آل أسد وإسرائيل

حماية متبادلة، وأمن مشترك.. ومناورات، لخداع السذّج!

عبد لله القحطاني

·  قادة إسرائيل، يرون في النظام السوري الحالي ، ضرورة حيَويّة ، لأمن إسرائيل القومي .. ويصرّحون بذلك ، دون مواربة .. على اختلاف مشاربهم السياسية ، ومواقعهم الأمنية والسياسية .. ويعدّون التعرّض لأسرة أسد خطاً أحمر.. ويمارسون أقوى الضغوط ، على حلفائهم الأمريكان ، لإبقاء النظام الحالي في سورية ، قائماً مستمراً مستقراً ! وليس الحديث ، حول هذا الأمر ، سراً ، ممّا يجري في الكواليس .. بل هو معلن ، تتناوله وسائل الإعلام ، بين فينة وأخرى !

·  النظام السوري الحالي ، يحمي حدود الجولان المحتلّ ، من أن يقترب منها أيّ خطر أمني ، من أيّ نوع ، من داخل سورية .. بعد أن سلّم عميد الأسرة الراحل ، إقليم الحولان ، لإسرائيل ، تسليماً ، دون أيّة مقاومة .. وأمَر الجيش السوري بالانسحاب الكيفي ، من الجولان .. ثم سلّمه مهمّة حراسة حدوده ، بالنيابة عن الجيش الإسرائيلي ، دون الدخول في أيّة اتفاقيّة صلح معلنة ، كما حصل مع بعض الدول العربية ، التي أجرت اتّفاقات صلح ، وحصلت على أراضيها المحتلّة ! بل هو ، النظام السوري ، مايزال يرفع راية الممانعة والتحرير، ويحرّك بعض عملائه في لبنان ، للتخريب فيه ، بحجّة مقاومة العدوان الصهيوني ! حتى صار معروفاً متداولاً ، القول في لبنان : لمَ يقاوم آلُ أسد إسرائيل في لبنان ، ويمنعون المقاومة في جبهة الجولان !؟

·  اللعبة باتت واضحة ، كعين الشمس ! فدخول القوات الصهيونية إلى لبنان ، وتخريب منشآته ، وإسقاط حكومته .. كل ذلك لا يؤثّر في أمن النظام السوري ، ولا يزعرع سلطته في سورية ..! ولو خُرب لبنان بأسره ، فلن يؤثّر ذلك في نفوس آل أسد ! أمّا المقاومة عبر حدود الجولان ، فقد تستفزّ إسرائيل ، لتشنّ هجوماً عنيفاً ، على سورية ، قد يؤدّي إلى إسقاط الأسرة الحاكمة ، أو إلى زعزعة استقرارها ! وهذا ماتتحاشاه الأسرة الحاكمة في سورية ، وتتحاشاه أيّة حكومة إسرائيلية ، قد تجد نفسها مضطرّة ، أمام شعبها ، للردّ على العدوان السوري ، واجتياح بعض المناطق السورية ، ممّا قد يؤدّي إلى إسقاط الأسرة الحاكمة فيها !

·  لعبة المقاومة في لبنان ، التي يمارسها نصر الله ، لحساب الوليّ الفقيه ، الذي يتشرّف بالانتساب إليه .. هذه اللعبة باتت ، كذلك ، مكشوفة الأبعاد ، ونتائجها واضحة لكل بصير، في لبنان ، وفي المنطفة والعالم ! فلبنان صار خندقاً متقدّماً ، للزحف الإمبراطوري الإيراني ، كالعراق وسورية ، ومناطق أخرى ، يجري فيها العمل ، لتصبح خنادق جديدة ! وتَعاون النظام السوري ، مع نصرالله ، في هذا الخندق .. ليس لمصلحة لبنان ، ولا فلسطين ، ولا الأمّة العربية ، أو الإسلامية .. بل هو لمصلحة الحلف الشيطاني الخبيث ، بين نظام أسد ، ونظام الوليّ الفقيه في طهران !

·  هذا الكلام المكرّر ، لا نقوله ، هنا ، لنؤكّده لشعب سورية ، أو شعب لبنان .. بل لنذكّر أصحاب العقول ، من المصفّقين لهذا الحلف الممانع ، بأن تصفيقهم العابث المجّاني ـ إذا كان مجّانياً حقاً ! ـ يسقِط كرامتهم الإنسانية ، بعد أن يسقط عقولهم .. ويحمّلهم أوزار مَن يضِلّونهم ، من عباد الله الغافلين ، أو المغفّلين .. ويجعلهم ، هم أنفسهم ، مِن أخطرِ أنصار الصهيونية ، ومشروعاتِها في المنطقة ، بهذا التضليل المتعمّد ، لعقول الناس من بني جلدتهم .. وينطبق عليهم قول ربّهم ، عزّ وجلّ :

( قلْ هلْ ننبّـئكم بالأخسرينَ أعمالاً * الذين ضلّ سعيُهم في الحياة الدنيا وهم يَحسَبون أنّهم يحسِنون صنعاً )