بشار الأسد وإنصاف الرجال

د. محمد رحال /السويد

[email protected]

منذ عدة سنوات القى الرئيس السوري خطابا متميزا وكان قويا الى حد ان القطيعة بين نظام المعتدلين , ونظام الذين ستعدلهم السياسة الامريكية , وصلت الى درجة منحدرة من السوء البالغ , ولم يعد ينفع معها ابدا رجاءات المصالحة , او التوضيح , او الشرح والذي قيل في رسائل الاعتذار ان القصد فيه اطراف معينة في لبنان, ولم ينصرف ذهني في ذلك الحين الى قوة الخطاب او ضعفه , ولا الى نوعية الكلمات او شكل الرجولة التي عليها النظام في سورية او غيرها , بل ولم يدر بخلدي ابدا ماالمعنى الذي يطرحه في الرجولة , وهل للرجولة مقاييس خاصة في دولة دمرت كيان المنظمات الفلسطينة واستعبدتها , وكانت حارسا امينا للحدود الشمالية والتي تفاخر اسرائيل انها كانت الحدود الاكثر امنا في تاريخ الدولة العبرية , ولهذا كانت اسرائيل من اكثر الدول في العالم مطالبة بالحفاظ على هذا النظام العربي الصامد والرجولي , بل وان الموقف الرجولي والذي لايستطيع احد ان ينكره من العراق المحتل , موقفا مشرفا لهذا النظام الرجولي حيث كان اعلام النظام المقاوم والصمودي يتناغم مع الترتيبات الامريكية البريطانية الايرانية السورية سرا من اجل الاجهاز على حرية العراق, بعد ان قاد هذا النظام حرب الخليج الاولى مع الشيطان الاكبر امريكا , ولهذا وجدنا ان كل الشخصيات الحاكمة من قبل الاحتلال في العراق هي شخصيات لم تمر في بلد الرجولة وانما كانت تقيم فيه , مع دعم كامل من حكومة الرجولة , وما اذكره جيدا وكان ذلك قبل الغزو الامريكي للعراق بشهر واحد حيث دعيت لبعض الاستشارات العسكرية , وحينها قيل لي ان القيادة السورية تلح الحاحا شديدا على ايداع مخزون العراق النووي , والعجيب ان نفس القيادة قالت لي انهم لايثقون ابدا بهذا النظام الذي يسعى الى زيادة تورط العراق مع المجتمع الدولي مع تاكيدهم لي انهم حقا لايمتلكون هذا السلاح المفترض , حيث كانت التقارير الاخبارية تؤكد عكس مايدعيه الاعلام الرجولي والصامد في بلد التصدي والعروبة , بل وان وزيرة الهجرة والمهاجرين حينها وهي سيدة احترمها جدا لتهذيبها العالي قالت علنا ان دمشق هي بغداد وكان ذلك حقا هو اعتقادها واعتقاد شعب سورية , ثم تغير الخطاب بعد سقوط بغداد بفضل خيانة القادة العرب , وقالت تصريحا ينسف التصريح الاول , بل ويقلبه عندما قالت , ان لائحة المطلوبين لدينا هي اطول بكثير من تلك التي لدى الطرف الامريكي ولم يكن ذلك اعتقادها ولا اعتقاد وظن الشعب في سورية , في الوقت الذي ظن فيه اخوة الدم في العراق ان نوايا الحكومة السورية هي نوايا حسنة , ولهذا فقد سارعوا الى الالتجاء الى الحضن الدافيء في دمشق الرجولة , ليفاجاوا بعد ذلك بالفخ الرجولي والذي هو جزء من اللعبة الايرانية , حين تم سلبهم كقطاع الطرق من قادة الاجهزة الامنية صاحبة الرجولة , ثم تسليمهم الى شر الناس في العراق جلال طالباني بالاتفاق مع الاطراف الامريكية وبشهادة الطرف الامريكي نفسه , ولم يسلم من ذلك ابناء شهيد العرب وعلمهم العالي ابو عدي رحمه الله, بل ولم تسلم حتى الحريم من السلب والنهب على يد اصحاب الرجولة الكاملة في دمشق هانوي العرب , ولم يكتف نظام الرجولة بذلك بل واستنفرت اجهزة الامن لديه لمعرفة الغني من الفقير , وذلك للايقاع بالاغنياء خوفا من ان تمتد يد الدعم للمقاومة في العراق , وحوصر العراق وتدخلت اجهزة الامن تدخلا ذريعا وسافرا في المجتمع العراقي اللاجيء الى بلد الصمود في دمشق للتقصي ومعرفة اي بادرة للمقاومة لتسليمها الى ادارة الشر الامريكية , ولملاحقة المقاومة في قلب العراق , بل وبدلا من ان توحد الحزب الذي تنتمي له فقد قامت وكعادتها بشقه نصفين كي يكون تابعا لها, ولم تمتلأ مراكز الامن والمخابرات كما امتلات في هذه الايام والتي تغص بكل من يشار له او يشك به ان فيه رائحة للمقاومة في العراق ’ وماهو اكثر سوءا ان كل المساعدات التي جمعها الشعب السوري المسكين والذي تعاطف مع اخوة الدم في العراق تم نهبها لصالح جيوب في سورية لايشبعها مال الدنيا ولا الاخرة في الوقت الذي تصول وتجول مخابرات طهران في سورية لتصفية من بقي من شرفاء العراق امام سمع نظام الرجولة والقومية والصمود في دمشق, واشيع عن المقاومة في العراق انها لاتحتاج الى سلاح او مال فلديها مايكفيها لسنوات طويلة من النضال , كي تقطع السنة القائلين لماذا لاتمد المقاومة ياأصحاب الصمود بالسلاح , في الوقت الذي كانت شحنات الاسلحة المتطورة جدا تصل ليلا ونهارا الى المقاومة في جنوب لبنان لدعم سيد المقاومة من اجل تحرير مزارع شبعا والتي تبين بعد ذلك انها اسلحة من اجل احتلال بيروت وليس مزارع شبعا, وليتبين بعد ذلك وحسب الاعتراف الايراني ان مزارع شبعا هي لعبة دولية مشتركة فهمها العالم كله ولم يفهمها العرب , ولهذا حوصر العراق وترك اعزلا وفقيرا ومطاردا , ليقال ان المقاومة في العراق ليسوا رجالا , وان الرجال هم الذين سلبوا من لجا اليك ياسيد الرجال ثم تسليمهم الى اعدائهم حلفاؤك , ومع هذا كله فان خطاب الرئيس بشار عن انصاف الرجال والذي قصد منه شخصيات عربية بعينها مصرية وخليجية اثار ضحكي , فاذا كان الرجل منهم يزن طنا من اللحم والشحم ياسيادة الرئيس وتقول انهم انصاف رجال فكيف لو كانوا كاملين , وانا ادعوا الله ان يبقيهم هكذا انصاف رجال فلعل احدهم تاتيه فرصة اللحاق ببرنامج الرابح الاكبر.