علاج الهوان قبل فوات الأوان

د.مراد آغا *

[email protected]

لعل من سخريات القدر أنه أينما نظرت وتوجهت تلحظ اجماعا عالميا لمايسمى بالرأي العام في مختلف أصقاع المعمورة على وحشية مايجري في غزة وأن ماتقوم به اسرائيل هو هجوم همجي ذو طابع انتخابي يهدف الى استعادة بعض من هيبة مايسمى جيش الدفاع الاسرائيلي بعدما تلاشت هذه الهيبة في حرب ال33 يوما في جنوب لبنان عام 2006

الجيش الذي يفتخر بهزيمة 4 جيوش عربية في ستة أيام من دون معلم قشة لفة مع عود ودفة في نكسة حزيران يونيو 1967

ولعل تدافع النظام الرسمي العالمي في بلاد العجم لانقاذ أهل غزة ومعهم الشرف العربي من العدم عبر مظاهر الاستنكار والتهديد وحتى طرد السفراء وقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل وتعليق الاتحاد الاوربي لمباحثات توسيع علاقات اسرائيل مع الاتحاد الاوربي رضوخا للرأي العام وللمظاهرات العارمة التي عمت العواصم الاوربية والتي كانت أكبر من أن تبلع وأصغر من أن تقسم عبر الاعلام الموجه والمرسوم والمدفوع سلفا عبر ضخ مليارات الدولارات مناصرة لاسرائيل ومناهضة لحماس

لن أدخل في تفاصيل وروايات ألف ليلة وليلة وخير اللهم اجعلو خير في كيفية تصرف وأداء متصرفي بلاد العربان أمانم هكذا ذل وهوان لأن المهزلة مستمرة مرة تلو المرة وكرة تلة الكرة وكما أشرت في مقال سابق فان مابلعناه وهضمناه على مضض من أن هناك مايسمى بالأمة العربية وأن هناك أخوة وشهامة عربية حاول بعضهم بعد قبض المعلوم وعلى مدى عقود بجعلها البديل الوحيد السعيد لماهو على أرض الواقع من أن الصراع حقا وحقيقة هو صراع ديني بحت عبر الاعتراف الرسمي الاسرائيلي بأن اسرائيل هي دولة يهودية وأن مايسمى اليوم بالارهاب هو ارهاب اسلامي وبأل التعريف بل حتى وذكرنا وكررنا حتى انبرى لساننا وقلمنا بأنه لم يوجد نص صريح مريح في قرآننا العظيم عن أخوة العرب انما عن أخوة المؤمنين بافتراض أن الايمان والعقيدة هي أهم بعشرات المرات من التحدث بلغة واحدة وكل يغني على ليله مترنحا في مناكبها كما يحصل اليوم في مايسمى بالعالم العربي

ان كان العدو يعترف ضمنا وعلنا بأن الحرب هي على دين بأكمله وأن ماحصل في لبنان في 2006 ومايحصل في غزة اليوم هي ماكان يخشاه في أن يسمح العربان أو متصرفيهم ولو سهوا بنشوء أو بروز قوى اسلامية لاتعتمد القومية العربية المزعومة منهجا  بل تعتمد الوجهة العقائدية الدينية أساسا بدل من التغني بقومية أذهلت البرية وذهبت بآمالهم الانسانية والبشرية في رحلة أبدية

وأي حديث عن قمم العربان ماضيها وحاضرها ومستقبلها لايخرج عن كونه صدحا لغربان بمختلف الألحان والأشكال والألوان في خراب مالطا

فهي قمم لاتخرج عن مرحلة العدم على مبدأ قمم عزرط لابتحل ولابتربط وبالتالي الحديث عنها مسبقا أو لاحقا هو هدر للوقت والمال يضاف لماسيهدر عليها من أموال وماسيرافقها من أنغام مع كم موشح وموال

ولعل العلاج هو في معرفة الداء وتشخيصه وعلاجه بعيدا عن أية عاطفيات وهوبرات وترجلات واسترجالات لاتثمر ولاتغني من جوع

1-الصراع وان كان في أرض تتحدث اللغة العربية لكنه صراع عالمي ولايمكن بأي حال من الأحوال اختصاره في فلسطين أو مايسمى العالم العربي انما هو صراع عالمي اسلامي وهذا مانراه على أرض الواقع وماعداه هو محاولات لشرذمته واضعافه حتى وصولنا الى قسم الفلسطينيين أنفسهم وتقسيم المقسم في مايسمى اليوم بالعالم العربي

2-أهم وسائل هذا الصراع هو القوة الفكرية والعقائدية المدعومة باقتصاد واعلام موجه وبحرفية ومهنية عالية والفوضى العارمة في مجمل ماسبق هو مايعطي اسرائيل ومن خلفها القوة والسيطرة المطلقة على أرض الواقع

3-قد يكون من أرخص وأقل المواجهات كلفة هي المقاطعة الاقتصادية والاعلامية بافتراض أن السيطرة على أي مجتمع هي عبر حله اقتصاديا وأخلاقيا وهذا مايجري بشكل ممنهج في في العالم الاسلامي بعد النجاح الساحق في العالم الغربي عبر اخضاع العباد عبر القروض والديون المصرفية والعقارية وعبر التحرر الأخلاقي وتفكيك الأسر والمجتمعات الغربية وليست هجمات القروض الميسرة وبطاقات الائتمان ومئات القنوات الاباحية ومايسمى بالتحرر والحرية والتقدم على الطريقة الغربية ماهي الا وسائل وهجمات موجهة وبجرعات عبر مايسمى بعلم النفس الدعائي لاخضاع هذا العالنم الاسلامي وتحديدا منه العربي نتيجة لموقعه وثرواته

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

ولعل الحرب النفسية المتبعة اليوم في غزة وسابقا في لبنان أثناء حرب 2006 باستخدام وسائل اعلام عربية مباعة ومسيرة من قبل الغرب واستخدام الانترنت والهواتف المحمولة لاضعاف المقاومة نفسيا هي بعض من تلك الحرب المستعرة على نار هادئة منذ زمن طويل

ولمن أحب فان المقاطعة الجدية لأي من البضائع والسلع الأمريكية والاسرائيلية  بل ولتسهيل الأمر يكفي الامتناع عن ارسال الرسائل القصيرة الى أي من قنوات الهشك بشك ورقصني ياجدع والامتناع عن استخدام بطاقات الائتمان والامتناع عن القروض المبهمة والميسرة بعيدة المدى لنرى بعد فترة بسيطة ازدهارا اقتصاديا في بلادنا العربية نتيجة استرجاع المليارات التي تهدر اليوم على الهواتف المحمولة والقروض الميسرة والتي لاتخرج عن كونها حروب اضعاف اقتصادي وأخلاقي ممنهج ووحشي وقع فيه الملايين  في العالم العربي منذ أن أتحفونا بتلك المستجدات والتي لا تستخدم في أغلب الأحيان كما ينبغي

ليس صعبا اغلاق قنوات الهشك بشك والعوالم  عبر مقاطعتها فهي قد أوجدت لضرب المجتمع العربي أخلاقيا مع تحقيق الربح المادي ومقاطعتها سيجعلها تنسحب وتنهار تدريجيا

ناهيك عن استخدام الانترنت المتاح للجميع اليوم عبر وجهه الصحيح لشرح حقيقة مايجري والدفاع عن الحقوق التاريخية والشرعية لشعوب المنطقة وأن مايجري هو مجرد اختلاقات ومناورات تهدف الى الضرر بالبشرية جمعاء بدلا من الاستخدام غير المنطقي للانترنت عبر صفصفة الكلام واللت والعجن وتحويل النت الى دردشة ومقاهي النت الى محششة

الصراع العالمي الديني اليوم هو صراع نرى أكثر وجوهه دموية عبر مايحصل في غزة لكنه صراع أكبر من هذا بكثير وهو متعدد الوجوه والأشكال

تنقصنا مع شديد الأسف الوحدة والمهنية والتي ان وجدت تفتقر الى التمويل وهكذا في عجلة لايكتمل دورانها أو عنفوانها

أشكر كل من ساهم ويساهم حقا وحقيقة في الدفاع الشرعي والمنطقي عن ماهو محتل ومغتصب من المقدسات وكل من ساهم ويساهم في اظهار الحقيقة بعيدا عن استعراضات وعراضات وهوبرات عربية رسمية لم تفلح في تغيير أرض الواقع قيد انملة ولاحتى رجل نملة أو جناح نحلة بل على العكس هناك انسجام رسمي عربي مبطن ومعلن مع مايحاك لضرب حماس عبر صمت مطبق ومناورات واستعراضيات لاتخرج عن كونها ضحكا على اللحى وبيعا لدماء المعذبين والضعفاء على أرض الرحى

              

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

www.alhurriah.blogspot.com

[email protected]