البطانية

ميلاد السوقي

[email protected]

البداية كانت عندما جاء المريض الى المستشفى يشتكي من عدة أمراض في جسمه ,و من ثم أخبره الطبيب أن يضع أصبعه على مكان الألم , فوضع المريض أصبعه  على بطنه ثم قال للطبيب.. أشعر بوجع هنا  فدون الطبيب.. إن المريض يعاني من بطنه, ثم وضع المريض أصبعه على رأسه فشعر بوجع أيضاً فدون الطبيب.. المريض يعاني من وجع في رأسه ,ثم وضع المريض أصبعه على صدره فشعر بوجع شديد فدون الطبيب ملاحظاته قد يكون القلب او الرئه.. ثم أنتقل المريض الى كل أعضاء جسمه  وحين وضع أصبعه على كل عضو كان يشعر بالالم...حينها شعر الطبيب بالغيض من هذا المريض الممتلئ أوجاع وأمراض قد تكون معدية أيضاً وبعد لحظة خطرت للطبيب فكره فقال.. ماذا يعني أذا كان العطب أصلاً في أصبع المريض؟

وبعد الكشف تبين أن الطبيب كان على حق فالمريض يعاني من كسر في أصبعه.

هذا هو الشعب الليبي !.

أمح علامات التعجب والغضب التي أرتسمت فوق وداخل جمجمتك فأنا ليبي أيضاً.

وألان فنتحدث بصرحة التي لا نجيد التعمل معها وكأنها أمرأة أنثى تلك السلعة النادرة.

ولاني أعرف جيداً أنك سوف تلبس جبت الامام أبن عباس وتناقشني بالدين أقول لك مختصراً على قدر أعمالكم سلط عليكم.. والعقاب من جنس العمل كما هو الشكر من جنس النعمة فحين يقول الرسول عليه صلاوات الله وسلامه ..تفائلو خير تجده هذا يعني أيضاً تفائلو شر تجدوه..وألان فالننتقل الى الحقيقة...

أخبرني صديقي أنه كان هناك  رجل عجوز ليبي كان ذو حكمه أخبره ذات مره ألتقاه فيها قبل أن يموت .. (الليبيون كانو متغطيين ببطانية وتحت البطانية الكل حسب أصله وتربيته أحدهم كان يعد المال ولو القليل , والثاني كان عريان, والثالث يمارس في العادة السرية, والرابع كان يسبح لله تحت الحاف, والخامس كان يلف سجارة نوع حشيش...و السادس يأكل في كسرة خبز مسروقه... والسابع هو شخص جاء أحدهم ووضع عليه بطانية وهاهو ينتظر من يزيح عنه البطانية ويوقضه من جديد.. والثامن والتاسع وهكذا. 

الى أن جاء التاريخ  الاول من سبتمبير من سنه ألف وتسعمئة والتاسعه والستون الذي حدث  في هذا التاريخ هو إن البطانية قد إنزاحت عن الشعب الليبي ...!!)

حينها الكل ظهر على حقيقتة وما أبشعها من حقيقة الذي كان يعد المال تحت البطانية أصبح الان  بلدوزر يستطيع أن يكتسح و يحرق الاسواق العامة كلها بالنار فقط لكي يشعل سجارة نوع رياضي وشعاره( أسرق وأحرق).. والثاني العريان لم تقنعه البدله العربية بعد أن توفرت له وهاهو يلبس على الفاشن وهو ينادي(اللي يجوز أمي أنقوله يا عمي)..والثالث بعد أن فقد فحولته أصبح ينشر الرذيلة على إنها الحرية المكتسبة بعد أغتصابه في الماضي ولا يهم إذا كانت مستورده من الدول العربية أو حتى من الداخل تشجيعاً للأنتاج المحلي وهو يحمل مبداء (الصاحب اللي .... العدو خير منه) أما عن الرابع فإن لم يُقتل أو يُتفجر أو ُيسجن و يُخصى أو يختبئ في زاوية مكفنه باللون الاخضر ويحيي المولد الشريف ويقتل سنته فهو يصلي الفجر في البيت ويدعو في سره (أللهم لا تحسبنا بما فعل السفهاء منا) وشعاره قائلاً( الدعاء يغير القدر).

والخامس خذر الدنيا حتى صار الحشيش أرخص من كرامته ومن كيلو اللحم وشعاره يقول (أحييني اليوم وأقتلني غداً )...أما عن السادس فهو رئيس بيت مال المسلمين ولقبه الحاج أو الامين أو ألاخ  وهذا الاخير لا شعار ولا مبداء له هو شخص بعلي أي أنه لا ينتظر المطر لكي يسقي زرعه....أما عن السابع فهو يتفوه كل يوم بهذه الامثلة الليبية العقيمة (كان قالولك القوم جوك  فرش وارقد...خطى الرأس وقص ...مضروبين بعصا وحده...مش شوري ) والثامن والتاسع والخمسة مليون الباقية فحدث ولا حرج ماذا كانو يفعلون تحت البطانية وماذا حدث لهم  بعد أن ذهب الساتر أذهب بخيالك ألى حيث شئت فمن ليبيا يأتي الجديد.

ولماذا كل هذا لاني أرى إن الظلم  والظلام و الجوع والسجن والمال والغربة لا يغيرون الانسان بل يظهرونه على حقيقته.

 فأذا رأيت أحدهم تغير بعد أن تغربت معه  أوشاركته في مال  أو دخلت معه السجن أو ظُلمت معه أو أو لا تقل غيره كذا  وكذا بل أعلم أن هذه حقيقته التي كانت تختبي تحت ثيابه و جلده وبعد الاول من سبتمبر ظهرت حقيقتة , كذلك المعادن لا تعرف جودتها تحت البطانية من خلال اللمس بل يجب عليك أن تخرجها لعوامل الطبيعة المتغيرة بحكمة من الله ومن ثم أذا صدئت أو تغير لونها فأعلم أنها ليست من المعادن النفيسة ,فالانسان هو المخلوق الوحيد الذي يستطيع أن يكون ما يريد ...بشرط أن تؤمن بذلك... والا تقوقع على نفسك وأشتم الوقت الذي ينهى الرسول الكريم عن شتمه وألعن بو الحظ الذي لا يوجد في جميع الاديان وأنتظر قد يأتي أحدهم غداً ويضع بطانية عليك حينها تسنح لك الفرصه أن تسبح أو تحشش أو تسرق أو حتى تمارس عادتك السرية.

ومادام الليبيون أحياء ...فللحديث بقية

              

    *شاعر ليبي مقيم في السويد