تاريخ الدعم العربي للمخيمات الفلسطينية
د. محمد رحال /السويد
دعم الانظمة العربية للمخيمات الفلسطينية دعما تاريخيا ومشهودا , ويعرفه القاصي والداني , وهو دعم ينكره الاخوة ابناء فلسطين وذلك لانهم من جماعة الامر بنكران المعروف واتيان المنكر , فمنذ ان تشارك النظام العربي في تشريد واحتضان مشردي النكبة والتي تبين ومن خلال الاتفاقيات السرية والتي انكشفت لاحقا , وذلك بعد انتهاء مدد السرية للوثائق الخطيرة في الدول الغربية الاستعمارية, والتي تبين التورط والتامر العربي على هذا الشعب الذي قدر له ان يكون هدفا للتآمر العالمي , من اجل اقامة كيان غريب يحمي مصالح الدول الغربية , والذي قضى بتشريد الشعب الفلسطيني , والذي لجأ هاربا من مذابح الاحتلال الى احضان الدول العربية الشقيقة , والتي هيات نفسها واعدت له مخيمات اللجوء , وزيادة في الكرم العربي الحاتمي لدى هذه الانظمة فقد طلبت من الهيئات الدولية دعما سنويا واجورا للاراضي التي استضافت عليها مخيمات اللجوء والتي حددت بالمتر المربع, ولم تكتف الدول العربية بذلك فقد راقبت نشاط المهاجرين وبشدة ومنعتهم من العمل في اراضيها محددة اقاماتهم مع منعهم من حمل اي وثيقة للسفر وذلك حفاظا عليهم من الاندثار او الضياع , وشاركت في التدخل بشؤونهم تدخلا وصل الى تحديد نوعية الاكل والشرب , وذلك حفاظا على صحتهم , ولم يكتف النظام العربي الكريم بذلك بل وحين شعر هذا النظام ان هناك زيادة في التناسل الفلسطيني وهو شيء قد يضر بسمعة القضية الفلسطينية ولهذا فقد ساهمت عدة دول عربية وتحت ذرائع شتى في استئصال الآلاف من المشردين في خيم الضيافة العربية وقتلهم كنوع من انواع تنظيم الاسرة الذي شكل عقبة كبيرة امام الخطط التنموية العربية والمشهورة بحسن التخطيط , ومن اجل تطوير الفن الفلسطيني وتنويعه ليصبح فنا متعدد المناحات والملاحم والتغريبات , وقد كان للمذابح التي بداتها مملكة السيقان الرفيعة فضل كبير في انتشار هذه الظاهرة , والتي هي من اكبر حسنات تلك المملكة , حيث شهد التاريخ ان الضيوف الفلسطينيون ومنذ ذلك اليوم ,نظمت اسرهم احسن تنظيم وذلك بعد تصويل الضيوف من كل الشوائب الموجودة, والتي قضت بالتخلص من الآلاف من خيرة الشباب , والذين احسنت معاملتهم وارسلوا الى الدنيا الاخرة ضيوفا عند ملك الموت بعد خصم حصصهم التموينية من الاونروا الدولية , واما في جمهورية الطبلة السعيدة فقد اقام النظام الثوري فيها فرعا للامن وتكريما للقضية الفلسطينية فقد اختارت اسم فلسطين له , وكان في البداية فرعا متخصصا بالقضية الفلسطينية , قبل ان يتسع نشاطه ويفتح الله عليه وتتسع اعماله ليصبح فرعا امميا فيه من كل جنسيات العالم , والذي عرف عنه وعن القائمين عليه انهم من اقسى اهل الارض قلوبا, مسجلا مقاييس خاصة في مقاييس جينس
للارقام القياسية في ضحايا التعذيب فيه , وكان ابرز ضيوفه من الضيوف الفسطينين والذين حظوا دائما بعناية خاصة من قبل حراس الصمود العربي في جمهورية ابو طبلة السعيدة , وهذا الفرع المشهور والذي كتب على جدرانه عبارة الداخل اليه مفقود والخارج منه مولود , اما في جمهورية ابو الزلف فقد حظي الضيوف باكبر نصيب من هذه الرعاية العربية والتي تعددت اصنافها واشكالها ,
مقاتل من الكتائب خلال مجزرة تل الزعتر
والتي بدات بمحاصرة مخيم تل الزعتر المشهور من قبل عناصر حزب الكتائب , وعندما عجز الحزب عن اقتحامه فانه استعان بقوات جمهورية ابو الطبلة السعيدة واثمر هذا التعاون الاخوي وبعد حصار دام لاكثر من شهر راح ضحيته الكثير من شهداء الكتائب , فقد اثمر هذا التحرير والنصر المبين عن تدمير المخيم وقتل كل الضيوف من
الشعب الفلسطيني فيه , والذي سجل من الانتهاكات الانسانية مالم يسجله اي عدوان من قبل وسجل من بطولات الضيافة العربية صحائف براقة في اكرام الضيف واغاثة الملهوف
, وفي نفس الدولة فقد تكررت هذه المذابح وعمليات الاستئصال , فقد اشتركت دولة اسرائيل وقوات الكتائب في اقتحام مخيمي صبرا وشاتيلا وهناك شهد المخيم من الفظائع في شعب اعزل خلا من الرجال والسلاح , واستطاعت قوات الدولة الصهيونية ومعها
القوات الكتائبية من قتل الآلاف من ضيوف لبنان من لاجئي
الشعب الفلسطيني , وامتدت بعدها ايدي الاستئصال في الجنوب اللبناني على يد قوات امل الاسلامية والتي اسسها الامام الغائب موسى الصدر عجل الله مخرجه والذي ارسلته المرجعية الايرانية الى لبنان من اجل تنظيم الطائفة الشيعية المظلومة في لبنان , والذي منح الجنسية اللبنانية من رئيسها , والذي ارسل اعضاء طائفة المحرومين والتي
اصبح اسمها منظمة امل بعد ذلك , ارسلهم للتدريب في اجنحة المقاومة الفلسطينية , ولهذا وحينما اشتد عودها وكثر عديدها وتسلح جنودها فقد انفلت هؤلاء على الفصائل الفلسطينية والضيوف الفلسطينيين, وذلك بعد الاجتياح الاسرائيلي للجنوب اللبناني والذي سمح ببقاء السلاح فقط بايدي حركة امل للمظلومين والمحرومين, جزاء لهم لأنهم استقبلوا القوات الاسرائيلية برش الارز والورد على الجيش الاسرائيلي المحرر من كل الوجود الفلسطيني والذي اراحهم من سيطرة الضيوف الفلسطينين , ومن ثم توج هذا التعاون بمحاصرة مخيم صبرا ثانية من قبل دعاة الوحدة الاسلامية والعروبة حركة المظلومين حركة امل , وذلك في عام 1985 مستغلين دخول شهر رمضان الكريم , ليبارك الاه المظلومين اعمالهم , وكان من قادة الحصار في ذلك الحين رئيس البرلمان الحالي نبيه بري ورئيس حزب الله والذي كان قائد احدى فصائل امل في ذلك الحين السيد حسن نصرالله , وبتعاون لوائين من الجيش اللبناني والمؤلفين من غالبية طائفية شيعية , وبامداد من الجنرال عون , فقد دخلت هذه القوات البطلة وهي تهتف هتافات اسلامية , وتقول لااله الا الله العرب اعداء الله , مقتحمة المخيم , ومنتهكة كل قواعد الانسانية والرحمة , حيث قتل الآلاف من ضيوف لبنان على ايدي الاتقياء من حزب امل وبعده حزب الله , وليكتمل تقربهم الى الله فقد سجل لهم ان الجنود المؤمنين منهم اغتصبوا اكثر من خمسة وعشرين فتاة امام ذويهم , تقربا الى الله , وبعد ذلك كانت حرب المخيمات والتي قبل فيها البعض ان يكون اداة قذرة بايد بعض المصالح الاقليمة والتي تخدم المشروع الاسرائيلي للقضاء على اي صوت للمقاومة في لبنان , ولمصادرة هذا الحق ولصقه بقوى اخرى قبلت التعاون مع الاحتلال تحت اسماء المقاومة , وأمن لها الاحتلال الدعم الاعلامي الشديد ليكونوا حراسا للدولة العبرية .
وانجرت الفصائل الى معارك فلسطينية في قلب المخيمات راح الكثير من ابناء المخيمات ضحايا لها وذلك من اجل القضاء على هؤلاء الضيوف الذين شكلت اعدادهم الزائدة قلقا للتوازن الطائفي في جمهورية ابو الزلف , وبمساعدة من اليسار الفلسطيني , والذي لاحل له الا في استئصال الاعداد الزائدة منها , ومن ثم فقد انتقلت عدوى الاستئصال الى العراق بعد الاحتلال الامريكي , وهناك تعرض الضيوف الفلسطينيون الى ارقى انواع المعاملة على يد الاخوة المؤمنين من دعاة الوحدة الاسلامية حيث صدرت ايران المسلمة افضل الفرق المتخصصة في حسن معاملة
الضيوف ومعهم بعض المؤمنين ممن يدعون الانتساب الى امتنا , واذاقوهم الذ انواع الضيافة تقربا الى الله وتحت سمع وبصر ورعاية الاحتلال الامريكي , وكانت اصناف الضيافة الايرانية المؤمنة متميزة من قتل وشي وحرق وسلق وتقطيع وبقر بطون وثقب بالادوات الكهربائية , مما ساهم في تقليص اعداد الضيوف والذين قرروا الهرب من نعيم الاخوة دعاة الوحدة الاسلامية ودعاة تحرير القدس الشريف ,ولهذا فقد ردت بعض الاوساط الاسلامية الحزبية بالدعاء لهذه الدولة التي اتقنت اصول الضيافة في اوساط لاجئي الشعب الفلسطيني , وعلى راسهم المقاومات الاسلامية والاحزاب الاسلامية والتي ترى في الاسلوب الايراني افضل طريقة لحل ازمة اللجوء للشعب الفلسطيني , واشتدت المعاناة بهؤلاء المشردين ولم تقبل اي دولة عربية استضافتهم الا بعد ان قبلتهم دول من غير دول العربان الذين كانوا ياملون ان يموت هؤلاء شهداء كي يشفعوا لحكام الدول العربية عند الله بعد ان اخبرهم العلماء المنافقون ان الشهيد يشفع في سبعين من اهله , وباعتبار ان القادة العرب ينظرون للشهداء على انهم كالابناء فهم من المشمولين باذن الله بهذه الشفاعة وذلك وفقا لفقهاء الدرهم والدينار , وامتدت فصول الضيافة العربية مرة اخرى الى لبنان , وهذه المرة تحت اسم مكافحة الارهاب , وتم تدمير مخيم نهر البارد وقتل الناس فيه وبكل دم بارد وتشريد البقية , وامام سمع وبصر العالم اجمع بل وبمباركته , ودمر المخيم بكامله امام وعود باعادة بنائه
ومرت الايام والشهور والسنين والمخيم مجرد اطلال, ومابقي من ساكنيه مجرد لاجئين لدى لاجئين لتتضاعف الازمة وتزيد المحنة , وتتعدد انواع الضيافة العربية , ولم يسلم قطاع غزة والذي اغلب سكانه من سكان المخيمات , والذي حوصر برا وبحرا وجوا وانفاقيا , ليترك سكانه اسرى الجوع والعوز والمرض والحصار والبرد لالذنب ارتكبوه وانما لانهم فلسطينيون , وليشهد هذا السجن الذي يشترك العالم كله اضافة الى الدول العربية في حسن الضيافة , وعلى رأسهم جمهورية البقرة الضاحكة ,وفوق هذا الحصار والجوع فان تجار السياسة والدماء يتاجرون بدماء هذا الشعب المشرد اللاجئ المحاصر المقهور وكأن مافيه من الم لايكفيه ليزيد همه تجار الدمار ومصاصيه من حملة الالقاب والكروش العربية.