آراء حول الاعتداء الأمريكي على سوريا
محمد هيثم عياش
تطرقت آراء بعض الصحف الالمانية صدرت يوم الاربعاء في 29 تشرين اول/ماكتوبر حول الاعتداء الامريكي على سوريا الذي يكمن بقيام فرقة عسكرية أمريكية بمهاجمة قرية / ابو كمال / الواقعة على الحدود العراقية ونجم عنها قتل واصابة مدنيين ، فقد أجمعت أكثر هذه الصحف عدا صحيفة / دي فيلت – العالم / على ان هذا الاعتداء مؤشر خطير لاحتمال توسعة الحرب في منطقة الشرق الاوسط وحفظ الرئيس الامريكي جورج بوش ماء وجهه قبل تسليمه مفاتيح البيت الابيض لاحد مرشحي الرئاسة الامريكية ماكين او أوباما بالرغم من عدم ابداء احدهما لرأيهما حول تلك العملية الخاطفة التي قيل بأن الجنود الامريكيين قاموا بتصفية احد زعماء القاعدة ، فقد عزت صحيفة / لاوسيتسر روندشاو / التي تصدر بمدينة كوتبوس / الشرقية / عدم اهتمام ماكين واوباما بتلك الحادثة الى أن منطقة الشرق الاوسط لم تحظى باهتمام كبير في الحملة الانتخابية لهما معلنة بأن قيام فرقة / رعاة البقر / باقتحام قرية / البوكمال / جاءت بأوامر من بوش مستغلا هموم حكومات العالم الصناعي بأزمتهم المالية وجهودهم لتجاوزها ورسالة واضحة لدمشق بأن واشنطن لا تزال قوية وبإمكانها الوصول الى قلب عاصمة الخلافة الاموية ضمن عزم واشنطن محاربة الارهاب والقضاء على الانظمة الديكتاتورية / الطاغوت / بجيش أول طلائعه بكابول وآخرها في واشنطن وبالتالي ضغط واشنطن على دمشق لانهاء تعاونها مع طهران محذرة من أن ينجم عن الهجوم الامريكي على سوريا اندلاع الفوضى من جديد وازدياد قوة التطرف في المنطقة . بينما دافعت صحيفة / دي فيلت – العالم / عن الهجوم الامريكي مشيرة بأن دمشق تعتبر أخطر الانظمة العربية على الكيان الصهيوني وموئلا للارهاب وبالتالي وراء دعم العناصر التي تقف وراء الفوضى في العراق وعدم عودة الاستقرار اليه معلنة الى ضرورة كف الانتقادات ضد الهجوم الامريكي لأن واشنطن تريد بالفعل استقرار العراق وعودة الهدوء اليه . ووصفت صحيفة / فرانكفورتر روند شاو/ الهجوم بأنه لا يحمل اي معنى ، الا انها عزت هذا الهجوم الى امتعاض واشنطن من التقارب الفرنسي مع سوريا الذي نجم عنه إخراج دمشق من عزلتها وتقارب الاتحاد الاوربي اليها خلال الزيارات الكثيرةلزعماء الاوروبيين في مقدمتهم الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي ورئيس البرلمان الاوروبي هانس جيرت بوتيرينغ اضافة الى عزم دمشق اجراء سلام مع تل ابيب بوساطة انقرة هذا التغيير السياسي لاوروبا تجاه تلك الدولة يعتبر تغييرا واضحا الا انه بشكل غير مباشر تجاه طهران التي تعتبر ردءا لسوريا في المنطقة وبالتالي فان الهجوم جس نبض لروسيا ما اذا كانت على استعداد لقبول العروض السورية بقيام اتفاقية دفاع مشترك وبناء قواعد صورايخ لها على الاراضي السورية لمواجهة الغطرسة وقواعد الصواريخ الامريكية في اوروبا هذه التطورات أغاظت واشنطن الا أن عملها العسكري الاخير ضد سوريا يعتبر حماقة سياسية اذ ان الاوربيين بدأوا يبتعدون عن واشنطن جراء تشجيعها تفليس / جورجيا / بشن حرب في اوستينيا الجنوبية والتحرش بموسكو التي أثبتت جدارتها بالدفاع عن كيانها وأرغمت الاوربيين على تغيير موقفهم تجاه الحرب التي وقعت في القوقاز مؤخرا . ووصفت صحيفة / نويه دوتشلاند – المانيا الجديدة / الاعتداء الامريكي بأنه استباحة لحرمة بلد مستقل وهو غير مقبل وخطير اذ ان هذا العمل رسالة لواشنطن الى حكومات الدول المجاورة للعراق اذ ان سوريا لا تعتبر الدولة الوحيدة التي تدعم المقاومة العراقية المناوئة للوجود الامريكي في بلادها فالسعودية تنظر الى العراق نظرة إشفاق والوجود الامريكي فيها يعتبر من أسباب عدم استقرار منطقة الشرق الاوسط برمته وعلى الدول العربية ومعها تركيا وايران ايضا أن تأخذ بعين الاعتبار خطر الاعتداء الاخير على سوريا وذلك من خلال الاعمال الحربية التي تقوم بها القوات الامريكية ضد القرى والمدن الباكستانية المجاورة لأفغانستان بحجة القضاء على الارهاب واستتباب الامن في افعانستان مؤكدة ان الادارة الامريكية لا تريد سلاما في منطقة الشرق الاوسط وتبذل جميع جهودها لضرب اي عملية سلمية في المنطقة من بينها اعلان دمشق علاقات دبلوماسية مع بيروت وبغداد اذ ان واشنطن لا تزال تريد القضاء على محور الشر التي وضعت فيه طهران ودمشق وبيونغيانغ بعد أن حذفت بغداد منه عقب احتلالها على حد آرائهم . وكان سياسيون المان قد اعتبروا اثر وصول نبأ قيام فرقة من الجيش الامريكي الذي يحتل العراق بالدخول الى منطقة / أبو كمال / الواقعة على الحدود العراقية السورية يوم الاحد المنصرم وقتلهم لمدنيين من سكان تلك المنطقة مؤشرا خطيرا لتطورات الحرب في تلك المنطقة تكمن باحتمال توسعة نطاق الحرب وتدخل سافر في سوريا . فقد طالبت نائبة رئيس البرلمان الالماني / من التحالف اليساري / بيتر باو الحكومة الالمانية ابداء رايها بصراحة حول تطورات الاحداث التي تشهدها المنطقة مشيرة للصحافيين ببرلين اليوم ان الرئيس الامريكي جورج بوش كان قد أعلن مرات عديدة بتوجيه ضربة عسكرية لتأديب الحكومة السورية كما ان واشنطن لا تزال تضع دمشق في محور الشر مع طهران واجتياح فرقة عسكرية امريكية للحدود السورية بداية لمخطط امريكي سيؤدي الى وقوع حرب جديدة في تلك المنطقة ، بينما وصف عضو شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني يورجين تريتين / من حزب الخضر / العمل العسكري المحدود في تلك المنطقة تتمة لسياسة بوش العسكرية في منطقة الشرق الاوسط قبل مغادرته البيت الابيض وقبيل الانتخابات التي ستجري بعد حوالي ثمانية أيام مطالبا وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شاينماير تقديم احتجاج للإدارة الامريكية ورفض برلين لهذا العمل محذرا من ان ينجم عن ذلك العمل اجتياح امريكي لسوريا ، بينما أكد عضو شئون السياسة الخارجية / السياسي الاشتراكي / فالتر كولبوف العمل العسكري المحدود ضربة موجعة لانفتاح سوريا على العالم من خلال اعلانه مؤخرا اقامة علاقات دبلوماسية مع لبنان استجابة للمجتمع الدولي وبالتالي تنفيذ لخطط الرئيس الامريكي توسعة رقة الحرب في منطقة الشرق الاوسط كما ان هذا العمل سيؤدي الى قيام محور عسكري قوي بين سوريا وروسيا بالاضافة الى ايران لمواجهة الخطر الامريكي مطالبا الادارة الامريكية بتقديم ايضاحات والاعتذار للقيادة السورية على حد آراءهم . والجدير بالذكر الى أن وفدا من اعضاء شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني تحت رئساة كولبوف سيقومون بزيارة الى دمشق اوائل شهر تشرين ثان /نوفمبر المقبل .
هذه آراء الصحافة والسياسة فما رأينا نحن حول النظام السوري ؟ ان الحقيقة واضحة فحدود بلادنا أصبحت من ورق منذ استلام حزب البعث والنصرية حكم هذا البلد ، فالجيش السوري عندما كانت سوريا تتمتع بالحريات الى جانب الايمان بالله وحماية الوطن والمقدسات خاض الحرب لتحرير فلسطين فقد كان ذلك الجيش أمينا وصادقا للحيلولة دون قيام الكيان الصهيوني ، أما جيش سوريا الحالي وقادته لا يأبهون لصرخة وااسلاماه