المنمق والمرموق في سيرة المطحون والمسحوق

المنمق والمرموق في سيرة المطحون والمسحوق

د.مراد آغا *

[email protected]

 

استرجعت ثم استعرضت وخير اللهم اجعلو خير حادثا طريفا عندما مرت بنا الطائرة من علو شاهق فوق أحد البلاد العربية بحيث أخفى معالم البلاد والعباد فسألني أحد المقربين من الاخوة العرب بأنه لايرى شيئا من النافذة فقلت له مازحا ألم يخبروك أن الانسان العربي مسحوق

فأجابني بمزاح مضاد هل هو تايد أم برسيل

المهم والحاصل أنه تمضي الأيام بسرعة الأحلام لكن الحال هو الحال في بلاد الصعب والمحال حيث تمضي السنين حطة ايدك الله يزيدك وتيتي تيتي متل مارحتي متل ماجيتي

فلاحريات قد حصلت ولا حقوق قد استرجعت وانما زاد الطين بله والطبخة حلة  بحيث أننا في الماضي ماكنا نرى أو نسمع ليس نقصا في حواسنا أو ادراكنا بل لأنه لم تكن وسائل الاعلام والاتصالات متاحة ومباحة كما هي عليه اليوم

وتحاشيا لأن نلقي اللوم وعلى الدوام والدوم على الغرب الذي جعل من مشاعرنا وأحاسيسنا وكراماتنا تتمرجح وتسير على الطريق الصعب بعد تفتيق الجروح والقروح مطرح ماتروح ياحبيب القلب والروح

ولعل من مآسي القدر والزمان في انساننا العربي المخفي والمنفي والمطعوج والمحني من زمان أمام حيتان هذا الزمان والذي دخل وبامتنان موسوعة غينيس في طي النسيان وكان ياماكان

 أنه حتى المعاناة في بلادنا أصبحت لها طقوسها ومناهجها ومسالكها لاستخدامها للاستهلاك المحلي والعالمي هذا ان سقط الانسان العربي تحت نيران العدا لكن ان سقط هذا المعتر والمنتوف تحت نيران الطغيان في بلاده فلاعينا رأت ولا عينا تشوف

ولعل شرشحة الانسان العربي حقوقيا ومدنيا واجتماعيا واقتصاديا وحصاره ومحاصرته في بلاده والتي يرغب قاطنيها أن يكونوا من تاركيها وفاركيها ومشمعي الخيط  وفاريها ليس كرها فيها لكن مارأوه وعانوه وسمعوه وابتلعوه لتجعل الصحيح معتوه وتجعل الجموع تترنح وتتوه

تكفي العاهات النفسية والجسمانية العديدة والمديدة والتي يعاني منها مئات آلاف من عانوا من الاعتقال والتعذيب والتعليب بل وحتى من التحقوا بالخدمة في الجيوش حيث تم تحرير فلسطين منذ مئات السنين عبر شرشحتهم ودعس كراماتهم وآهاتهم وتعددت مآسيهم وويلاتهم

 ولأن الكبت والحقد والفاقة تولد حقدا مضادا يتم فشفشته وتنفيسه على رقاب العباد من ضعفاء البلاد  وهؤلاء يلاحقون بحقدهم وكبتهم وذلهم ماملكت أيديهم من نساء وغلمان وأولاد

بحيث تصبح حركات فش الخلق وتنفيس الأحقاد تمشي في مسيرة الآكل والمأكول والفاعس والمفعوس والداعس والمدعوس وتبقى الضلالة في النفوس حتى ولو علقوا لها ألف منارة وفانوس

المهم وبعد طول اللعي عالواقف والمرتكي والمنجعي

فان الاحتقان لدى مساكين العربان لتعجز عن وصفها مجلدات الانس والجان من مؤرخي هذا الزمان وكان ياماكان

ولعل استخدام المسكنات والمسكرات والمحششات والمهدئات وحتى مؤسسات حشش وافترش وشيش وطنش تعش تنتعش لم تجد نفعا أو حتى نقعا كبيرا في اصلاح الحال فازدادت حالات الهبلان والهذيان حتى لترى أن عدد الذين يكلمون أنفسهم وحتى من يصارعون الهواء وينطقون بالهراء ويحلفون وبكسر الهاء بأنهم قد جاوروا القديسين والصالحين قد ازداد عددهم بكثرة في عالمنا العربي خاصة بعد الانهيارات الاقتصادية الأخيرة بحيث من نجا منهم من الجلطات والخثرات فانه وأضعف الايمان قد يصاب بوشة ترافقها حالات من الدهشة ناهيك عن الهذيان والهيمان وكان ياماكان

لعل الحقيقة ومايرافقها من أن هذا الشعب أقل مايقال عنه الا من رحم ربي بأنه مسحوق هو أقل مايمكن قوله وصفا للحال في أدغال عالمنا العربي الذهبي

ولعل ماحصل من طفرة في مجال الاتصالات والاعلام والذي أخرج الجروح والقروح والفضائح الى الأنام وأطار من أعين الملايين النوم والمنام هو اظهار وبتكبير لماكان غائبا عن كل سميع وبصير تماما كما ترى المشهد وديعا وساكنا ان رأيته من علو كبير كما في الطائرة أو من الفضاء لأن الاقتراب سيريك العجب العجاب وسيريك الضحايا والذئاب وكيف تتحول الحقوق والكرامات الى شيش كباب ومايعجز عن وصفه المؤرخون والكتاب

ولعل في مايلي وصفا للحال هذا والله أعلم

أما كفاك

أيـا  أيـها العربي أماكفاك
وألـقـوا  بـك iiوبالشرائع
وجـعلوك ضالا iiومستضلا
تـقـفـز  مترنحا iiمذعورا
مـاعـدت تـعرف iiالهدى
لاحـريـة  لـك iiمـقـيدا
مـابـين  أنياب iiالضواري
الا اذا لـذت iiبـالـفـرار
سـاعـيـا فـي iiمـناكبها
يـامـن ذقـت المر iiعلقما
يـامـن أصموك iiبوعودهم
فـصرت  كالعجينة مطيعا
بـل  أصبحت مخدرا iiنائما
وصـرت  تـهوى iiالطغاة
والـكـل  يـخـشى iiيوما
وتـصـحـوا  من السبات
وتختفي الحيتان والضواري
ويـنمحي التلوي iiكالأفاعي
فاستجب يارب iiللمتضرعين
لأن الـبـلاء أصاب iiالعباد



















ن  كـبـلـوا فـاك وقفاك
ن الـبـاب iiوالـشـبـاك
ابـيـن  المصائد iiوالشراك
ابـيـن  ألـغـام iiوأشواك
ن  الـشـرك iiوالاشـراك
لامـخـرج كـائنا iiأوفكاك
أضـراس الـذل iiوالأفكاك
خـلـفـا الوطن iiوالأملاك
اربـا مـماأصابك iiوابتلاك
عـرفـت  الموت iiوالهلاك
طـمروك  بالآمال iiوالعلاك
ديـعـا  لمن آذلك iiوعاداك
سـتـنعما  بهوان من آذاك
تـرمي  في عشقهم iiالشباك
زيـل  الـغـبار عن يداك
تـلـفـظ  المنافق iiوالأفاك
مـطاردة الرغيف iiوالانهاك
الـتـمـلـق والزيك iiزاك
الـمـسـاكين تقصد علاك
صـابـة  الحيتان للأسماك

              

*حركه كفى

www.kafaaa.blogspot.com

[email protected]

www.alhurriah.blogspot.com

[email protected]