السيد الرئيس باراك حسين أوباما

م.نجدت الأصفري

[email protected]

المخلص لك

المهندس

محمد نجدت الأصفري 

بأسمي شخصيا وبأسم العالمين العربي والإسلامي أتقدم إليكم بصادق التهنئة على انتخابكم الرئيس رقم 44  للولايات المتحدة الأمريكة بهذا الإجماع الكبير ومنحك ثقته موقنا بأنه قد اختارك الرئيس المنقذ لهذا البلد العظيم بعد أن عانا كثيرا على يد الرئيس السابق جورج بوش عندما حشر البلد في غير مكانها المناسب فحطم سمعتها وهدم أقتصادها وخلق أمامها مشاكل كانت بغنى عنها لو استخدم اسلوبا فيه الحكمة والعدل .

ولعل جميع دول العالم قد حشرت بسببه في أزمات ومشاكل لم تكن تحسب لها حسابا لولا أنه أرغمها مكرهة على أن تكون كبش الفداء لمغامرات يذوق العالم الآن مرارتها .

وأكثر من تضرر من دول العالم هم شعبي العربي والمسلم دون سبب حقيقي فقد هوجمت ودمرت دولتان تحت ادعاءات كاذبة مفبركة  لأغراض لا تخفى على فطنتكم ، فنحن يا سيادة الرئيس لم نكن في وقت من الأوقات نهدد أحدا ولا نندفع لاستعمار دول أخرى ، ولم نحرم البشرية من خيرات وفرتها لنا الطبيعة في سهولنا وجبالنا ، في أرضنا وبحارنا فقمنا نشارك بها كل محتاج ، ونفتح صدورنا لكل قادم إلينا يبحث عن حياة أكرم ودخل أوفر ونعامله بتقدير واحترام ، لكن كرمنا هذا فسره المستعمرون ضعفا وحمقا فجاؤونا بقضهم وقضيضهم يجرون جيوشهم الجرارة يحتلون بلادنا ويقهرون شعبنا البسيط الطيب المتواضع ويقسموننا أقطارا صغيرة وبذروا بينها العداوة والكراهية وأشعلوها حروبا بين الأخ وأخيه والجار وجاره حتى أصبحت الأسر مبعثرة مشتتة بين دول متعادية متناحرة متحاربة ، وحتى تفوز مخططاتهم بما يريدون راحوا يعينون علينا من أسافلنا رؤساء يتحكمون بهم ويساعدوهم في تمكين قبضتهم بالعنف والظلم والطغيان.

كلما حاول شعب من أهلنا اعادة اللحمة لوطنه المجزأ كلما انتصبت أمامنا دول مستعمرة غربية تثير العداوة البغضاء وتشعل الفتنة تلو الأخرى حتى يسهل عليهم الإستفراد بأجزاء الأمة المقسمة المتناحرة .

منذ أقل من قرنين من الزمان ونحن في أزمات متوالية لا ندري لها سببا موجبا سوى التحريض الخارجي  ضدنا وابقائنا رهن الذل والإضطهاد وشعوبنا بين أيدي حكامنا بين ملاحق أو مسجون أو مقتول أو مشرد ، كل العالم يستفيد من خيرات بلادنا إلا أهلها ، فحكوماتنا تعتبرها ملكا خاصا بها وحدها تملكه بسطوتها حتى لا يتجرؤ أحد أن يحاسبها أو يطلع على مداخيلها .

إن شعبي الواقع بين ضغط الحكام الظالمين واهمال الدول صاحبة المصلحة فيما نعانيه كانت ولا تزال تأمل أن يأتي القدر لنا بانسان مثلك نضع أملنا فيه فيقف مع الشعوب ضد الطواغيت ، ويطبق مبدأ المعاملة الانسانية والإحترام لكافة البشر دون النظر لدينهم ومذاهبهم وأصولهم وألوانهم ولغاتهم ويساعد المظلوم أن يتحرر من الظالم وأن تسود العدالة بين جميع بني البشر وأن يعيش الجميع بسلام لا يعتدون على أحد ولا يعتدى عليهم .

إن أول مبدأ في الإسلام ( إن الرائد لا يكذب أهله ) ونحن على استعداد أن نقول الحق والصدق ولو كان على أنفسنا لنشرح لك شخصيا أو لمستشاريك المقربين عن أصول أزماتنا وأسبابها بالوثائق والبراهين ، فلا نريد أن ندعي ما ليس لنا ، ولا نغتصب حقوق غيرنا ، وهذا ما شاهدناه وتابعناه في حرصك على تطبيق الحق والعدل في حملتك الإنتخابية التي أقنعت بها جميع البشر بمصداقيتك التي يتأملونها أن ترفعهم من الإرث الكئيب الذي تركنا فيه سلفك.

يا سيادة الرئيس الأنظمة التي تركب ظهورنا تتمتع بصفة يختصون بها عن دول العالم أجمع ، فواحدهم ما أن تحمله دبابة إلى كرسي الحكم حتى يتشبث به لا يتركه قبل أن يأتيه الموت ومن ثم يورثه لإبنه مهما كانت مواصفات هذا الابن معتوها أو مراهقا أو شاذا أو لا يملك من مقومات الحاكم العادل شيئا . فلدينا من الرؤساء من هم في رأس لائحة أطول رؤساء العالم جلوسا على كرسي الحكم سواء النظام ملكيا أو أميريا أو جمهوريا. وآخر الإبتكارات أن حول الرؤساء بخبثهم فترات الإنتخابات إلى استفتاءات ليس لمن يحضرها مرغما إلآ أن يوقعها أمام المراقب  من رجال الأمن القساة بلا حواجز ولا غرف انتخاب  سرية فلا يتركون له إلا أن يختار كلمة ((نعم )) وإلا لو حدثته نفسه أختار كلمة((لا)) لكانت تلك المغامرة آخر لحظة في حياته.

مرة أخرى لك سيادة الرئيس التهنئة من قلوب الملايين الذين ينتظرون منكم لفتة كريمة تستدعون فيها نخب من الشعوب تتدارسون المشاكل الحقيقية لشعوبنا المقهورة في بلاد غنية بينما أهلها فقراء .