بلا بطيخ

أحمد حسن الزعبي

الأسبوع الماضي ، نسب إلى أمريكي تهمة التهديد من الدرجة الثانية بعد ان اشتكت عليه زوجته مدعية أنها تعرّضت لـ»الأرهاب النفسي» حين رأته ينحر بطيخة بطريقة عدوانية ويترك السكين بداخلها، معتقدة أنه بهذه «الحركة القرعة» يرسل إليها رسالة مبطّنة مفادها ، ان مصيرك «ع السكين» يا بطّيخة!.

وااال!!! وهل طعن البطيخة في أمريكا أصبح إرهابا..؟؟ طيب ماذا نقول لأصحاب «البكمات» الذين يجولون  بين الحياء والأزقة والحارات وهم يمدّون أحبالهم الصوتية في المدى : «ع السكّين يا بطيخ» هل هؤلاء فرق من التنظيم البطيخي ؟...

ثم كيف للانسان ان يتّقي مثل هذه التهم في أمريكا ، أقصد إذا اشترى  أي مواطن بطيخة في أمريكا كيف له أن يتعامل معها دون أن يتحول الى المحاكمة أو تثار حول البطيخة قضية رأي عام..هل يستخدم «فتاحة العلب» مثلاً...أم يأخذها الى طبيب جراح ويجري لها عملية صغرى  حتى لا يتعرّض الى أدنى مساءلة؟؟

عطفاً على ما سبق ،روى لي  صديق انه وقف ذات مرّة مرة أمام «بكب بطيخ» على إحدى زوايا قريته ، سأل البائع عن ثمن  الكيلو فأجابه البائع بعشرين قرشاً ، ثم انتقل الى الأسئلة التقليدية التي تتكرر عادة بين البائع والمشتري ولا تتسبب بأي حساسية مثل:  «حمرا؟؟ حلوة؟؟ واذا مش حلوة؟؟ خايف تطلع بيضا؟؟؟...عنها قفز صاحب البطيخ من على سيارته وأخرج السكين من جيبه الخلفيه...وبدأ يتناول حبات البطيخ الواحدة تلو الأخرى ويطعنها بطريقة  مستفزّة...وهو يقول ويشتم : (قلنا البطيخ زي العسل..ولا واحد «اخو...» يقدر يقول عن بطيخي كلمة...وبقي يستأنف فتح البطيخ بطريقة إجرامية..وهو يتحدّى  : ان شاء الله بيجي واحد «اخو...» أو»ابن....» يقول بطيخك مو حلو عشان «العن...» « اخو هالــ......».وبعد أن سطح أكثر من خمس بطيخات جلهن «قلوبهن بيضاء» لا تسر الناظرين..سأل صديقي: ها شو رايك..بشرفك بطيخي عليه حكي؟ بلع الصديق ريقه وقال : بالصلاة ع النبي...

**

السادة الادارة الأمريكية ، اذا كان كل هذا الموت والقتل ومرور الدبابات  (الإسرائيلية) على جثث أطفال غزة لا يدين ابنتكم (اسرائيل) ولا يعتبر إرهابا مع انها تحمل امام ناظركم سكين الموت وتمضي هائجة  ...نرجو ان تعتبرونا «بطيّخة» حسب قوانينكم علنا نحصل على الحماية المطلوبة

بلا حقوق انسان بلا بطيخ..