عيد الأضحى المبارك.. والتضحيات

افتتاحية النداء

يمرّ عيد الاضحى المبارك هذه الأيام على شعبنا، وأبناؤه في السجون، يعانون البرد والحرمان والظلم. لكن ذلك لن يمنعنا من التقدّم إلى مواطنينا بالتهنئة، وخصوصاً إلى أولئك الصامدين خلف القضبان، لأن شعلة الأمل لا تزال حية فيهم وفينا، ولا يستطيع الاستبداد أن يخمدها.

في مثل هذا الأسبوع من العام الماضي، ابتدأت حملة النظام الأمني على إعلان دمشق، وقامت أجهزته بتوقيف العشرات من أعضاء المجلس الوطني في التاسع من كانون الأول بعد انعقاده في الأول منه، واحتفظت ببعضهم، لتستكمل ذلك فيما بعد، وخصوصاً في اليومين السابقين على عيد الأضحى. فكأن السلطة مصرّة على استباق العيد دوماً، ومصرة على محاولة إحباط الأمل لدى شعبنا.

وما زال النظام على عهده القديم ماضياً في سياساته البالية، إذ قام بفبركة محاكمة قيادات إعلان دمشق، ساخراً بذلك من مفهوم استقلال القضاء، حصن الدولة والمجتمع الأخير. ثمّ صدرت الأحكام الجائرة بسجن الإثني عشر مواطناً لمدة عامين ونصف، من دون أن يأبه حتى الآن بمطالبات العالم كلّه، مع ما يطلبه الحسّ السليم أيضاً.

كما تدخّل بفظاظة في منع تنفيذ قرار الغرفة الجنائية لمحكمة النقض الذي قضى بفسخ قرار محكمة الجنايات بعدم منح ميشيل كيلو ومحمود عيسى عفواً عن ربع مدة الحكم السابق بحقهما، واستمر بحبسهما من دون أيّ غطاء قانوني، كان يتظاهر مؤخراً بحرصه على وجوده. فأثبت بذلك أنه قادر على سلوك طريقين متناقضين في سياسته، في الوقت نفسه.

غير ذلك أيضاً، لم يعلن النظام حتى الآن شيئاً عما حدث من مأساة في سجن صيدنايا، لينشر الذعر بذلك بين أهالي السجناء الذين وضع سداً سميكاً ومستمراً دون التواصل والزيارة بينهم، وليبقي الناس نهباً للوساوس والإشاعات المخيفة.

وسجناء آخرون لاننساهم أبداً، وضحايا تتزايد لسياسات الاستدعاء الأمني والمنع من السفر والضغوط المختلفة وحجب المواقع الإلكترونية وتضييق الخناق أكثر فأكثر على حرية الرأي والتعبير.

ذلك كلّه في أجواء اجتماعية اقتصادية خانقة، تتزايد فيها الأٍسعار وتتضاءل الدخول، ويخيّم في الأسواق وحياة الناس قلق وخوف من انعكاسات الأزمة العالمية على اقتصادٍ ومجتمعٍ ودولةٍ في أزمة مستمرّة.        

لقد أثبت إخوتنا الأسرى وراء القضبان حقيقة انتمائهم وولائهم لوطنهم ووفائهم للقيم والمبادئ التي ينشدون يناء سورية الوطن على أساسها، ولن تذهب تضحياتهم هباءً. ونحن نعاهدهم على أننا سنظل نعمل من أجل أن يعيش أبناؤنا في بلدهم سوريا وطنا حراً مستقلاً جميلاً تسوده العدالة و الحرية والمساواة.

عيد الأضحى يذكّر بالضحايا التي تُقّدّم من أجل الخلاص.

فكلّ عام وأنتم بخير. وتحية لأصدقائنا الأحرار في السجون..

و عاشت سوريا حرة.. وطناً ومواطنين.