تضامنا مع الكاتب عبد العزيز السويد

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

لعدة سنوات خلت قامت مجموعة تلفزيونية في السويد بعرض فيلم يتناول حياة العاهل السعودي الراحل الملك فهد , وشعرت حينها ان الغرض من العرض هو اثارة الشعور المعادي للعرب والمسلمين , ومع اني لااحب احد من الزعماء العرب , بل واقرف منهم , ومع ذلك فقد خطت يداي الاثمتان رسالة الى رئيس الوزراء السويدي يوران بيرشون , استنكرت فيها هذا العمل الشنيع واعتبرته من الاعمال المسيئة لنا نحن الجالية العربية والمسلمة , وتناولت رئيس الوزراء بألعن الصفات , وبعد فترة وجيزة وصلتني رسالة اعتذار في غاية التهذيب يوضح فيها رئيس الوزراء السويدي موقفه على انه لاعلاقة له مع ماتكتبه الصحافة او ما يعرضه الاعلام في دولة خالفت فيه شرطة المرور ملك البلاد واجبرته على دفع غرامة مع انذار بسحب ترخيص السواقة ان عاد الى مخالفة قوانين المرور , وقارنت بين هذه الافعال وبين مانسمعه وما نراه من افعال شائنة وبالاخص تلك التي تتناول حرية الراي والفكر , ولقد بلغ طغيان الزعماء والقادة في بلداننا العربية حدا صغر فيه المواطن والذي هو سيد الحاكم الفعلي , صغر في عين هؤلاء المجرمين حدا عومل فيه على انه اقل بكثير من العبيد , بل ووصل الامر بهؤلاء الحكام درجة انهم بغوا وطغوا وعاثوا في مقدرات الامة فسادا وعندما يتجرأ كاتب ما ليشكو همه عبر صحيفة ما , فان العقاب لايمتد له فقط بل ويشمل الصحيفة ذاتها وهذا ماحصل وللاسف مع الكاتب عبد العزيز السويد والذي كتب مقالا في غاية الادب ومع ذلك فقد لوحقت صحيفة الحياة ليومين, واورد هنا ادناه المقال الممنوع من النشر للكاتب عبد العزيز السويد ليرى القاريء المستوى الهابط للحريات في مجتمعنا العربي والذي حوله الحكام الاجراء عبيد الغرب الى مجرد مستعمرات للغرب ولنزواتهم فتحيتي للكاتب الحر عبد العزيز السويد  واترك للقراء مقاله التالي :  

مقال للكاتب عبدالعزيز السويد

  تم على اثره توقيف صحيفة الحياة ليومين متتاليين

هل رأى أحدكم وطناً تائهاً ؟ !..

أبحث عنه في كل مكان ، وتتناثر أخباره في الهواء ..

ولا أجده ....قيل ان لصوصا اختطفوه ، ويريدون فدية من كل شخص يفكر في البحث عنه .. وقيل أنهم يشربون دمه ، وقيل أنهم يسحقونه تحت عجلات سياراتهم الفارهة وحوافر خيولهم التي تفوز دائما ..

وقيل أن لم يعد كما كان .... مع أني لا أعرفه أصلا ، ولا أستطيع تخيل كيف تغير .. وتكثر الإشاعات .. عن كائن نسمع به ولا نعرفه .. سموه وطناً فقلنا آمين ! ما علينا .. إن رايتم وطناً يبحث عن رعايا تائهين فاخبروه أنهم لا يريدون أن يجدوه حتى لا تموت أحلامهم فالأحلام تموت حين تتحقق !     ثم أما مالا أعنيه :

هل أتاكم حديث معالي وزير التجارة وهو يطلب من الناس أن يتكيفوا مع الغلاء وأن يغيروا عاداتهم الغذائية ؟ ! هل لبس ' مشلحه ' وترزز في وزارته حتى يأتي بهذه الحكمة البليغة ؟ ! إن من البيان لسحرا .. ياشيخ !

لكنه رغم بلاغته ـ حماه الله من العين والحسد ـ لم يتفضل على هذا الشعب التافه ويخبرهم ماذاً يأكلون بالضبط ؟ ماهو الشيء الذي لم يرتفع سعره حتى ' يطفحه ' هذا الشعب التافه ؟ ! التراب أصبح أغلى من أن يسد به أحد رمقه .. والتبن أصبح مرتفع السعر لدرجة أنه لا يستطيع اقتناؤه إلا عليه القوم .... ولعل مائدة معاليه تزدهر بأنواع التبن الفاخر بعد أن اصبح عزيزاً على بني البشر في هذا الوطن ! فماذا يأكلون ؟ !   إن رأيتم إنساناً ' ياكل تراب ' فهو لص يحاول أن يأكل من تراب الوطن قبل أن يحوله أحدهم إلى مخطط تصبح لقمة التراب فيه أغلى من الكافيار ! وإن رأيتم إنساناً ' ياكل تبن ' فهو لص آخر يحاول أن يقلد علية المخلوقات في هذا الوطن ... فناقة واحدة تأكل التبن بكل أناقة و 'إتيكيت ' تساوي قيمتها دخل ألف مواطن من أولئك الذين لا يجدون تبناً ليأكلوه ! تحركت الدولة بقضها وقضيضها حين تسممت بعض ' مزايين ' الإبل ودفعت تعويضات لكن من فقد مزيوناً أو مزيونه .. بينما البشر يأكلون الأغذية الفاسدة ، وتنهش في ما بقى من أعمارهم مصانع ' السرطان ' ولا يحرك ذلك أحد .. ثم يخرج وزير التجارة الظريف ليقول للناس أنتم تافهون ولابد ان تغيروا عاداتكم حتى تتناسب مع ارتفاع سعر اليورو..! يورو أيه اللى انت جاي تؤول عليه يا معالي الوزير الوسيم ...؟ ! هل ارتفاع إجارات المنازل المبنية منذ العصر الجليدي سببها ارتفاع اليورو ؟ وهل ارتفاع سعر بضائع تصنع أو تزرع في آسيا سببها ارتفاع اليورو ؟ قد أجد للدولة ـ حفظها الله ـ عذراً في عدم الاهتمام بمشاكل البشر لأنهم ' شيون ' .. لو كانوا 'مزايين' كتلك الإبل لوجدنا وزير التجارة يحمل أكياس الأرز على ظهره ليوزعها مجاناً على الناس ! وهذا يفسر ربما انتشار عيادات التجميل في كل مكان .. كنت أعتقد أنها موضة تافهة لكني أكتشتف لاحقاً أنه لا تافه سواي ! أعتقد أنني أستوعب الأمر الآن .. ولكن لصوصاً آخرين سرقوا مني كل شيء فلم أعد قادراً على ' تجميل نفسي ' ولا على التشبه بناقة حسناء تخرلها الجبابر ساجدينا !

ثم إني أرجو ألا يعتقد مواطن سفيه ـ مثلي ـ أني أساوي بين بهائم الحكومة والحاشية وبهائم الشعب .. فحتى البهائم لها مقامات ...

فأغنام الفقراء تتضور جوعاً كما يفعل رعاتها ، لأن مسؤولاً ما تسبب في رفع أسعار أعلافها لدرجة أن تلك الأغنام أصبحت ترى في العلف ترفاً لا يناله إلا بهيمة أوتيت حظاً عظيماً وعاشت في مزرعة مسؤول !

اللهم احفظ مسؤلينا وأغنامهم وكــلابـهــم .. أما نحن فأمر حفظنا من عدمه أمر راجع لولاة أمرنا ولا يجوز لنا تخطي صلاحياتهم ! ....

بالمناسبة ... وعلى طاري الكـــلاب .. كان لأبي كـلـب ابيض جميل ، يثق فيه أكثر مما يثق في أي مخلوق آخر ... اغتالته يد الغدر والعدوان

حين لم يجد احدهم صيداً في ليلة مشؤومة فاصطاد كلبنا حاولت أن

استظرف مع والدي في اليوم الأول بعد رحيل ' شارون ' ـ وهو اسم الكلب ـ فكاد أن يلحقني به ! قلت له مواسيا : لا تحزن كثيراً فلديك خمسة أبناء وكل منهم سيكون شارون آخر ..! نظر إلى بغضب وقال : 'تخسون وتعقبون ' !

لم يكن كلباً عاديا .... كان حارساً وراعياً وصديقاً وفياً وهي مهمات لم نستطع القيام بأي منها ....

كان لعامر بن عنترة كلاب صيد وكان يحسن صحبتها ، وحين مات ودفنوه ذهب أقاربه وأهله ولازمت الكلاب قبره حتى ماتت عنده ..

ذكره ابن المرزبان في كتابه : تفضيل الكلاب على كثير ممن لبس الثياب !

ورزقي ورزق الـكــلاب على الله .