إلى متى أيها المسلمون

إلى متى أيها المسلمون ؟!

رأفت رجب عبيد

[email protected]

إلى متى أيها المسلمون نرى إخواننا في غزة الصابرة يموتون أمام أعيننا ونقف مكتوفي الأيدي قليلي الحيلة ؟!

إلى متى أيها المسلمون نرى الجوع يمزق أكباد أطفالنا في غزة ولا نملك إلا مصمصة الشفاة ؟!

المرضى في غزة يموتون تحت تأثير الحصار الظالم الذي يمنع وصول الدواء إليهم ، الشيوخ الكبار تبدو على

 قسمات وجوههم مظاهر الإعياء وهم لا يجدون ما يسدون به رمقهم ، والنساء الثكالى هنالك في أحضانهن الأطفال يصرخون وهم في أشد الحاجة إلى شربة ماء تروي ظمأهم ولا يجدونها ، عيد الأضحى يأتى هذا العام وإخواننا هنالك في كرب شديد وحصار ظالم ، ويقف العالم كله متفرجا ًعلى هذه المأساة ، لايحرِّك ساكنا ، ولا يتخذ قرارا .

هل فقدت النخوة العربية حياتها في قلوب العرب فشاركوا في فرض الحصار بالسلبية القاتلة ؟!

هل حقا تبلدت مشاعرنا تجاه إخواننا إلى هذا الحد ؟! هل ألفَ المسلمون ما يرونه من حصار جائر ضُربَ على إخوانهم أمام أعينهم ؟! هل تنام عيون حكامنا النشامى وهم يسمعون صراخ الأطفال والنساء في غزة " أن أغيثونا " ولا من مجيب ولا من نصير؟! إلى متى تظل الحدود المصرية مع غزة مغلقة ؟! إلى متى نشاهد الموت البطيء يهجم على المرضى والمصابين في غزة ولا نتحرك ؟! ومن البديهي أن ننفض أيدينا من جميع أعدائنا الذين يطالعون المشهد الأليم في غزة ثم لا يتحركون ، ولا يشجبون ولا ينددون .

آهٍ يا غزة الصابرة في زمان قلَّ فيه النصير ، آهٍ يا غزة المحاصرة في زمان نفتح أعيننا فيه على عالمنا الإسلامي الذي بلغ المليار والنصف المليار مسلم فلا نرى من بين هذه الملايين " معتصما ً" يغيث من استغاث به ، وصرنا كما قال الشاعر قديما ً:

إني لأفتح عيني حين أفتحها *** على كثير ، ولكن لا أرى أحدا

نداء أوجهه إلى كل ذي ضمير حيٍّ في عالمنا العربي والإسلامي " افعلوا شيئا من أجل إخوانكم وأبنائكم في غزة " إنَّ عيد الأضحى على الأبواب ، كيف تستقبل الأمة هذا العيد بالفرحة وآهات الحزن في صدور المحاصرين من أبناء غزة يزداد لهيبها يوما بعد يوم ، هل لنا أن نأكل ملء بطوننا ، وننام ملء جفوننا ، ونضحك ملء أفواهنا ، والمرضى في غزة يتساقطون كل يوم ، والجوع لا يرحم ، والعدو المجرم لا يرحم ، وسكوت الأمة على هذا كله إنما هو خيانة لله ورسوله ، فهبِّي أيتها الأمة الصامتة وتكلمي ، واستيقظي أيتها الأمة النائمة وتحرَّكِي ، مُدِّي يد العون إلى إخوةٍ لنا في الدين ، وارفعي عنهم ظلم الظالمين ، وحصار الجائرين ، وكيد المجرمين ، فوالله لئن لم نتحرك لتدورنَّ علينا الدوائر ، وما أصدق المثل القائل : " أكلت يوم أكل الثور الأبيض "