الباب الواسع في فتق الجروح والمواجع
د.مراد آغا *
قد يكون العنوان من أصله وفصله وخير اللهم اجعلو خير مثيرا للشجون والآلام ومقضا للمضجع والمنام لكن بعضا من معالم التاريخ العربي المعاصر لابد من ذكره لمعرفة السبب على مبدأ اذا عرف السبب بطل العجب في بلاد كل يلي ضرب ضرب ويلي هرب هرب
قصة توماس ادوارد لورنس المسمى لورنس العرب والذي كان يعمل كضابط بريطاني في الصحراء العربية ململما قبائلها المتناحرة ومستجمعا لقواها لحرب بني عثمان عبر الخلجان والصحاري والوديان وكان ياماكان
بالطبع كان لتوماس ادوارد لورنس اليد الطولى في التنسيق بين الادارة البريطانية والقبائل العربية وتحديدا مع الشريف حسين بن علي في اندلاع ماسمي حينه الثورة العربية الكبرى والتي تم فيها خداع العربان عبر وعود بتنصيب الحسين وأبنائه على الجزيرة العربية ومصر مكافأة على مساعدته في دحر بني عثمان
لكن ماحصل وكان أن الانكليز والفرنسيين كانو منهمكين في تقسيم وترسيم وتحجيم بلاد العربان مدخلين وعودهم للشريف حسين غينيس في طي النسيان وهذا ماكان
يعني بالمشرمحي الذي يعرفه الكبير والصغير والمقمط بالسرير أن دحر الدولة التي كانت قد لملمت العربان وضبضبتهم ولمت شملهم بالحديد والنار وقصفت أهل الغدر والنفاق منهم بالمنجنيق وأجلست القراصنة منهم على الخوازيق كان دحرهم هو الخطأ الكبير والذي أجلس الكبير والصغير والمقمط بالسرير في عالمنا العربي الكبير على الحديدة والحصير ونشر في بلادنا المقسمة الهم والغم والفقر والنقر والتعتير وتم افتراسها عبر تولية متصرفين وحكام وسلاطين جعلوا من واقعنا العربي مدهشا وجعلوا من كل من يتوخى دراسته وفك ألغازه يصيبه الدوار ويصير حشاشا ومحششا بعدما رأى وسمع وارتعب وفزع أرتالا من التماسيح تطير والحيتان تهرول وتسير والفيلة تتحول الى عصافير
ولعل ظاهرة لورنس وماتبعها من نكبات ونحس يبدو أنها تتكرر وستكرر حتى تهوي بلادنا أكثر فأكثر
عدد مايسمى اليوم بالخبراء الغربيين المتمترسين والمتغطرسين في بلاد الأعراب ومايرافق وجودهم من مصاريف وبذخ وجخ واقامة للمناسف والمعالف بينما يمكن لأي عربي من ذوي الشهادات والخبرة أن يقوم بالمهمة عالي الخبرة والهمة بربع الثمن بدلا من استعراضات طمر الخبراء الأجانب بالملذات في متاهات وفرفشات خود وهات
أغلب الشركات الخليجية الكبرى مثلا في مجالات الاعمار والاقتصاد يتمركز في زواياها الخبراء وبكسر الهاء والذين يرتكون وينجعون منبطحين خلف المكاتب والشاشات ومحاطين ومطمورين بأجود أنواع الأعلاف وتلاحقهم جيوش من المطبلين والمزمرين ناهيك عن حفلات حشش تعش تنتعش حيث تتلوى أمامهم الغواني والأقداح والقناني وكل أنواع العاهرات والمحششات في مؤسسات اصطهجوا حتى تنفلجوا طمعا في رضا الصنديد القديم الجديد لأن مهمته هي قنص العروض مع استعراضيات السنن والفروض واصابة الأعداء والمنافسين بالرضوض تمشيا مع عقدة الخواجة حيث يتحول الصنديد أمام الخواجة الى ربع فروج ودجاجة
المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي
لعل مانراه من مصائب في سوق المال وماألحقته من جلطات وشلل واصابات وطلاقات في فرسان الخيول والجمال والتي أثبتت أن خبرات الأعاجم من المستشارين والخبراء كانت مجرد خرافات وهراء
ولعل تأرجح وتمرجح لورنسات العرب الجدد بعد أن تركنا أمجاد من جد وجد وامتهنا مهنة النوم والشخير على الدوم
فاننا لن نستطيع أن نلقي العتب واللوم على مشجب الغرب ومؤامراته ومخططاته لأننا أصبحنا من زمان صفرا على الشمال في بلاد أقل مايمكن وصفها بالأدغال في منظر أليم تقوم فيه لورنسات العرب بتحويل صناديد الرجال مابين حمال وتابع وشيال مهما علت عمامته وطربوشه والعقال بحيث تبقى القروح والجروح مقيمة كالصروح في هذا العالم العربي الذي دخل من زمان مراحل السقوط والهوان جزاءا لغدره بخلافة بني عثمان والتي وحدت بالقوة العربان أيام زمان وكان ياماكان.
*حركه كفى