شهداء غزة في رقاب من
د. محمد رحال /السويد
خبر الاطفال الذين قتلت امهاتهم امام اعينهم, وظلوا الى جانبها لايام يستجدون من الأم الميتتة لقم الخبز, ورضعة الحليب, ورشفة الماء , هزت العالم كله , ولكنها لم تحرك في نفوس قادة العرب ادنى شعور او احساس , نساء اوروبا اللواتي بكين الما, كانوا اكثر فاعلية من حكام العرب وخرجن في مظاهرات عارمة في ارجاء اقطار العالم , وهن يستشعرن مدى الانحدار والانحطاط الذي وصله قادة بني صهيون , والذين كانوا بالامس يتباكون على محارقهم , ولكنهم اليوم اثبتوا للعالم كله انهم امة لقيطة تحمل في قلوبها اقسى انواع الاجرام, والغريب اننا نجد حتى اليوم من يقيم علاقة مع هذا الكيان المصطنع والمجرم وبلا خجل, الآلة الحربية الصهيونية والتي زاد فعالية اجرامها والتي اعدت لقتل شعبنا , فأي سلام يعده الغافلون , والعملاء, وما يجرح قلوبنا ان كل مافعله العرب حتى اليوم هو النصر بالحصول على ورقة من مجلس الظلم العالمي, تقضي بوقف الاجرام الصهيوني , وعادوا بها من نيويورك وكأنهم يحملون بايديهم وثيقة تحرير فلسطين , وليتهم حصدوا أي نتيجة , وليت ذاك التصويت احترم من قبل اعضائه دماء شهداء فلسطين واكثرها لاطفال ونساء , واكثر حزني هو ذاك العار الذي اوصلنا له حكام العرب درجة حولت قاعة التصويت على يد وزير خارجية الدول العربية المسيو كوشنير الى مهزلة كان الاجدر بمن لديه حدود اللياقة ان يصفعه على وجهه في لحظات تسال فيها الدماء الطاهرة انهارا , حيث بدا وكانه يمن علينا بقرار لايقدم ولايؤخر , ويحتاج تفسيره المطلسم الى مفك شيفرات وطلاسم بارع , ومهابيل الوفد الذين حملوا امال حكام البط العربي كانوا سعداء بخيبتهم ولسان حالهم يقول ليس بالامكان افضل مما كان , ومعها بقي الحصار الظالم من مصر القيادة الخائنة لله ولشعبها ولارضها ولامتها, وبقي جرحى فلسطين ينزفون حتى الموت , وبقيت وجوه الحكام العرب تقطر سما وخيانة ’ وبقي لسانهم الرهيب يقول ماليس في قلوبهم , وبقيت اقلام اللؤم العربي المتصهين تشحذ من دماء اطفال فلسطين , وبقي دعاة وابواق ابليس يدعون للتفرقة في وقت نحن بأحوج مانكون فيه الى الوحدة امام ظروف ومعطيات ظلم رهيبة , في حرب فرضت على اهل غزة العزل , وكان الاجدر باصحاب الاقلام المسمومة ان يؤجلوا زرق السم في نفوس الامة , ومن يرى التلاحم الفلسطيني داخل غزة يدرك مدى تفاهة دعاة التفرقة من جند ابليس , فالقضية الان في غزة هي حرب تدمير شامل ومنظم , يستخدم فيها احدث وسائل التدمير الشامل , والاجرام المتعمد وامام نظر العالم وبكل وقاحة , ومن لايعمل الان على نجدة الاهل في فلسطين وتوسيع افق الوحدة فانه ليس من هذه الامة في شيء , وما يجري الان في غزة هو وبالتاكيد ليس حربا بين حماس وفتح , وانما هو حرب رهيبة يقصد فيها تدمير القطاع كاملا , وهذا هو ديدن صهيون , فاطفال فلسطين هم وككل اطفال العالم لاينتمون الى هؤلاء او اولاء, وزاد دهشتي ان القمة العربية والتي من المفروض ان تعقد وامام العالم اجمع وبمن حضر , لم يتم عقدها , وما اكثر دعوات المقاومة , وما اكثر دعوات الصمود , وما اكثر دعوات التنافخ , وكل هذا اثبت للامة ان الكذابين فيها هم مدعيها كثر كثر, فأين مال الامة , واين صواريخها , واين التهديد بالمسح , واين ذهبت تلك العلاقات الدولية الممتازة , وهل ذهب هذا كله امام عدوان صهيوني استفرس شعبا هو اهلنا تركناه لاكثر شعوب اهل الارض نذالة , واكثر استغرابي هو من ذاك الهارب الجبان الذي جعجع وجعجع , ثم ذهب واختبأ , شامتا بشهداء غزة الصامدة الصابرة , وليس لي ياغزة الله الا ان نبكيك دما ونبكي كالنساء خطأنا القاتل ان تركنا هذا الخبث المتقيح من مجموعات من الخونة تحكم شعبنا وتسوس امتنا , وكم اسفت ممن قال ان على العرب ان يفتحوا باب التطوع , ولاادري لماذا لم يبدأ بنفسه اولا وعلى الاقل يطلق سراح المقاومين عنده وانا اكفلهم انهم سيذهبون مباشرة الى غزة , فما اكذبكم ياحكام العرب , وما اتفهكم , وكم تمنينا ان تكون لديكم واحد بالمليون من شهامة تشافيز ولكن لاحياة لمن تنادي .