الحذاء أصدق من بوش

أحمد الهواس*

[email protected]

حينما أطلق منتظر الزيدي فردتي الحذاء لم يكن يدور في خلده أن الدنيا سوف تتحدث بما فعل , ولكن المؤكد أنه كان يريد أن يرد على أكاذيب مجرم أهلك الحرث والنسل , وجاء إلى أرض العراق مودعا لجنوده وعملائه فقد بقيت له أيام في البيت الأسود , معترفا بكل صفاقة قبل ذلك أنه قد ُضلل بموضوع امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل  , فأراد منتظر أن يريه السلاح الذي كان يبحث عنه فأطلق عليه سلاحا يستحقه فكان خير وداع له ولأمثاله , صحيح أنه لم يصبه بالمرتين ولكنه جعله ينحني أمام حذاء عراقي شريف , ولعل أسرة بوش تملك تاريخا طويلا مع الأحذية فلم يكن غزوه للعراق إلا لأن صورة والده كانت مداسا لآلاف الأحذية في مدخل فندق الرشيد , فأراد أن يثأر لأبيه فتلقاها عيانا قبل أن يغادر مدة حكمه , وفي المرتين كان الحذاء يأبى أن يتسخ ببوش ففضل أن يضرب هيبة دولة مجرمة فكانت الأولى ومن ثم الثانية تضرب العلم الأمريكي ..!

بوش المهزوز عدها من نتاج الحرية التي تسود العراق ولكن الصحفي الشجاع قالها في الأولى هي حفلة الوداع , وفي الثانية هذه من أيتام وأرامل العراق .. وزينها بقوله يا كلب ..!

منتظر ثأر لجهات عدة ... للصحفي العراقي الذي حاولوا تشويه صورته .. وثأر لأرض العراق التي دنسها بوش وجنوده .. ثأر لإنسانية وكرامة المعتقلين في سجون الاحتلال وما لحق بهم من أذى ... ثأر لكل عراقي هُجر من وطنه وبات يعيش المغتربات والمنافي ... ثأر لكل أم ثكلى ... ولكل أرملة ولكل طفل يتيم حرمه بوش كلمة بابا ... ثأر لكل نخلة اجتثها المجرمون .. ثأر لحضارة موغلة في القدم أراد رعاة البقر والمنحرفون والشاذون تحطيمها .. ثأر من كل العملاء والجبناء والحاقدين وزارعي الفتن ... لقد أراد أن يسمع الدنيا كلها كيف يستقبل العراقيون بوش نعم يستقبلونه بالأحذية وليس كما أدعى لحظة غزوه للعراق أن العراقيين سوف يستقبلون جنوده بالورود ...  لكل هذا أطلق منتظر فردتي حذائه .... نعم وهو يعي أنه قد يصفى جسديا ... وقد يلقى من التعذيب ما تشيب له الولدان , ولكنه فعلها وكأنه يقول هذا هو السيف الذي أوصى به قائد العراق فقد أطلقه دون خوف أو وجل ... نعم فقد شهدت له الدنيا وليس فقط زحل  ... وهنا باتت أقمار الدنيا تتسابق لنقل الخبر ... نعم لقد جعلت يوم إهانة بوش في ذكرى اعتقال الرئيس الشهيد.. هنيئا لك ما فعلت أيها العراقي الشريف وأنت تودع لصا بالأحذية راجما شيطان الأنس , بعد أن أنهى المسلمون رجم أبي رغال في مكة المكرمة , وبات فرضا وركنا لكل حاج للأرض المقدسة , وأنت اليوم حققت حلم كل عراقي وعربي ومسلم وكل إنسان شريف على هذه المعمورة برجمك لهذا المجرم  , وأنت تردد الحذاء أصدق إنباء من بوش ....! منتظر نقولها بكل خجل أمام كبريائك  وشموخك لقد فعل منتظر ما كان منه منتظر ..

              

*كاتب وإعلامي سوري مقيم في القاهرة.