سلامات يا عرب كديما

عبد الرحمن عبد الله

عبد الرحمن عبد الله

أبو العلاء

[email protected]

جرت يوم الاربعاء انتخابات حزب كديما الذي اسسه شارون و يحفل تاريخة بالتنكيل والتقتيل والسفك  لدماء ابناء شعبنا الفلسطيني وتتزعمه تسيبي ليفني صاحبة التصريحات العنصرية التي تصم اذاننا بالنغمات النشاز المنبعثة منها بين الحين والاخر ولا جديد فيما اعرض في هذا السياق الا ان رهطا من ابناء شعبنا  المنتسبين لحزب كديما والبالغ عددهم سبعة عشر الفا من عرب الداخل , هرولوا بكل جد وهمة ونشاط للمشاركة في انتخاب ممثلي الحزب لخوض المعركة الانتخابية للكنيست الاسرائيلية التي بدات عدها التنازلي .

كنت شاهدا في هذا اليوم على هذا الواقع الاليم رغم اني لست عضوا في اي حزب صهيوني ولن اكون ابدا ما حييت لان المفاصلة مع هذه الاحزاب يمينية كانت ام وسطية او حتى يسارية ليست قائمة اساسا وهذه الاحزاب عند المحك تقف بخندق واحد ولا يمكن التمييز بينها وما قضية ترحيل العلماء والدعاة والقيادة الفلسطنية الى مرج الزهور في لبنان ببعيدة فمتى يستفبق ابناء شعبنا من وهم تحصيل الحقوق من خلال الاحزاب الصهيونية والركض وراء هذا السراب القتال المدمر ؟

هذه الاحزاب التي يصح فيها قول الشاعر فيمينيون اصحاي شمال    كلهم يتبارون بفن الاحتيال .

والغريب في الامر ان لفني تطلق تصريحات بالترنسفير لعرب الداخل ,عرب 48 الذين صمدوا رغم النكبة ورغم النكسة والتشريد والتهجير والقمع والقتل والظلم وتصرح  بترحيلهم الى الضفة فى حال قيام الدولة الفلسطنية على اعتبار انها اوجدت لهم حلا قوميا والغاء حق العودة وعدم الاعتراف به ,هذه لفني ذاتها التي تقف اليوم برئاسة الوزراء الاسرائيلية تحصار غزة وتقتل اطفالها وشيوخها ومرضاها , تنهار على معابر غزة الاخلاق وتذبح الانسانية وتظهر صور الجرائم بكامل تفاصيلها يتفرج العالم عليها  من على مدارجاته في مسرحه الارستقراطي تجعله في نهاية المطاف يساوي بين المجرم والضحية .

المهرولون يتسابقون يوم انتخابات حزب كديما وكذلك يكون شان المنتسبين  الاخرين من عرب الداخل لبقية الاحزاب الصهيونية عندما يذهبوا لاختيار مرشحي حزبهم لمعركة الانتخابات القادمة  لان السيناريو واحد والعلة واحدة اذ انهم لم ينظروا الى اطفالهم ليروا فيهم اطفال غزة ولا لمعاناة الامهات الصابرات الرافضات للاحتلال بكبرياء وعزة ولم تجلدهم الام مرضاهم من الامهات والاباء والشيوخ فيشعروا بالتضامن مع ابناء الشعب الواحد وهو يقاوم الاحتلال و يرابط على ارضه  وهو يذبح ويحاصر ويقتل لا بل يصروا ان يكونوا شركاء مع هذه الاحزاب الصهيونية التي تتنافس على حصار وتجويع وتقتيل الشعب الفلسطيني وطرده من وطنه .

ان هذا النهج الغير مسوؤل من العرب المنتسبين للاحزاب الصهيونية ليس له ما يبرره وكل الحجج التي تقدم للدفاع عنه واهية لا اساس لها من دين ولا قومية ولا وطنية وانما هي الخضوع والخنوع ونهج استسلام يشاركون من خلاله في ارتكاب الجرائم بحق شعبنا العظيم الذي يستحق البر لا العقوق من ابنائه وقديما قيل :

وظلم دوي القربى اشد مضاضة        على الفتى من وقع الحسام المهند  

وفي هذه الظروف الحرجة اوجه نداء الى الاحزاب العربية وقياداتها ان تتوحد فان المصلحة العامة لجماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل تتطلب منا التماسك وتفرض علينا التوحد في ظل تنامي العنصرية واصوات الترحيل لان القواسم التي تجمعنا اكثر بكثير من التي تفرقنا اذا ما ترفعنا عن الانا ووضعنا نصب اعيننا مصالح شعبنا ومصيره ولا نغفل عن توجيه النداء الى ابناء شعينا وهم يتوجهون الى صناديق الاقتراع ان يعطوا ثقتهم لابناء شعبهم ممثلة باحزابهم لا الاحزاب الصهيونية  اذ ان السحر سينقلب على الساحر وستعاقب هذه الاحزاب بعد وصولها لسدة الحكم بالظلم والعنصرية والتهميش والتحيد وحتى الترحيل فلا تكن صانعة للنكبة مرة اخرى ومهندس نكسة اخرى تضيع هويتك وما تبقى من ارضك عندها لن تكون مرثية ولكن على العرب السلام .