إنهم يغتالون الجامعة الإسلامية بغزة
إنهم يغتالون الجامعة الإسلامية بغزة !!
د. كمال أحمد غنيم
رئيس نقابة العاملين
إنّ العدوان على الجامعة الإسلامية بقصفها وهدم مبنيين بالكامل من مبانيها وتضرر ثلاثة مباني بشكل بالغ؛ جزء من صورة دامية ومؤلمة ألمت بالشعب الفلسطيني دون وجه حق... إن الدماء النازفة والقيم الإنسانية المهدرة تسكن في صحاري بشعة من غياب الضمير.
وإن الضعف العربي العاجز عن نقل حقيقة المشهد الدموي في العدوان عليها وعلى الشعب الفلسطيني إلى العالم أكثر بشاعة من الدموية نفسها، فما أسهل أن يُقال أي مبرر من مخازن الكذب والتدليس حتى تصبح الجريمة ضمن ملفات الجدل الدائر عن الحق والقوة.
إن اغتيال جامعة تخدم ما يقارب ثلاثة وعشرين ألف طالب وطالبة، وتبني مستقبلهم وعمرهم القادم يصبح مجرد خبر صغير ضمن سلسلة جرائم بشعة تُرتكب تباعا دون رادع ولا وازع.
لو كنا نسكن على المريخ فستضيع الحقيقة من بين أيدينا عندما يقول المجرمون ببساطة وقحة إنهم يقصفون صناعة المتفجرات!!! إننا نسكن هنا ونعيش بين أنفاس هذا الصرح الإنساني الشامخ، ويعيش معنا آلاف الطلبة يوميا، ويدرسون ببراءة في مختبرات الحاسوب ومختبرات العلوم التي تمّ قصفها... إلا إذا أصبحت سِكّينة المطبخ سلاح دمار شامل، ورضّاعة الطفل في البيت قنبلة موقوتة.
أيها الضمير العربي والعالمي ما أسهل الاتهام، وما أبشع التنفيذ، وما أقبح الصمت دون بحث عن ملامح حقيقة...، نتحدى العالم كل العالم أن يثبت أن مختبرات جامعتنا تصنع ما يخدش وجه الإنسانية المبصر أو الكفيف.
أيها الضمير العالمي كم من جريمة ستُرتكب أمام ناظريك تحت شعارات جوفاء ومعلومات كاذبة ومغلوطة، لعلك إن بحثت فيها يوما، وتبين لك مدى بشاعة الأكاذيب الملفقة فيها؛ قد تكتفي باعتذار أحمق ومجنون، يجمع أوراق القضية، ليسندها إلى تاريخ حافل من الجرائم غير المنظور في محاسبة مرتكبيها!!
اللهم إنك تعلم كم من الافتراء قد أصابنا بقصف الجامعة الإسلامية بغزة، وكم من الأذى العميق الذي كوى قلوبنا ألما وحزنا عليها وعلى حجارتها المقدسة وهي تتهاوى أمام بطش مجنون، سفكَ الدم، وأعدم المنطق، وقتل الإنسانية.
اللهم إننا نبرأ إليك من هؤلاء المجرمين، القاصفين لها، والمدّعين زورا عليها، والساكتين عن ذبحها مرة تلو أخرى... اللهم إننا بناة حق، ودعاة عدل، وأساتذة منطق، وفلاسفة إصرار وإرادة... نشهدك أننا صدقنا الناس رؤيتنا تجاه حجم الجريمة، ومأساة الاتهام الباطل، ونشهدك أننا سنبنيها من جديد، رمّم الناس ما تهدم من ضمائرهم، أم لم يرمّموا. تلك هي رسالتنا، وذلك هو وجعنا. اللهم إن لم يكن بك غضب علينا فلا نبالي! لك العتبى حتى ترضى! ولا حول ولا قوة إلا بك!