توقعات العام 2009

عبد الحميد عبد العاطي

عبد الحميد عبد العاطي

[email protected]

http://abedalati.blogspot.com

كلما حاولت استنشاق الوضع الممل الذي يصرف النظر عن قضيتنا ،لجأت للكتابة متخفيا بين الفواصل وامتداد الكلمات ، لعلي أجد أحدا يشاركني أوجاعي الفكرية والوطنية ، مستندا بلغتي العربية التي لطالما أعطتني حكمة التواصل ومصارحة الذات على ورقة لا تقوي احتمال عزلتي ، فهي كالزوجة التي كلما نظرت إليها وجدتها أمامي مستعدة لغضبي ، لابتسامتي ، لسهري ، لخربشتي .. لكل شيء، فمع قدوم العام الجديد لا يزال الوطن العربي والحال الفلسطيني يراوح مكانه ، بل بالعكس للخلف سر ، فنحن امة وللأسف تسير للخلف .. فإذا قلنا للخلف در أصبحنا نسير للأمام ، فكم هي الآمال و التوقعات التي استندنا عليها بالعام المنصرم وبالنهاية تذهب بأدراج الرياح ،ولكن لنأخذ الأمور بموضوعية وعمق أكثر من الجري وراء الأوهام والسراب .

قبل الحديث عن التوقعات والنتائج أريد أن أوضح لك عزيزي القارئ  عدة قواعد ترتكز عليها هذه الحياة وخصوصا بهذه الفترة الزمنية التي تعتمد على المال ، والسلطة ،وحب البقاء ، وشهوة الشهرة .. إلى الخ من القواعد التي أنجبتها أطماع الساسة وأصحاب القرار حسب  مقياس " مصلحتي أولا وأخيرا ، والجميع خدم لمصلحتي "، ولن أتوقف ككل المرات لكي أتفاني في إعطاء الدلائل والشواهد التي تدل على صحة كلامي ، فان حكوماتنا العربية وحرصها المستميت على السلطة  تفرض عليها هذه الأسئلة كأخف يستطيع المواطن العربي اتخاذه في هذه الفترة التي استشري فيها الفساد والمحسوبية والتبعية والجبن والإخلاص للعدو كواجهة حضرية ، والتعري الفاضح على شاشات الفضائيات تحت بند الديمقراطية ، والعمالة جهرا تحت بند الحرية الشخصية ، وعدد ولا حرج عن التنازلات والنكبات التي إن صح الوصف .. أصبحت كالملح بأي اتفاقية أو مبادرة سلام محشوة بالنفاق والتلاعب التي لا ترتكز على مبدأ الإنصاف ، إنما هي رعشة سنوات أو شهور وبعدها ستدور الدائرة وتموت لتظهر مرة أخري بأقل ما كانت عليه الأخيرة من بنود تجعلها بمثابة برقية استسلام لا سلام .

فأي توقعات قادمة ستكون بمثابة كوارث حقيقية بناءا علي تراكمات وسياسات حكوماتنا الفريدة والمميزة بصنع الفشل وكيفية انتقاءه،لا تفكر حتى .. فانا لست بمتشائم أو ساخط على الدنيا ، ولكن صدقني لو قلت لك أنني لم أري نافع لجامعة الدول العربية في خلال العام الحالي إلا مصالحة الإخوة في لبنان الشقيق ، وكانت ستحقق رقم قياسي بتاريخ الجامعة لو أنها فعلت ما فعلته بفلسطين بين فتح وحماس ولكن الحظ لا يبتسم دائما .

إليك تصوري البسيط الذي امتلأ وهن وكآبة من الواقع الذي مررنا به ومن المتوقع انه سيحدث بالعام القادم ، ولو أنني أتمني أن تسقط توقعاتي قتيلة بدون اسم ولا عنوان ، ولن أقوم بجمع تكهناتي على إنها فتوى أو حال سيفرض ، إنما سأطرح عدد من الأسئلة وأنت ستقوم بالإجابة بينك وبين نفسك ، حتى لا يعترضك احد ،" فنحن امة معارضة من الدرجة الأولي ـ لا تسمع إلا نفسها وأي شئ أخر سيعد كفرا أو فلسفة لا تطاق ".

·       هل سنري سلام أو استسلام بالعام القادم ؟.

·       هل من الممكن حل الخلافات بين فتح وحماس وعودة اللحمة الفلسطينية ؟.

·       هل ستهرب غزة عن فلسطين وكيف سيكون شكل الحصار بالعام القادم ؟.

·       هل سنشهد فتح معبر رفح أو ستحل أزمة كهرباء أو الغاز أو الكاز أو الغلاء؟.

·       هل سنشهد حل أمام الأزمة الأكثر خطورة وهي التعليم والصحة ؟.

·       ماذا لو تم اجتياح غزة مع هذه الشرذمة العفنة ؟.

·       كيف لنا تصور غزة لو أن منظمة التحرير أعلنت غزة كيانا متمردا ؟.

·   هل ستعلن حماس في حال فشل كل الجهود لأسمح الله .. رئيسا أخر لفلسطين بغزة وما هي نظرة العالم لنا ولها وكيف سيكون شكل الاعتراف بها ؟.

·       ماذا لو تم تهويد المسجد الأقصى بعد كل هذه  الحفريات وهذا الصمت المقزز من امة الخيار؟.

·       ماذا لو علمت أن حزب الله مازال يتربص للثأر من إسرائيل على اثر اغتيال عماد مغنية ؟.

·       هل سنشهد حرب نووية بين إيران وإسرائيل ؟.

·       هل سيرحل الاستعمار الأمريكي عن العراق كما وعد باراك اوباما ؟.

·       هل ستدخل سوريا اتفاقية كامب ديفيد جديدة مع إسرائيل أو أنها ستكون هذه الفترة مشحونة بالتوتر ؟.

·       هل ستطبق مبادرة الجامعة العربية أو التعاطي معها ؟.

·       هل سيعود اللاجئين أو سيزحزح الجدار لمتر واحد للخلف ؟.

·       هل سيتم القبض على زعيم القاعدة أسامة بن لادن ، هل ستتوقف حرب الإبادة في أفغانستان  ؟.

·       هل صحيح أن الأزمة المالية انتهت ؟.

  غالبا ما ستكون الأسئلة هذه عناوين إخبارية ، لا اعرف اشعر أن القيامة ستقوم ولكن لا تنتظر الكثير من المستقبل ولكن حاول أن تفعل الأفضل ، فكل عام سيأتي سنشهد جزء وسياسة جديدة من الصراع ، الأفضل أن لم تستطع التغير، أن تهتم في تربية أطفالك ، وحاول أيضا أن تنصر الإسلام والمسلمين بكل مكان ، فمن أرد أن يحلم ويحب عليه أن ينتظر الجنة