العراق: بوادر صفقة أمريكية-إيرانية

د. ياسر سعد

[email protected]

إشارات عديدة وردت من العراق وحوله، توحي بأن ثمة صفقة إيرانية-أمريكية وشيكة يتقاسم بها البلدان النفوذ في العراق المنكوب, عناوينها تمرير الاتفاقية الأمنية والحصول على عقود نفطية ضخمة في العراق مقابل تجنيب إيران ضربة محتملة وإعطائها دورا في العراق وفي المنطقة وإعادة العلاقات الدبلوماسية معها. وفيما يلي بعض المحطات المتتابعة والتي تستحق التوقف والتأمل:

- في 24 سبتمبر الماضي أخبر الرئيس الإيراني أحمدي نجاد مراسل صحيفة نيوريوك ديلي نيوز الأمريكية أن إيران قد تعترف بوجود دولة إسرائيل وقال: "إذا اتفق القادة الفلسطينيون على حل الدولتين فيمكن لإيران أن تعيش مع دولة إسرائيلية؟".

-  سلمت القوات الأمريكية مطلع الشهر الجاري ملف مجالس الصحوة إلى الحكومة العراقية في وقت لم يخف فيه قادة المجالس الصحوات السنية قلقهم إزاء نوايا الحكومة العراقية نحوهم. الحكومة العراقية أكدت عزمها على ضم 20% فقط منهم ضمن صفوف قواتها الأمنية. وقد تناقلت الأخبار بعدها عن عمليات تصفية لبعض قادة الصحوات وعن اعتقال القوات الأمريكية لمسؤول فيها بحجة تهديده لمواطنين. 

- بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، في النجف مع المرجع آية الله علي السيستاني الاتفاقية الأمنية يوم الجمعة الماضي، مؤكدا بعد اللقاء أن واشنطن قدمت «تنازلات كبيرة». كما تعددت التصريحات في العراق بقرب إبرام تلك الاتفاقية، وكما صدرت تأكيدات من البنتاغون حول التوصل إلى اتفاق لبقاء القوات الأميركية في العراق

-  قال تقرير للتلفزيون الإسرائيلي بثته القناة العاشرة يوم الاثنين 6 أكتوبر نقلا عن مصادر دبلوماسية، أن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بمهاجمة برنامج إيران النووي ما دامت القوات الأمريكية في العراق. وقال التقرير إن أي هجوم على إيران من شأنه أن يجعل القوات الأمريكية المتمركزة في العراق عرضة لرد انتقامي.

- التقى وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني الاثنين الماضي في لندن بمسؤولي 35 شركة نفطية لعرض تفاصيل استدراج عروض لعقود نفطية. وأوضح الشهرستاني أن الحكومة ستحتفظ بالإشراف على 51% من مشاريع إعادة التأهيل مع الشركات الأجنبية لستة حقول نفطية تنتج النفط الخام حتى الآن وحقلي غاز ما زالا يحتاجان إلى تطوير.

- عادت وزارة الخارجية الأمريكية لتقول إن إقامة مستوى من التمثيل الدبلوماسي مع إيران من اجل التواصل مع الشعب الإيراني قد يكون أمرا مفيدا وأن واشنطن ما تزال تدرس مثل هذه الخطوة.  وقال شون ماكورماك، الناطق باسم الخارجية الأمريكية، إن فكرة إقامة تمثيل دبلوماسي مع إيران مفيدة. وكانت صحيفة واشنطن بوست قد أعلنت الأحد الماضي إن إدارة بوش تخطط للإعلان عن فتح قناة دبلوماسية مع إيران في أواسط شهر نوفمبر المقبل وان الجانب الإيراني عبر عن استعداده لبحث مثل هذه الخطوة بعناية.

أين العرب من التطورات المتلاحقة في المسألة العراقية؟؟ وهل يكون الضغط الأمريكي على العرب للعودة الدبلوماسية لبغداد جزء من صفقة واشنطن مع طهران لضم العراق الأمريكي "الجديد" إلى المنطقة وتحويل التقاسم على النفوذ فيه إلى واقع على الأرض.