كفى استهزاء بالإسلاميين

محمد هيثم عياش

[email protected]

تتابعون عن كثب  ما يجري في سوريا وخاصة منذ انفجار السيارة التي أدت بحياة اكثر من سبعة عشر شخصا في دمشق بالقرب من منطقة السيدة زينب الى جانب مركز أمني وذلك يوم 27 أيلول/سبتمبر المنصرم أي آواخر شهر رمضان المبارك ، وقرأتم واستمتعم لآراء خبراء السياسة السورية الذين يراقبون عن كثب أعمال ذلك النظام هذه الآراء لا تخرج بعضها عن رأي المتعاطفين مع النظام السوري وآراء المعارضة السورية ، فالمعارضة السورية أصبحت وللأسف معارضة كلام لا يوجد فيها أي اثر للفعل ، فالكل يريد تغيير النظام الا انه لا أحد يعرف كيفية تغييره فمنهم من  يعتمد على امريكا ويرى انها صادقة في دعواها بتحرير  سوريا من نظام غاشم ومنهم من ينظر الى فرنسا بأنها المنقذ نظرا لانتهاجها سياسة صارمة ضد ذلك النظام الا ان باريس وواشنطن خيبت آمال هؤلاء فالرئيس الفرنسي كان وراء إخراج نظام دمشق من عزل العالم له وها هي واشنطن تريد تغيير موقفها تجاه النظام الحاكم في عاصمة الخلافة الاسلامية الثانية  بعد المدينة المنورة التي انطلقت منها جحافل الاسلام الى الشرق والغرب . ولا نريد الابتعاد عن موضوعنا ، ولنعد الى تطورات السياسة السورية ولا سيما  حادثة انفجار تلك السيارة التي ذهب ضحيتها سبعة عشر شخصا على حسب احصائية  النظام السوري لقتلى ذلك الحادث ، فقد زعمت بعض وسائل الاعلام العربية بأن الاسلاميين كانوا وراء تلك الحادثة اذ عزت بعض هذه الوسائل قيام عناصر اسلامية بتفجير تلك السيارة انتقاما من  النظام العلوي البعثي لأن دمشق لم تعد بلد نصرة ، وأصبحت عدوة يجب قتالها ، هل تصدقون هذا الكلام ، وفقدت محطة / الجزيرة نت / الحياء عندما نقلت عن وزير داخلية النظام السوري بأن المعتدين أتوا من دولة عربية مجاورة ، فقالت هذه المحطة بأن تركيا واسرائيل / استغفر الله /  تشاركان  سوريا ايضا في حدودها ، ولا أدري ما اذا كان امير قطر الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي يقوم بتمويل هذه المحطة لا يراقب ما تكتبه الجزيرة فبدل أن تذكر الجزيرة فلسطين ذكرت / اسرائيل / وقد كان  على الجزيرة ان تلتزم الحياء وتذكر بدل ذلك الاسم / الكيان الصهيوني / ومع ذلك فان هذا الكيان زائل لا محالة وان رغم  أنف الجزيرة  وغيرها من أولئك الذين يعترفون بفلسطين دولة للمفسدين في الأرض . الا أن الكذب والبهتان يكمن على الاسلاميين سواء كانوا من القاعدة او غيرها من التنظيمات الاسلامية فقادة هذه المنظمات بعيدون عن الجهل السياسي وعلى معرفة بالفقه الاسلامي فالنظام البعثي وخاصة العلويين لم يكونا بيوم من الايام نظام نصرة فهما معروفان بتخييب الآمال والخذلان فهما خذلا المقاومة الفلسطينية اثناء اجتياح الصهاينة للبنان من أقصاه الى أقصاه بداية الثمانينات وأخرجوا منظمة التحرير والراحل ياسر عرفات من لبنان بل ارسل الطاغية حافظ اسد جيشه الى طرابلس لمساندة جيش الصهاينة بقصف تلك المدينة وقتال عرفات ومنظمته وخذل الطاغية الصغير بشار أسد حزب الله في حربه ضد الصهاينة في صيف عام 2006 وخرج من جحره ليهاجم السعودية ومصر واصفا قيادتهما بأنهما اشباه الرجل وقصفت طائرت الصهاينة مقره في اللاذقية ولم يأمر بإطلاق صاروخ تجاه تلك الطائرات فمتى كان هذا النظام نظام نصرة ؟ نحن المسلمون نرى بأن مجاهدة حزب البعث والنصيرية فرض عين وليس بفرض كفاية معارضتنا له مستندة على تعاليم الاسلام وبالتالي لما وصلت اليه أوضاع سوريا وشعبها منذ استلام الزمرة الحاكمة في هذا البلد فقد باعوا الجولان بثمن بخس دراهم معدودات وربما بلا مقابل  لقاء استلامهم حكم هذا الشعب المسكين.

نحن المسلمون باستطاعتنا اذا ما تضافرت جهودنا مع المخلصين من مسيحيي ذلك البلد تغيير النظام وليس عبر الفضائيات والتصريحات التي لا تسمن ولا تغني من جوع فالذي يعتقد بأن تغيير ذلك النظام سلميا فهو مثل الذي ينطح راسه بصخرة ليوهنها .