سورية اليوم صارت ساحة صراع وتصفية حسابات وهذا ما كُنّا نُحذّر منه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه

سورية اليوم صارت ساحة صراع

وتصفية حسابات وهذا ما كُنّا نُحذّر منه

مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن

[email protected]

 حسب آخر المعلومات التي وصلتنا ، أن قيادة أركان النظام قد انتهوا منذ قليل من اجتماع عاصف لم يبعث على الاطمئنان في نفوس الحاضرين ، وأنّ خلخلة وحالة ريب كبيرة حصلت في الاجتماع وزعزعة بالثقة في القدرة على ضبط الأمور وما آلت إليه الأمور ، مع تحميل مسئولية تدهور الأوضاع كاملة للعقيد مانع مانع ومن معه ، وهو أحد الضبّاط المُتهمين بملف مقتل الحريري والمطلوب للمحاكمة والمسئول عن المنطقة الحدودية مع العراق ، وأنّ نقاشاً حاداً قد جرى بعد فتح العديد من الملفات والخروقات الكبيرة على النظام في وقت واحد ، وبعد أن سُدّت في وجوههم الأبواب العربية والأوربية للقيام بدور لتخفيف الأزمة كما كان يجري في السابق ، وحسب المصدر بأنه قد ساد شعور عميق في هذه الأوساط بخيبة الأمل ، وخاصة بعد التردي الخطير والمُستمر في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية إلى حالة الانهيار ، هذا عدا عن الجفاف الضارب أطنابه على مساحات واسعة من الأراضي الزراعية لاسيما في المنطقة الشرقية ، والفساد المالي والإداري وانهيار المعنويات لدى القوات المُسلحة المُكبّلة عن أي رد ، والتي تشعر في ظل هذا النظام بالإحباط مما يجب القيام به من الواجب ، ومما يُفقدها حماستها وجاهزيتها للرد على العدوان ، الذي تكرر على سورية لهذا العام فقط  ست مرّات في اختراق واضح وسافر وبوضح النهار ، واستفزاز كبير لكشاعر السوريين في الداخل والخارج ، وكذلك شعور الهيئات والشخصيات السياسية والاجتماعية باستحالة إصلاح النظام ، وذهاب الأمل الذي بنوه أول استلام بشار للسلطة ووعوده المُخادعة في حلّ المشاكل  في الداخل ، لاسيّما السياسية منها ومسألة الحريات وإلغاء القوانين الجائرة كقانون الطوارئ وقانون العار وتقنين الجريمة 49 لعام 1980، والإفراج عن سُجناء الرأي والمناضلين الذين يؤمل بهم في إعادة الوحدة الوطنية واللحمة لإعادة بناء الصفوف  في الدفاع عن الأوطان ، وكذلك حلحلة الأمور المستعصية من فعل سياسات النظام العنصرية والاستعلائية، ومنها عودة مئات الآلاف من المُهجّرين قسراً والغاء القوانين الجائرة بحق الأكراد ، مما سبب تداول هذه الأمور كارئة على المجتمعين الذين لم يستطيعوا ولن يستطيعوا أن يتخذوا القرار المناسب والملائم في هذا الاتجاه ، نظراً للعشوائية ومزاجية الحاكم التي ترفض السير في أمور المُصالحة ورفع الظلم عن النّاس

 والمُتابع لمجريات الأحداث في سورية يجد ، أنها قد تحولّت بفعل سياسات النظام إلى محطات تجاذب وصراع وساحة لتصفية الحسابات شجّع عليها النظام ، عندما استدعى مثلاً روسيا لبناء قواعد استراتيجية لمواجهة الغرب وأمريكا كرد على بولندا التي ارتضت أن تفعل ذلك بمواجهة روسيا ، وكذلك استدعاءه لإيران بإمكانياتها العسكرية والثقافية والتبشيرية ظناً منه في حمايته  ، مع محاولته الدءوبة في  تغيير الوضع الديمغرافي والديني المذهبي لصالح حلفائه الشيعة من بني فارس ونظام الملالي الحاقد على العروبة والإسلام ، حتّى أضحت  إيران بحرسها الثوري ومُبشريها أمراً مُستفحلاً في سورية ، وصارت كالسرطان منُتشرة في كل أرجاء المعمورة ، وخارج قُدرة النظام عن فعل أي شيء معها ، بعد تحوّل الدور السوري من اللاعب في المنطقة الى الملعوب به ، ومن النظام الداعم لحزب الله إلى المدعوم من هذا الحزب ،ومن الدور الفاعل الى المفعول به  ، ظنّاً من بشار بفعلته هذه تقدم عن أباه ، ولكنه الآن يشعر بأنّه وقع في شرّ أعماله

 واليوم يسود شعور عند المُتابعين بأنّ سورية أيضاً صارت ساحة صراع حتّى على مستوى الاستحقاق الرئاسي الأمريكي ، لتحسين ظروف الإدارة الأمريكية والحزب الجمهوري ، الذي زادت نسبة المؤيدين فيه لشعبية مكيّن حتى صارت مُقاربة لأوباما الديمقراطي المدعوم يهودياً ومن اللوبي الصهيوني الذين لعبوا بالاقتصاد العالمي في أحرج الأوقات ، والمؤيد – أوباما - من عدّة دول ومنها النظام السوري، وأنّ الضربة في البوكمال الخاطفة التي ادّعت أمريكا من وراءها وجود إرهابيين ومتسللين ناشطين مع الحدود العراقية ، والتي ما أظن أن تُقدم على عمل في مثل هذا الوقت العصيب انتخابياً يستهدف المدنيين كما ادعى النظام السوري ، إن لم يكن هناك صيد ثمين تمّ رصده فضائياً ، ليُحقق من وراءه الجمهوري تقدماً على الصعيد الانتخابي ، وإلا انعكس ذلك عليهم  وبالاً ، ولذلك يسود الاعتقاد أنّ أمراً ما تُخفيه أمريكا من وراء هذه الضربة التي ستظهره في الوقت المُناسب كالجوكر في لعبة الورق لترجيح الموازين ، ونحن ما يهمنا سورياً هو سقوط الضحايا الأبرياء المدنيين في لعبة المصالح الأمريكية مع النظام السوري ، الذي أثبت فشله في التصدّي لأي هجوم عدواني على وطننا الحبيب ، وهو لا يزال يستنكر ويشجب ، وسورية الوطن تخسر من هيبتها وكرامتها ومواطنيها ومُنشآتها من وراء هكذا أعمال

 ولنرى المشهد  من الجانب الآخر في حقيقة مواجهة هذا النظام لمثل هكذا أعمال عدوانية ، الذي يحشد القوّات السورية والجيش على الحدود مع الجار اللبناني بقصد ترهيبه والتأثير على وضعه الداخلي في انتخاباته الديمقراطية التي قرب موعدها  ، وللعبث في شؤونهم الداخلية ، وكسب المزيد من الخصومات والأعداء من وراء هكذا تصرفات لوطننا وأهلنا في سورية ، بينما الحدود المطلوب حمايتها على خط التماس مع العدو الإسرائيلي ، ومناطق المواجهة مع الأمريكان الذين – النظام - يُطالبوا العالم للوقوف بوجه لم يُعيروها أي اهتمام ولا أي خطّة للمواجهة والدفاع عن الأرض أو أي حشود عسكرية من باب الاحتياط ، بل فقط يستقوون بآلتهم الحربية على شعبنا الأعزل والجار اللبناني الذي لا يُريد هذا النظام أن يفهم أن خيوط اللعبة هناك في لبنان لم يعد مسموح لأحد الإمساك بها إلا لبنانياً ، وأنّه وبلدنا وأهالينا سيدفعوا الأثمان باهظة فيما لو حاول هذا النظام التدخل والتأثير وبقرار دولي، ونحن جميعاً في غنى عن ذلك ، ولكن النظام يأبى إلاّ أن يُعيد تجربة دخول النظام العراقي في الكويت ، وهو في لبنان لتتآلب علينا دول العالم ونخسر كشعب الكثير الكثير من وراء هذا العمل والعراق هو أسوأ مثال على ذلك

 وأخيراً وكما سمعنا بعد تحميل جامع جامع مسئولية التدهور الكبير على الساحة الشرقية ، بأنه يجري اليوم الحديث عن إمكانية انتحار طبيعيى لهذا الضابط في مسرحية أُعدّ لها لإخراجها على أنّها تأنيب ضمير للتخلص منه كشاهد ، وآخرين معه يجري إعداد السيناريو للتخلص منهم ، وكما لا يسعنا إلا أن نوجه النصح لهذا النظام للكف عن التدخلات في شؤون الغير ، والعودة إلى سبيل الرشد بأن يجعل تلاحمه وقوته مُستمدّة من الشعب لا مرهونة بأيدي الخارج ، وأنّه لن يكون ذلك إلا عندما يُخرج سُجناء الرأي والفكر والسياسة من مُعتقلاتهم السوداء ، وإعادة خيرة أبناء الوطن المنفيين قسراً لبلادهم مُعززين مُكرمين وليس عبر البوابات الأمنية لإعادة الُلحمة الوطنية وإعادة بناء الوطن وفق النهج السليم ، وحينها فقط يُصان الوطن ويُهاب ، ويخشى الأعداء من تجاوزه أو التفكير فيه كمطمع ، وشعبنا قد ملّ الاستنكار والشجب والوعود الكاذبة في الرد ، وشعبنا لن يرحم من يتهاون في الدفاع عنه وإنّا لناصحون