رسالة من تحت النار

أحمد دومة "أبو مهند المصري"

مخيَّم المغازي –المنطقة الوسطى– قطاع غزَّة

أيها الأحرار الشرفاء :

يقول رب العزَّة جلَّ وعلا "وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر"

وصلت بحمد الله تعالى ومنته وفضله إلى ميدان الجهاد في قطاع غزَّة الصامدة ، بعد مشوار طويل من العناء تخطيت فيه الحواجز التي وضعها نظام مبارك المتصهين لمنع الأحرار من تأدية الواجب والهبّ لنصرة الأهل والأخوة .

انضممت بعد وصولي لكتائب المجاهدين الصامدين الصابرين هنا وأصبحت –بفضل الله- جنديَّاً من جنود أحد فصائل المقاومة الفلسطينية لنقف في وجه العدوان الصهيوني الغاشم المجرم طالبين جميعاً بذلك من الله نصراً أو شهادة ، بصدق نيَّة ، وقوَّة عزيمة سائلاً المولى تعالى أن يرزقنا الإخلاص والوصول والقبول ....والثبات عند لقاء العدوِّ .

أيها الأحرار الشرفاء :

 هانحن نرى ما يحدث لإخواننا في غزَّة وفي عموم فلسطين ، فالطائرات لا تكاد تفارق السماء من أباتشي إلى f 16 إلى طائرات الاستطلاع ، ناهيك عن قذائف الزوارق والمدفعيَّة ، مئات القتلى وآلاف الجرحى يسقطون ومشردون هنا وهناك ، دمار وخراب يعمّ القطاع وصوت أهل غزَّة جميعهم يتعالى في الأرجاء "وا إسلاماه ..واإسلاماه " ..ولكن ..لقد أسمعت إن ناديت حيَّاً ، ولكن لا حياة لمن تنادي .

الصهاينة يريدون قتل الجهاد وإبادة الصمود ، والقضاء على الثبات والصبر ، يريدون تركيع شعب لا يركع إلا لله ..ولا ينحني إلا لله .

يمارسون حرب الإبادة بكافة  صورها على أهل غزَّة لا يفرقون بين كبير وصغير ..رجل وامرأة ...حجر أو بشر ، الكل معرَّض للقصف والاستهداف في أي وقت وموطن ، وهذا ليس بمستغرب على الصهاينة فهم أشد الناس لنا عداوة ، وهذا عهدنا بهم ، وهو دوماً سمتهم وتصرفهم .

إنما المستغرب حقَّاً هذا التخاذل المشين ، والصمت الرهيب الذي يخيِّم على العديد من الشعوب خاصةً نحن المصريين امتداد أهل فلسطين الإنساني والجغرافي والديني .

فمن غير المستوعب ولا المعقول أن يكون جلَّ جهادنا وقفة ، وعظيم نصرتنا هتاف ....الجهاد أعظم من هذا وهذا ، بالطبع لا ننكر دور الهتافات والمظاهرات والمسيرات ،إنما أقول أن النصر لا يتوقف عند هذا الحد ، إنما وجب علينا جميعاً أن نهب لنصرتهم ، فنفتح المعابر ، وندخل المساعدات ، ونشارك في المقاومة .

أيها الأحرار الشرفاء :

لقد أعلنت الأنظمة العربية أنها فصيل من فصائل جيش العدو بشكل مباشر لا يدعو للشك ، فهم يؤدون دوراً من أدوار الصهاينة ، يشاركون في الحرب ، ويشتركون في إثم القتل والعدوان ، هم أعلنوا علينا العدوان فلنعلنهم لنا أعداء ، لا تتحاورون معهم ، ولا تستأذنوهم  لفتح المعابر، ولا لإدخال المساعدات ، فالعبد لا يستأذن من سيِّده حين يقرر أن يثور ، وبالأولى ألا يستأذن المجاهد من عدوِّه حين يحين الجهاد .

الغارات تصل لحدودنا في رفح ، البيوت تتصدع والمواطنين يصابون وطبعاً لا خبر عن هذا ، الطائرات تمر من فوق أرضنا ولا أحد يتكلم ، أبحث الآن عن هؤلاء الذين صدَّعوا أدمغتنا بالأمن القومي المصري ، والسيادة المصريَّة ...إلخ ، ما بال هؤلاء لا ينطقون ، ما بالهم ساعتها يخرسون ...أخرسهم الله حتى لا نستمع لترهاتهم وحماقاتهم ثانية .

أيها الأحرار الشرفاء : لقد أفتي العديد من العلماء والدعاة الأجلاء بوجوب نصرة أهلنا في غزَّة ،بالمشاركة في المقاومة ، وفتح المعابر بالقوَّة الشعبية ، وإدخال المساعدات والمعونات ....إلخ  .

كلٌّ على قدر استطاعته ، من استطاع أن يحمل السلاح فليحمل ، ومن استطاع أن يتظاهر فليتظاهر ، ومن استطاع فتح المعبر فليفتحه ، ومن استطاع التبرع فليتبرع ....لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ، المهم أن نتحرك جميعاً ...فقد ملَّ منا الصمت ، وملَّ منّا التخاذل ..وملَّ منَّا السكون .لا تجعلوا بلدانكم تنام فلتؤرقوا نوم الأنظمة العميلة أعلنوها أيام الغضب لنصرة غزَّة كلٌّ في مكانه مظاهرات ليل نهار ، مسيرات شعبية لفتح المعابر ، قوافل مجاهدين لحمل السلاح ....ولا تنسوا دعوة المستشار الخضيري بتشكيل الـ 10000 مصري لفتح المعبر بالقوَّة . فالجهاد لم يكن في يوم كلمات تقال ،ولا أغنيات تغنى ،إنما هو علمٌ وعمل ..... تحرُّك وخروج .. فتحركوا لتنالوا أمنياتكم ، ولا تتركوا المجاهدين وحدهم يدافعون عن الأرض والعرض والشرف والكرامة .

أيها الأحرار الشرفاء :

يا شعب مصر الكريم لا تنساقوا وراء ما ينشر في بعض الجرائد والإذاعات عن قيام الفلسطينيين بقتل المصريين ، وعن "خطط المخابرات الإيرانية " و"إرهاب حماس " و" هم دولة ونحن دولة ليس لنا بهم شأن " إلى آخر هذه الكلمات التي تهدف لشق الصف ، وتشتيت الجهد ، يريدون ضرب المقاومة عن طريقكم ، فلا تتركوا لهم هذه الفرصة ، وأعلنوا أننا كلّنا "غزَّة" .

ورسالتي إلى المجاهدين المناضلين من شباب الحركة الوطنية المصرية :أنتم في جهاد عظيم ، وعلى ثغر كبير ، فلا تتركوا الظلم في مصر ولا غيرها ، كونوا دائماً في حلقهم شوكة ، أعلنوا المقاومة في مصر برفع راية العصيان ورفض الظلم والاستبداد والفساد ، لا تبخلوا على مصر بشيء مهما حدث لكم فلا السجن ولا التعذيب ولا حتى الموت يقتل الأمل ، ولا يؤخِّرُ الغد ، فأنتم لبلادنا المستقبل ، ولأبناء أوطاننا الأمل ، فجهادكم لا يقل عن جهادنا هنا بحمل السلاح والوقوف في وجه الاحتلال .

قدِّموا المزيد من الثمن لانتزاع الحريَّ والكرامة ، ولا تنسوا شرفاء الوطن في سجون الطاغية مبارك " محمد عادل ، وعبد العزيز مجاهد ،وبهاء فزاع ، وأيمن نور ، وخيرت الشاطر وإخوانه ، ومسعد ابو فجر ..وكل شريف حرّ خلف القضبان "

أنتم الوقود والشعلة ... حفظكم الله ورعاكم ، وكتب لمصر والبلاد على أيديكم النصر والحريَّة .

أيها الأحرار الشرفاء :

إخواني ورفاقي على الثغور وفي مواقع الرباط ، إلى كل من يحمل" كلاشينكوف أو بطارية تفجير أو آربي جي ...." إلى كل من يحمل سلاحاً للدفاع عن الأرض والعرض والمقدَّسات ، وثأراً لدماء الشهداء وأنَّات الأطفال ، وصرخات النساء . إلى هؤلاء "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" . اصبروا وصابروا ورابطوا ، تحيَّة إكبار وإعزاز وتقدير لكم ، فبوركت أياديكم المباركة ، والمزيد المزيد من ضرباتكم القاتلة لهؤلاء الكلاب المحتلين ، النصر حليفكم بإذن الله ، فهو معكم حليفاً ومعينا ، الثبات الثبات ، والصبر الصبر ، والصمود الصمود .

"وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ" فلا تتراجعوا ، ولا تخشوا في الله شيئاً "" فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم" .

  سائلين المولى نصراً أو شهادة ...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته