حماس: مكره أخوك .. وبطل
عبد الله خليل شبيب
حماس تصدر ( كتابا أبيض ) حول ما حصل في غزة
لسنا من حماس !..ولكننا نناصر كل عامل للإسلام وداع إلى الحق مستقيم :
أوّلاً: بداية .. نحن لسنا من كوادر حماس ..ولا تربطنا بهم إلا صلة الإسلام ..كعامة المسلمين الذين يتعاطفون تلقائيا ..مع كل مخلص للإسلام وعامل له وحتى رافع لشعاراته غير متناقض معها .. وسنظل ننتصر للمظلومين من المسلمين في كافة أنحاء المعمورة .. بل ولغير المسلمين نتبنى معظم قضاياهم ..وننافح عنهم وننكر على ظالميهم .. إلى أن يرتفع الظلم عنهم ويتحقق لهم العدل وإلى أن ترتفع راية القرآن في العالمين ! وتقوم دولته الراشدة التي تنصف المظلوم أيا كان وحيث كان .. بحق لا بدجل وبمبدأ لا بنفاق ولا بتحيز ومكاييل مختلفة تعتبر الظلم في بلادها واجب التطبيق في غيرها ! كما تفعل الحضارة الغربية المادية والكافرة كما نشاهد بأم أعيننا يوميا ..وفي مناطق متعددة في العالم وبأشكال مختلفة !
ثانيا: ... نعود إلى العنوان .. يقول المثل العربي ( مكره أخاك لا بطل ) .. يضرب لمن يعمل العمل – مضطرا – ويصيب غالبا ..وواضح أن المثل المأثور قد انتهج مذهب من يلزمون الأسماء الخمسة والمثنى الألف ..على حد قول ابن عقيل في شواهده في شرحه لألفية ابن مالك النحوية المشهورة ..مستشهدا لهذا المذهب النحوي :
إن أباها وأبا أباها قد بلغا في المجد غايتاها
فكلمة (أبا = الأولى والثانية) وهي من الأسماء الخمسة أوالستة؛ وكذلك كلمة ( غايتاها ) وهي مثنى .. منصوبات هنا ؛ و( أباها = الثالثة مضاف إليه مجرور بالإضافة)..ويجب أن ينصب المثنى بالياء ..وكذلك يُجر الاسم من الأسماء الخمسة بالياء كذلك ... لكن (الراجز = أي الشاعر الذي نظم البيت على بحر الرجز العروضي ) – وهو من عصر الاحتجاج الذي يستشهد به ويؤخذ عنه النحو وقواعده ... قد ألزم المثنى والأسماء الخمسة الألف ..أي بناها عليها .. !
.. وهكذا كان ونهج المثل المذكور المأثور المشهور !
.. ولكننا – مع الاعتذار لمُطلِق المثل .. اعتمدنا الإعراب الشائع لدينا .. ورفعنا- المبتدأ المؤخر ( أخوك ) بالواو كما هو عندنا في إعراب الأسماء الخمسة .. علَّمنا الله وإياكم لغتنا العربية الجميلة لغة القرآن ..وعماد فهم الإسلام .. وأزال عجمة كثير من الألسنة والأقلام ..آمين!
.. كما غيرنا كذلك في المثل ووضعنا حرف العطف ( الواو) بدلا من حرف العطف ( لا) .
لنقول : إن ( حماسا ) جمعت البطولتين.. وتصرفت تصرفا فيه بطولة ..مع أنها كانت مكرهة عليه!
ثالثا: يقول الطغرائي في لاميته ( لاميةالعجم ):
ليس من يقطع طرقا بطلا إنما من يتقي الله البطل
فالتقوى نوع من البطولة لأنها قهر للنفس عن شهواتها الخاصة وإيثار لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. على كل رغبة خاصة وهوى نفسي ... وحملها على الطاعات والتكاليف ولجمها عن المغريات الباطلة التي يتهافت عليها معظم الناس .. والترفع عن أموال الصهاينة ودايتون والمانحين .. ورشوات الأعداء .. وكذلك عن الانخراط في الشهوات والفساد والسرقات والنهب وجمع المليارات على حساب جوع الشعب وفقره..إضافة للولوغ في أعراض الناس والانحطاط إلى أسفل الدركات والتآمر مع العدو والتنسيق معه وحمايته والقضاء على المقاومة .. - الأمل الوحيد في التحرير - ..كما فعل [ معظم ] منتسبي فتح والسلطة ..والقائمة طويلة ..والناس يعرفون نماذج عديدة من أؤلئك الساقطين .. يقابلهم نماذج ( سامقة ) نظيفة مخلصة حريصة على الناس وأموالهم وأعراضهم ..متصدية لكل من يفكر في الإساءة إلى الآخرين ؛ لأنها تحلت بالإيمان بالله ..وخشية حسابه في الآخرة.
.. والبطولة بمعناها الشائع هي الشجاعة والقوة والثبات في مقارعة المعتدي ومقاومة الباطل .. أما قطع الطرق وأساليب الفلتان [والزعرنة والبلطجة ] وإيذاء الناس والعدوان على أعراضهم وأموالهم وأنفسهم .. فلن يكون يوما بطولة أو حتى شجاعة .. بل هو مما يُسلَك في باب النذالة والخسة والسقوط !
ما الذي ألجأ حماس لما فعلت ..وأكرهها على ذلك ؟!:
... والذي حصل لحماس في غزة منذ نحو سنتين .. وأرغمها على [ مأزق الانفراد بالحكم ] أمور يعلمهن أكثر الناس ..
فمنذ أول يوم كانت ( حماس ) راغبة في حكومة ائتلافية من مختلف الفصائل – وخصوصا التي فازت بنصيب في الانتخابات مثل ( فتح ) .. ومكثت مدة وهي تحاول معهم لإشراكهم في الحكومة ..ولكنهم تأبوا ..ورفضوا ..وكانوا يظنون أن الدنيا لا تقوم إلا بهم .. وأن حماس سرعان ما ترفع ( العلم الأبيض ) وتستسلم لهم ولرغباتهم في الاعتراف باليهود وأوسلو والاحتلال ونتائجه ورغائبه ..وتنصاع لذلك ..بل ربما يتركون لهم الميدان ويهربون ..!.. ويلقون أسلحتهم خلفهم .. كما فعل [ أشاوس فتح والفلتان ] في غزة .. حين جد الجد !!!
.. واضطرت ( حماس ) أن تشكل الحكومة وحدها .. ودخلت في دوامة السياسة والحكم ..التي أثرت – جزئيا على ما يبدو – على اهتماماتها الكفاحية ..وتفرغها للمقاومة .. !
.. ولم يسكت الفتحاويون وأنصارهم و( آمروهم ) والمنسقون معم بموجب [ أوسلو وجنيف وواي ريفر وطابا والشرم وسائر المؤامرات ] – أي – بكل وضوح واختصار = اليهود والأمريكان !
.. فكان ما كان من مصائب ومؤامرات وأعمال [ زعرنة وفلتان ] في غزة والضفة .. بأيدي قوات أمن السلطة وفتح وعصاباتها التي عاثت في الأرض فسادا .. وتعدت على مؤسسسات الدولة والمجلس التشريعي المنتخب .... ومن العجب العجاب أن الشرطة التي من المفروض أنها تابعة للحكومة ووزارة داخليتها .. تتظاهر ضدها وتتآمر عليها وتعصي أوامرها وتتعدى على مؤسساتها ورجالاتها !!!
.. حتى بيوت الله لم تسلم من العدوان والتدنيس .. فاغتال [ زعران فتح وحثالتها ] بعض المصلين والمؤمنين داخل المساجد ..ولم يراعوا حرمة لشيء !!
... وأقام [الهالك الملعون سميح المدهون ] فوق سطح منزله مركزا للتعذيب [ غوانتانامو آخر ].. وألقوا الناس من أعلى الطوابق والأسطح .. وافترواعلى ( حماس ) أنها فعلت ذلك ...حتى شهد بعض [ رجالهم ] عبر الفضائيات أنهم هم الفاعلون ..فاستشاط المزوروِِّن غيظا !
.. وقد قال الشاهد المذكور إنهم – أي الفتحاويين – قد ألقوا ببعض العناصر ( الحماسية) من طوابق عليا وكان منها فتحاويون ظن المجرمون أنهم من حماس لأن بعضهم كان (ملتحيا )!!!
.. لقد كانت حماس مضطرة إلى ما فعلت .. وبسرعة وبطولة نادرة ثارت على عصابات الفلتان والفساد وذيول العدو ..وقضت على فسادهم وسيطرتهم في زمن قياسي .. وهم أكثر منها بكثير عددا وعدة ..لأنها تنافح عن عقيدة ..أما اؤلئك فيقاتلون في سبيل الدولار والشيكل ..وفي سبيل دايتون والصهاينة وعبيدهم ..وفي سبيل الفساد والنهب والانحلال وإيذاء الخَلق .. فكان حتما أن ينهزموا أمام القوى المؤمنة الصادقة المجاهدة الحريصة على وطنها ودينها وشعبها ومبادئها ..الرافضة الخضوع لأعدائها وأعداء أمتها وتاريخها ..أو الانصياع لأوامرهم أو حتى الاعتراف بهم والتعامل معهم مباشرة !
لقد كان ما قامت به حماس بطولة حقيقية ..بكل معنى الكلمة ..ومن جميع النواحي ..ولم يكن ضرورة واضطرارا فقط .. بل كان واجبا وحقا ولزاما .. لولم يقوموا به لأثموا ..ولسئلوا بين يدي ربهم ..عن تضييع شعبهم ..وتركه نهبا لشلل الفساد والنهب والعمالة والانحلال والاحتلال والخلل والاختلال ! وللامهم الشعب الذي وضع فيهم ثقته وانتخب رجالهم الصالحين المصلحين.
.. ولا زال الموتورون المنهزمون يلعقون جراحهم .. ويعوون من فرط الحقد والجبن ويتهددون قوى المقاومة والإسلام بالويل والثبور .. وعظائم الأمور ويفتكون بما تصله أيديهم من أهل الخيروالجهاد ومؤسساتهم ..بأوامر وتعاون من الأعداء ومسانديهم من أهل الفساد والأحقاد !
كتاب أبيض [ أسود ] يصدره المتب الإعلامي لحماس حول جرائم [ العملاء]:
وقد سبق للمكتب الإعلامي في حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) أن أصدر كتابا أسماه
{الكتاب الأبيض : عملية الحسم في قطاع غزة اضطرار لا اختيار}
.. وقد أسموا الكتاب أبيض لا أسود ( تيمنا بالإصلاح والصلاح وعودة [الضالين ]
لرشدهم )
.. مع أنه استعراض لجرائم ومؤامرات وعمالة ..مما يُسَوِِّد صفحات ووجوه فاعليه ..!
.. لقد جاء الكتاب في نحو ( 240 صفحة ) وسبعة محاور استعرض فيها بالوثائق والتواريخ والشواهد والشهادات الحية جوانب عديدة من ألوان المعاناة التي قاسى منها الفلسطينيون من تصرفات زعران فتح والفلتان وأجهزة العمالة ..[ الأمنية ] التي هي رديف للجيش اليهودي في حماية الدولة الصهيونية والتنكيل بالمواطنين الفلسطينيين – وخصوصا من كان من أهل الخلق والدين والنخوة لمساعدة الناس! أومن المجاهدين والمقاومين للعدو !
فالمحور الأول من الكتاب :( الرؤية السياسية للأحداث ) يفضح الدور الأمريكي والصهيوني في إذكاء الخلاف الداخلي الفلسطيني ،وإفشاله لكل الاتفاقات ؛ ودعم عملائه [الفلتانين]بالمال والسلاح لمواجهة حماس وتحجيم دورها وأثرها !
والمحور الثاني:(الفوضى الأمنية المبرمجة ،وسياسات الاعتقال والتعذيب والاغتيال السياسي) يسلط الضوء على عمليات الاغتيال والتعذيب والتنكيل والخطف التي مارسها [ جهاز الأمن الوقائي] .. و[فرق الموت ] التي شكلها ضد أبناء الشعب الفلسطيني عامة وضد (مجاهدي حماس ) والإسلاميين خاصة!
والمحور الثالث : ( التحريض الإعلامي ودوره في إذكاء الفتنة ) يستعرض جوانب من [ الحملة الضارية المسعورة ] التي شنتها أجهزة [ العملاء = وهذا تعبيرنا نحن ] – ويسميهم الكتاب [ الاستئصاليين ] ( استأصل الله شأفتهم وشأفة من يحرضهم ويعاونهم – وهذا دعاؤنا نحن أيضا لا دعاء حماس !).. نقول : يبين الكتاب كيف شن [ المسعورون الموتورون ] وأجهزتهم الإعلامية و[الإشاعية] على حماس وحكومتيها العاشرة والحادية عشرة حربا إعلامية شعواء وحملات أكاذيب وتشويشات !.. سواء من خلال التصريحات التحريضية لعدد من مسؤوليهم ..أو من خلال بث [ الإشاعات ] من وسائل إعلامهم المختلفة : المرئية والمسموعة والمقروءة!
والمحور الرابع : ( استهداف المؤسسات والوزارات ودور العبادة ): تناول عمليات التخريب العبثية التي فعلها المجرمون الموتورون في المؤسسات التشريعية والجامعات ومؤسسات المجتمع المدني من المشافي والجمعيات والنوادي الخيرية والثقافية والرياضية .. حتى بيوت الله – كما أسلفنا – لم تسلم من إجرامهم وتدنيسهم ولم يراعوا لها حرمة وأراقوا الدماء الطاهرة في داخلها .. مما يغلظ جرمهم ..ويوجب ويضاعف عقوبتهم !!
.. والمخزي أكثر ..أنهم فعلوا ذلك ضمن عمل منظم ومخطط له وفق أجندة صهيونية أمريكية .. كانوا فيها مجرد أدوات صماء ..ويوثق الكتاب ذلك كله بالصور وروايات شهود العيان !
والمحور الخامس : (المظاهرات المسلحة والإضرابات المسيسة ):يعرض بعض أشكال الفوضى الأمنية المنظمة ..والمتمثلة في الإضرابات المسيسة والمظاهرات المسلحة .. حيث كان أفراد الأمن يخرجون بزيهم الرسمي وسلاحهم علنا للتظاهر ضد الحكومة والمطالبة بإسقاطها خلافا لكل الأعراف الديمقراطية والمعروفة للاحتجاج والتظاهر – وعكسا للأوضاع – فقد عرفنا دور تلك الأجهزة في قمع أومنع المظاهرات ..أوعلى الأقل مراقبتها والتحكم في مسيراتها..إلخ .. وأن تلك الأجهزة هي ذراع الحكومة ويجب أن تأتمر بأوامرها ولا تتمرد عليها !
أما الإضرابات المسيسة فقد تمثلت في إغلاق المدارس والمديريات وبعض الدوائر بالأقفال لمنع الطلبة والمعلمين والموظفين من دخولها !!!وقد وضعوا حراسا على المؤسسات التعليمية للاستمرار في إغلاقها والإمعان في [ تجهيل ] الشعب الفلسطيني وأجياله ..كما تفعل وتتمنى سلطات الاحتلال [سيدتهم الآمرة ]! .. قاتلهم الله أني يؤفكون !!
والمحور السادس : (خطط التآمر لإفشال الحكومة ): عرض ببعض الإسهاب لبعض الإجراءات [الاستباقية ] لتفريغ الحكومة الشرعية المنتخبة والحائزة على ثقةالشعب وممثليه في المجلس التشريعي .. ..تفريغها من مضمونها عبر سحب الصلاحيات الأمنية والسياسية والإعلامية ..من خلال مصادرة بعض الملفات الأمنية والحكومية !أو السيطرة على بعض الممتلكات العامة ! وقد جاءت الإجراءات القانونية والسياسية والإدارية الهادفة لعرقلة الحكومة الشرعية وتعويقها عن تنفيذ برنامجها في التغيير والإصلاح ..وذلك من خلال إصدار المراسيم الرئاسية المجحفة ..والتي تنم عن تفكير حزبي محدود الأفق [ نقول : بل عن انصياع تام أعمى لتعليمات العدو اليهودي والأمريكي] !.. بالإضافة إلى العراقيل المالية لتضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وابتزازه في رغيف خبزه وفاتورة كهربائه !.. بالإضافة إلى الإجراءات الميدانية وغيرها .. يعرض الكتاب ذلك بشيء من التفصيل مدعما بالوثائق والتصريحات .
والمحور السابع L ( الملاحق ): يحتوي على أهم الملاحق التي تدعم المحاور السابقة ؛ وتتضمن بيانات وتصريحات وروايات لأشخاص نجوا من حوادث إطلاق نار أو تعذيب أو اختطاف ؛ كما تحوي تلك الملاحق صورا تبرز حجم الدمار والخراب اللذين لحقا بالمؤسسات التشريعية والتعليمية والجامعات ودور العبادة ! ..
بالإضافة إلى ملف توضيحي خاص بصور أبناء حركة (حماس ) الذين قُتِلوا وعُذِّبوا على أيدي الأجهزة الأمنية [العميلة ] .. وهي صور تقشعر لها الأبدان ولا يمكن أن يفعلها إنسان سَوِيّ ..إلا [ مَسْخ في شكل إنسان ] سلب الله منه أية صفة بشرية سوية ..وجعله كالأنعام أو أضل سبيلا ..كما وصف الله أمثال أؤلئك في أكثر من موضع في كتابه الكريم !! ولا يمكن أن يكون أؤلئك المجرمون أولاد ناس أو أبناء شرعيين لأسر محترمة إلا أن يكونوا أشقياء دخلاء لا يعرف معظمهم أباه الحقيقي !!!
لهذا كان الحسم ضرورة :
.. بعد استعراض ما سبق ..- بشيء من الإيجاز – يصبح واضحا تمام الوضوح ..لكل ذي عينين ( ولا حيلة لنا في من قال الله فيهم :" لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها " .. " وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون "!)
نقول : يصبح ظاهرا لكل بصير عذر حماس فيما فعلت .. فقد كانت مضطرة لذلك أبلغ اضطرار ..حماية لكيانها ..ولشعبها وللمقاومة الشريفة وسلاحها المشروع البعيد عن [ تحكم العدو وبرمجته ]!!
.. يعرض الكتاب كم عانى الشعب الفلسطيني – ولا يزال يعاني في الضفة – من كابوس الأجهزة الأمنية .. مما شكل ضغطا سياسيا وأمنيا على الشعب الفلسطيني ..وبالتالي على عملية المقاومة ..
ولقد جاءت ( عملية الحسم في قطاع غزة ) كنهاية طبيعية لمسار أمني أراد أن يحرف القضية عن بوصلتها ‘ وينقلب على خيار الشعب الفلسطيني !
..وباختصار وجيز .. إنها صراع قدري بين وجهتين : استسلامية ذيلية تخديرية تفاوضية ..مضيعة لكل شيء ومفرطة في كل شيء [ العودة والوطن والقدس والمقدسات والمياه والشعب ..إلخ ] – وقد نبذها معظم الشعب- وبين فئة عاضة على سلاحها .. حريصة على شعبها ووطنها ومقدساتها ..غير مفرطة في شيء من ثوابتها وحقوق شعبها ومستقبله ومصيره ووطنه وعودته !!.. ولذا اختارها الشعب وزكاها ووثق بها وبرجالاتها .
ما لم يذكره كتاب حماس :
.. ربما حفاظا على [ شعرة معاوية ] وتركا لباب موارب للصلح ( لعل وعسى ).. لم يتعرض (كتاب حماس الأبيض) للمخازي التي اكتشفها في مكاتب ومخابئ الفئة المنحلة الفلتانة بعد هربها ولجوئها للعدو اليهودي ليوصلها إلى مأمنها عند سلطة عباس و فياض [ عميل السي آي إيه الشهير ] و[ كيث دايتون ] في رام الله !! وما أقبحها وما أفحشها !!
.. كما أن الكتاب قد أغفل أدوار بعض البلاد العربية المجاورة المعترفة بالعدو والمنسقة معه ومع أعداء حماس .. في سبيل تعطيل توجهاتها والتأليب والعدوان عليها ..ودعم إجراءات [ محاولة سحقها ] في الضفة الغربية !!ولا تزال بعض السلطات العربية [ تراوغ ] وتلعب دور [العراب والطرطور ] للعدواليهودي وأنصاره ومطالبه !!
كذلك ربما أرادت حماس ألا تقطع الشعرة نهائيا مع هؤلاء .. ولكيلا تعطي حجة [ لنباحيهم ] وخصوصا من بعض [جـِراء الإعلام والصحافة ] ليزيدوا في التحريض والنباح المريض !!
وكذلك حتى لا تتيح لهم مزيدا من الأعذار [الأقبح من الذنوب ] في استمرارالحصار وتأييده وتشديده !
استمرار في النهج الخاطيء ..ووقاحة وصفاقة متناهية !!:
المصيبة أن [ فتح دايتون ] وأضرابها لم يتعلموا من [ درس غزة السابق ] ولم يعتبروا !!.. وقد قيل قديما :
من لم تُفِدْهُ عِبَراً أيامُهُ كان العمى أولى به من الهدى !
.. فلا تزال أجهزة [ دايتون رام الله] ممعنة في نهجها الاستئصالي والإجرامي والعدائي لكل مقاومة ولكل خير ولكل شيء فيه رائحة إسلام ..إلا القليل ممن يجاملهم ويتجنب شرورهم !
لا تزال سلطات [ حرس الاحتلال وذيوله ] تتسابق مع أجهزة العدو وتتبادل معها الأدوار في اعتقال أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة المحتلة ...والتنكيل به .. فهنالك اعتقالات يومية وتعذيب منكر ممنهج ..وتحويل يومي إلى المستشفيات نتيجة التعذيب ! وقد أُصيب بعض المجاهدين بالشلل نتيجة ذلك واستشهد بعضهم تحت التعذيب كالشيخ المرحوم مريد البرغوثي ..وما على المرء إلا أن يطالع ( شريط الأخبار في بعض الفضائيات كفضائية الأقصى ) ليشاهد نماذج يومية ومستمرة من مثل ذلك ..وبالأسماء والمواقع والحقائق والوقائع!
.. ثم لا يخجل محمود عباس المسمى رئيس سلطة ؛ وَصَلَها في غفلة من الزمن وبترتيب في ظلام تآمر .. لا يخجل أن ينكر تلك الوقائع اليومية ..والتي يمكن أن يجبهه بها أي إنسان أو صحفي ! ويقول وبجانبه[ كوندا السوداء ]- وقد شد نفسه وأزره بها -: ليس هنالك معتقلون !
.. صدق من قال : ( إذا لم تستحيِِ فاصنع ما شئت ) وكذلك ( فقل ما شئت )!
ولا تستحيي أجهزته ورموز حكمه أن تصف عصابة وحكومة دايتون الشاذة أنها شرعية .. وتصف الحكومة الشرعية بأنها مقالة وغير شرعية .. !! فأي الحكومتين فازت بثقة نواب الشعب ؟! وأيهما تحكم بالحديد والنار .. خارج القانون والمنطق ورغبة الشعب ؟!
.. والعجب العجاب أن [ دعاة وحماة الديمقراطية وحقوق الإنسان من الغربيين المنافقين والأمريكان الكذابين ] يؤيدون الحكومة الدكتاتورية غير الشرعية ضد الحكومة الديمقراطية المنتخبة ..ويحاولون خنق الديمقراطية [ عزيزتهم ] لأنها لم تأت على هواهم ..ولأنها تعبر عن مطالب شعب مظلوم أرضه مغتصبة ..يتمسك بإستعادتها والعودة إليها مهما طال الزمن ومهما كلف الأمر !!
بقي أن يقال : إن على حماس ..أو أية جهة كانت ..أن توثق الوقائع السوداء الجارية ..والتي جرت من قبل وستجري من بعد ..وأن تحدد أسماء ومواصفات مرتكبي جرائم التعذيب والتنكيل ..من فاقدي الضمائر والإنسانية ..ومن عملاء العدو وجواسيسه وتعد بأسمائهم ومواقعهم [ قوائم سوداء ] ..ليصار إلى معاقبتهم – يوما ..كما فعل الزعيم الكوبي ( فيدل كاسترو) بعد قضائه على نظام الطاغية الدكتاتور الفاسد [باتيستا] .. فجمع نحو( 1000) من تلك العناصر في باحة أحد السجون ..وأطلق عليهم النار جميعا .. فأراح منهم البلاد والعباد ..ولذا استمر حكمه أكثر من خمسين عاما .. حيث قضى على سوس الفساد ومنعدمي الضمير !
.. وصدق ( مظفر النواب ) في وصف أمثال هؤلاء بالسوس ومطالبته بالقضاء عليهم وعلى [ ظاهرتهم ] القبيحة حماية للوطن والمواطن .. حيث قال :
( هذا السوس.. فإن لم يُقْضَ عليه تسوس كل الوطن العربي )!
.. فهل عرفتم سر تسوس (ووهن ) هذا الوطن العربي .. وهذا الداء الذي ينخر في كيانه من أقصاه إلى أقصاه ؟!.. ويكاد لا يتحرك حتى لو هُدم (أقصاه) ؟!