعمل هذه القذائف على مبدأ خرق وحرق المصفحات والدروع وهي عديمة الارتداد وترمى من الكتف٬ وهنالك نوع آخر متفجر ضد الأفراد والمنشآت وتتكون من الأجزاء التالية: الرأس المتفجر ويعمل على مبدأ الحشوة الجوفاء ذات البطانة المعدنية وله قمع أمام ٬والذيل الصاروخي وفي نهايته زعانف قابلة للطي للمحافظة على استقرار وتوازن القذيفة خلال الطيران، وحشوة دافعة ابتدائية تتكون من مواد أولية شعبية ٬ والقاذف عبارة عن ماسورة مفرغة مفتوحة الطرفين قطرها الداخلي 40 ملم .
صاروخ القدس : وهو صاروخ تستخدمه سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وقامت بتطوير عدّة نماذج منه وعملت السرايا على تطوير صاروخ( قدس2 )الذي يصل إلى مدى 12 كلم، فأصبح قادرا على حمل رأس متفجرة حربية قوية ومزودة بمواد منها (TNT)، كما أصبح طوله 2.3 م ويصل إلى مداه ما بين 13 و16 كلم، وهو ما يعرف ب (قدس3) المطور طويل المدى.
صاروخ "غراد "الذراع الايمن للمقاومة
صاروخ "غراد" : وهو صاروخ متطور جدا قياسا بالصواريخ المصنّعة محليا لدى الفصائل الفلسطينية ويعد الجيل الحديث من صواريخ كاتيوشا وهو من صنع روسي في الأصل، إلا أن دولاً عديدة في العالم تقوم بتصنيعه أيضا، ويبلغ مداه بين 20 و30 كلم لجأت إليه حماس والجهاد الإسلامي في الآونة الأخيرة بعد أن وصلت الصواريخ المحليّة الصنع إلى درجة لا يمكن معها تطوريها أكثر من ذلك ٬وتشير التقارير الإخبارية إلى أن حماس استخدمت أكثر من 81 صاروخا من هذا النوع في العملية العسكرية الأخيرة في غزّة.
قذائف RPG-7V1 و RPG-7V2 : وهي باختصار تدمر وتخترق أي نوع من المدرعات مهما كانت قوتها وصلابتها ويحدث بها ثقب كبير بواسطة مسمار ضخم ينفجر على سطح المدرعة ومن ثم تدخل شحنة المتفجرات إلى داخل المدرعة أو الدبابة مما يحدث تدمير كبير كما أن نظام التوجيه فيه دقيق جدا وعالي الوضوح.
إيران و حزب الله في المقدمة
بالرغم من أن مصر لا تخفي تخوفها من حركة حماس لكونها تعمل على تمويل حركة الإخوان المسلمين بالأسلحة كما تدعي لذلك تعمل على حصارها بشكل يمنع أي تسريب للسلاح إلى مصر٬ إلا أن هناك من يشيع أن حركة الإخوان المسلمين و الجمعيات المرتبطة بها في العالم العربي هي التي تعمل على تمويل حماس بالمال للتزود بالأسلحة لأنها تعتبر امتدادا لقناعاتها ٬ كما تستفيد حركة حماس بشكل مباشر و قوي حسب بعض المراقبين من أسلحة حزب الله و إيران التي تضمران الحقد لإسرائيل و من مصلحتهما أن تصبح المقاومة الفلسطينية شوكة في خاصرة اسرئيل و في هذا السياق ذكرت جريدة " جيراليم بوست" الإسرائيلية أن حزب الله يدفع آلاف الدولارات لمجموعات فلسطينية عن كل صاروخ " قسام " يطلق على منطقة النقب الغربي بإسرائيل و أن مقدار المال يكون حسب عدد القتلى الاسرائليين٬ و أوردت نفس الصحيفة انطلاقا من معلومات استخبارتية أن حزب الله يقوم بتهريب أسلحة إلى قطاع غزة و الضفة الغربية هذا و قد صرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي انه ليس هناك شك أن و إيران و سوريا يزودان حماس بالأسلحة ٬كما تعتمد حماس أيضا على مصادرها الذاتية ويتعلق الأمر بالاستثمارات التجارية وتخصيص وتوظيف الأرباح المترتبة عنها لتمويل نشاطات للحركة، إضافة إلى الضرائب التي تجمع من موارد مختلفة٬ و الغريب في الأمر أن هناك تجارا يهود يبيعون الأسلحة للمقاومة الفلسطينية ٬فقد تمكنت الشرطة الإسرائيلية من الإيقاع بيهودي في الثلاثينات من عمره يعقد صفقة مع رجل أوهمه انه فلسطيني ينوي أن يشتري منه عبوات ناسفة لتفجير حافلة ركاب إسرائيلية٬ و قد تحدث له التاجر اليهودي عن قوة مفعول العبوة
مفاعل ديمونا في خطر
أثناء العدوان الأخير على غزة لم تخف إسرائيل مخاوفها من أن تصيب صواريخ المقاومة مفاعل ديمونا لذلك تعمل وزارة الدفاع الإسرائيلية على تطوير صواريخ مضادة للصورايخ لاعتراض "القسام" و إخوته٬ و أبدى ضابط إسرائيلي تخوفه من إمكانية تطوير صواريخ "غراد " بحيث تصبح قادرة على حمل رؤوس متفجرة بما سيجعلها مماثلة لتلك التي يمتلكها حزب الله و بإمكانها الوصول إلى مستوطنات" أشدود" و" كريات جان" و "أوفاكيم" و تدميرها ٬و من اجل وقف تمويل المقاومة بالسلاح من خلال مصر ٬يعمل ضباط عسكريين أمريكيين على مراقبة الحدود المصرية مع غزة حسبما أوردته محطة تلفزيونية أمريكية ٬ و ذكر مصدر أمريكي آخر أن فرقا من سلاح المهندسين الأمريكيين سيتوجهون إلى القاهرة للإشراف على بناء جدار على الحدود بين مصر و غزة على غرار الجدار العازل بين إسرائيل و الضفة الغربية .
على الرغم من التحصنات و طرق الوقاية التي تستعملها إسرائيل لكسر ذراع المقاومة إلا أن هذه الأخيرة لايمكن أن تنكسر مهما بلغت قوة إسرائيل لان لديها رجالا أشداء يؤمنون أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بالقوة و انه إذا نفد سلاحهم حولوا أجسادهم إلى سلاح لا يبقي و لا يذر .
الأنفاق التي تربط غزة بمصر