انهيار أمريكا المدوّي

ابن الشام المحب للعراق

انهيار أمريكا

بعد مرور أكثر من خمسة أعوام على الاحتلال الأمريكي الظالم لعراقنا الحبيب ، وبعد أن زال الغبش ، وتوضحت الأمور، وتكشفت الحقائق ، وسقطت وريقات التوت عن عورات المحتلين المجرمين وعملائهم الصفويين المنافقين..!!

كان لابد لنا من وقفة  تقييم دقيقة ، ومراجعة شاملة ، نضع فيها نقاط الحقيقة فوق حروفها ، وننشر بين يدي شعبنا العراقي المجاهد ، وجماهير أمتنا العربية والإسلامية الوفية ، حصاد تلك المرحلة المهمة لكل الأطراف الفاعلة في المعادلة العراقية ، وهي : المحتل الغاصب ، وعملاؤه المدنّسون ، والمقاومة المجاهدة ومعها كل العراقيين الشرفاء والعرب والمسلمين والإنسانيين الرافضين لمشروع الاحتلال الآثم البغيض ...

 * أما المحتل الآثم : فقد فشل فشلاً مخزياً في تحقيق أي من أهدافه الخسيسة على مستوى العراق والأمة والإنسانية ، والحديث عن فشل أهداف العدوان يستدعي التذكير بأهم أهداف ذلك العدوان ، والتي لم تعد خافية على أي من أبناء شعبنا المجاهد ، وأمتنا المجيدة ، والشرفاء في العالم ، والتي من أهمها :

1. تدمير العراق ، وتدمير نموذجه المتمرّد على الإرادة الصهيونية في الأمتين العربية والإسلامية ، بل في العالم بأسره ...

2. إجهاض الصحوة العروبية والإسلامية في العراق والأمة ، وقتل أية بذرة من بذور الخير والرجولة والفضيلة والكرامة والتحرر فيها .

3. السيطرة على منابع النفط  في المنطقة ، والتحكم بمنظومة الدول الصناعية لإجبارها على الخضوع التام للإرادة الأمريكية ، والانقياد الأعمى لمشاريعها الامبريالية في المنطقة العربية الإسلامية والعالم  ...

4. سرقة أموال العراق ونفطه وممتلكاته لدعم عجلة الاقتصاد الأمريكي المنهار ..

5. تنشيط شركات السحت الحرام المتصهينة في أمريكا ، وعلى رأسها شركات السلاح والنفط والمال والأعمال، من أجل ذلك فقد ركزت آلة العدوان الجبانة على إحداث أكبر تدمير ممكن في البنية التحتية للعراق ، بغض النظر عن قرب تلك الأهداف أو بعدها عن الجهد العسكري  ...

6. أخيراً ، وليس آخراً ، فرض الهيمنة الأمريكية كقوة عظمى متغطرسة ومتفردة بالقرار الدولي في العالم ...

ولقد فشلت أمريكا على جميع الأصعدة العسكرية والسياسية والاقتصادية والأخلاقية وغيرها ...

وخسئت في تحقيق أي من أهدافها الغادرة ...

* فأما على الصعيد العسكري  : فقد فشلت القوات الأمريكية الغازية فشلاً مخزياً ، بالرغم من تفوقها المطلق من الناحية الفنية ... ولقد اعترف كبار جنرالات الحرب الأمريكيين بهذه الحقيقة المرّة ، وأكدوا على فقدان السيطرة على العراق منذ الأشهر الأولى للعدوان ، بالرغم من كل مكابرات الساسة المتصهينين في البيت الأسود ...!!!

كما نشرت جميع الصحف الأمريكية المشهورة ، من أمثال الواشنتون بوست وغيرها ، مقالات مزلزلة ، تشخص فيها حجم الانهيار الذي تعيشه قواتهم المنهزمة ( انظر مقالة آن سكوت تيسون المنشورة في صحيفة الواشنتون بوست بتاريخ 19 / 3 / 2005 / والموسومة بعنوان : بعد عامين ... حرب العراق تستنزف الجيش الأمريكي ) ...

ورب عراقي لا ينقصه الإخلاص يسأل : كيف لنا أن نسلم بانهزام أمريكا عسكرياً ، إذا كانت قد احتلت العراق في أقل من شهر ، وهاهي تعيث فيه فساداً وتخريباً وتقتيلاً وتدميراً منذ ما يقارب أربعة أعوام ...!!!؟

وللإجابة على هذا التساؤل المشروع ، لا بد لنا أولاً أن نذكر شعبنا العظيم وأمتنا المجيدة بحقيقة النصر ومعانيه في حرب القلة المؤمنة ضد الكثرة الكافرة  عبر التاريخ العربي الإسلامي كله ، وكما هو حاصل على أرض العراق اليوم  وأرض فلسطين المقدسة ، وأرض أفغانستان المسلمة ، وغيرها من الأراضي العربية والإسلامية المجاهدة  ...

ولنقرأ جميعاً هذه الآيات المباركات :  بسم الله الرحمن الرحيم (( قُتِلَ أصحابُ الأخدودِ ، النَّارِ ذات الوقودِ ، إذْ هم عليها قعود ، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود ، وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد )).

البروج ( 4_7 ). صدق الله العظيم .

هذه الآيات هي من سورة البروج ، وهي من السور المكيّة ، التي تُعنى بعرض حقائق العقيدة ، وقواعد التصور الإسلامي ، وتهتمُّ ببناء القاعدة الصلبة من المؤمنين ، الذين يقوم على أكتافهم بناء الدين ، والدفاع عن المباديء.

وهي تحكي قصة مجموعة من المؤمنين السابقين ، الذين ابتلوا بأعداء كفرة حاقدين ، وطغاة ظالمين مجرمين، أرادوهم على ترك عقيدتهم ، والتخلّي عن مبادئهم ، فأبوا ذلك ، واعتصموا بعقيدتهم ، واستمسكوا بمبادئهم ، فحفر لهم الطغاة أخدوداً ، وأوقدوا فيه النيران ، ثم قذفوهم فيها ، على مرأى ومسمع من الجموع المحتشدة ، التي ساقها الطغاة بالقوة ، لتشهد فصول تلك المذبحة الرهيبة ، وبمثل تلك الدرجة من الوحشية والساديّة ، وانعدام أية أثرة من خلق إنساني ، أو ضمير بشري ، وبدون أي ذنب اقترفه المؤمنون ، اللهم إلا ( ذنب ) التمسك بالمباديء ، والدفاع عن العقيدة ...!!!

وربَّ سائل يسأل : ترى ، مالذي يمكن أن تفعله حفنة من المؤمنين ، أمام جيوش الطغاة الجرارة ، وقواتهم المدجّجة بالسلاح .!؟  وما هي النتيجة التي يمكن أن تتمخّض عن صمود مجموعة من المؤمنين أمام جحافل الظالمين ، واستبسالهم في الدفاع عن مبادئهم وأوطانهم ،  واستشهادهم من أجل دينهم وعقيدتهم .!؟

وللإجابة على مثل هذا التساؤل المهم أيضاً نقول : إن النصر الحقيقي ، هو في تمسك أصحاب العقائد بعقائدهم ، وتمسك أصحاب المباديء بمبادئهم ، ودفاعهم عن قيمهم ، وتضحيتهم من أجل عقيدتهم وأوطانهم ومبادئهم ، ولقد تكفّل الله تعالى ، بتحقيق النصر لعباده المؤمنين ، على أعدائهم الكافرين ، فقال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم (( إنا لننصرُ رسُلَنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ، ويوم يقوم الأشهاد ، يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ، ولهم سوء الدار )) غافر ( 52).

وإذا جاء الوعد من الله المقتدر ، فلا شك أنه حاصل لا محالة ، ولكنَّ الناس يقيسون بظواهر الأمور ، ويغفلون عن جوهرها وحقيقتها ، أو يقيسون بفترة قصيرة من الزمان ، وحيّز محدود من المكان ، وهي بلا شك مقاييس بشرية قاصرة .!

فأما المقياس الإلهي ، فهو مقياس شامل ، يعرض القضية الإيمانية في رقعتها الفسيحة ، الممتدّة على مديات الزمان والمكان .

ولو نظرنا إلى القضية الإيمانية بهذه السعة ، وهذا الشمول ، لرأينا أنها قد انتصرت في النهاية من دون أدنى شك.  فلقد خاض الإيمان مع الشرك _ منذ فجر البشرية إلى اليوم _ جولات وجولات ، كانت الغلبة في النهاية لصالح التوحيد والإيمان المحصّن بالحق ، على حساب الشرك والظلم  والعدوان المدجج بالباطل ...

هذا من جهة ... ومن جهة أخرى ، فإن الناس يقصرون معنى النصر على صور حسيّة معينة معهودة لهم ، قريبة الرؤية لأعينهم ، ولكنَّ صور النصر في ميزان الله كثيرة ومتعددة ، وقد يتلبَّس بعضها بصور الهزيمة عند أصحاب النظرة السطحية المحدودة ..

فخليل الله إبراهيم عليه السلام ، كان قد انتصر _ في ميزان الله _ وهو يُلقى في نار النمرود ، لأنه كان قد ثبت على عقيدته ، ولم يتنازل عن مبادئه ..

وأصحاب الأخدود ، الذين سبقت الإشارة إليهم ، كانوا قد انتصروا أيضاً ، وهم يُلقَون في نار الطغاة ، لأنهم كانوا قد تمسَّكوا بدينهم ، وضحّوا من أجل عقيدتهم ومبادئهم .

والحسين بن علي ( رض ) ، كان قد انتصر، بالرغم من استشهاده ، وما كان لألف خطبة ، وألف قصيدة أن تنصر قضيّته ، كما نصرتها قطرات الدم المهراق من جسده الطاهر فوق تراب كربلاء ..

وصدام حسين رحمه الله ، كان قد انتصر على أعدائه الأمريكان والصهاينة والصفويين صبيحة عيد الأضحى المبارك ، وهو معلّق على أعواد المشنقة ، وما كان لألف قصيدة وألف خطبة وألف محاضرة أن تنصر قضيته العادلة ، وتفضح أعداءه الحاقدين المنحطين بمثل ما فضحتهم به تلك اللقطات الرهيبة التي ختم بها الدقيقة الأخيرة من حياته ...!!!

والفلوجة ، وقبلها سامراء والنجف وتلعفر ، وجميع مدن العراق الصابرة المجاهدة ، كانت قد انتصرت على الأمريكان القتلة ، بالرغم من كل ما أحدثوه فيها من خراب ودمار ، لأنها كانت تدافع عن كرامتها واستقلالها، ولأن المجاهدين العمالقة الذين كانوا يجاهدون على ثراها فيقتلون ويُقتلون ، إنما كانوا يذودون عن عقيدتهم ، ويدافعون عن شرف الأمة وعزّتها وكرامتها ...

ويشهد الله والتاريخ ، ويشهد العراقيون النشامى ومعهم كل العرب والمسلمين والشرفاء في الإنسانية ، بأن الأمريكان لم يكونوا ليدخلوا الفلوجة في ملحمة رمضان الشهيرة حتى لو جعلوا عاليها سافلها ، لولا قرار المجاهدين في حينها بالانسحاب التكتيكي لأهداف موضوعية أعلنوا عنها في حينها ، بعد أكثر من شهرين كاملين من المنازلة التاريخية الخالدة ، التي مرّغ المجاهدون فيها أنف الآلة العسكرية الأمريكية المتغطرسة بالأوحال ، ولقنّوهم من دروس البطولة والشهامة والاستبسال ما لم يعهدوه في تاريخهم ، حتى اعترف كبار قادتهم ومنظروهم بضرورة تغيير العقيدة العسكرية الأمريكية بكاملها بعد ملاحم الفلوجة الخالدة تلك .!!

إذن ، إن صورة النصر الحسيّة المعروفة للناس ، لم تكن بعيدة _في ميزان الله أيضاً _ عن أهل الإيمان والمباديء ، فلقد انتصر المجاهدون في العراق انتصاراً مادياً حقيقياً ، فضلاً عن الانتصارات المعنوية والروحية ...

فلقد سحق المجاهدون العمالقة أغلب القوة البريّة المحتلة ، وأخرجوها من أرض المعركة ،  حتى لجأ الأمريكان للاستعانة بقواتهم المنتشرة في ألمانيا وكوريا واليابان لأول مرّة منذ الحرب العالمية الثانية ...!!!

فلما فشلوا في ذلك أيضاً، لجؤوا إلى الاحتياطي القومي الفدرالي ولأول مرّة في تاريخهم..!!!

وحتى جنود هذا الاحتياطي فقد بدؤوا ينتحرون ويتمردون ويلجؤون إلى كندا وغيرها هرباً من أسود العراق ، الذين لقنوا الجيش الأمريكي من الدروس والعبر ، ما جعل مستنقع فيتنام على فداحته لهم أشبه بنزهة ربيعية ...!

 كما سحق المجاهدون العمالقة جل آلة العدوان العسكرية المدرعة ، حتى بدأ الجنود الأمريكيون يبحثون عن الخردة بين الأزبال لتصفيح ناقلاتهم المذعورة ، ولقد وقف مجرم الحرب رامسفلد المخلوع موقفه المهين المشهور في الكويت المحتلة قبل أشهر ،  ليرد على سيل الاتهامات الموجهة إليه من قبل جنوده الغاضبين ، الذين رأوا من عمالقة الجهاد في الأمة على أرض الرافدين الطاهرة ، ما لا عهد لهم به في حروبهم البهلوانية السابقة ، بعبارته المهزومة التي قال فيها ولأول مرّة في تاريخ البنتاغون : ((  لقد وصلنا إلى العظم   we have reached the bone )) ...!!!

 ياأيها العراقيون الغيارى، ويا أيتها العراقيات الماجدات، ويا أبناء أمتنا المجيدة ...

هلا سألتم أنفسكم هذا السؤال البسيط : من الذي أوصل أعظم قوة عسكرية في العالم إلى العظم .!؟

ومن الذي أوصل أقوى جيش في التاريخ إلى حافة الانهيار ...!!!؟

والجواب بكل فخر واعتزاز : إنهم أبناؤكم المجاهدون أيها العراقيون والعرب ... ومن حقكم أن تفرحوا وتفاخروا بهم ، ومن واجبكم أن تزغردوا لهم وتساندوهم ...

* لقد سحق المجاهدون أكثر من مائة ألف من علوجهم المذعورة (مابين قتيل وجريح ومعوق عقلياً) وأخرجوهم من أرض المعركة إلى الأبد ...

* وسحقوا أعصاب من تبقى على قيد الحياة منهم ، حتى بدؤوا يهربون إلى المصحات العقلية ، أو يلجؤون إلى الانتحار ، أو يفرون إلى الدول المجاورة ، بالرغم من كل الحوافز والمغريات المادية المقدمة إليهم ...

ولقد عجز البنتاغون عن تعويض النقص الفظيع في قواته المنهارة بسبب رفض الأمريكيين التطوع فيه خوفاً من بطش أسود العراق المجاهدين ، الذين ملأت أخبار بطولاتهم آفاق الدنيا ، بالرغم من التعتيم الهائل الذي مارسته الماكنة الإعلامية الصهيوصليبية عليها ، وبالرغم من التقصير الرهيب الذي مارسه الأصدقاء الإعلاميون بحقها …

كما عجزوا عن إراحة بعض القطعات المنتشرة في أرض المعركة منذ أكثر من أربعة أعوام (وهذه بالإضافة لكونها فضيحة عسكرية ، فهي تهدد معنويات الجنود الذين يحرمون من إجازاتهم بالانهيار ) ، حتى اضطروا لتحريك قواتهم المنتشرة في ألمانيا وكوريا واليابان للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية كما ذكرنا …!!!

فلما عجزت هي الأخرى ، لجؤوا إلى قوات الاحتياط الفدرالي ، وهي المرة الأولى في تاريخ أمريكا على الإطلاق …

وإذا كان عدد قتلى الأمريكان ثلاثة آلاف فقط كما يدّعي أفّاقوا البنتاغون ، فلماذا يستعد بوش لإرسال أربعين ألف من جنوده الخائبين إلى العراق ، اللهم ، إلا أن يكون ذلك لتعويض الآلاف من جنوده المقبورين هناك ، والذين شكل فقدانهم على أيدي المجاهدين والمقاومين عجزاً مشيناً ، فشلت معه كل خططهم الأمنية الخائبة وخطط عملائهم الصفويين على ستر عورات احتلالهم البغيض  ...!!!

* كما سحق المجاهدون روح الأمريكان الشريرة ، وإرادة العدوان الظالم لديهم ، وحطموا إرادة القتال لدى علوجهم ، ونتحدى أن يفكروا بالعدوان على أحد في العالم بعد اليوم ...

ولقد شهد العالم بأسره تحول خطابهم السياسي تجاه بعض الدول التي كانوا يصنفونها فيما أسموه بمحور الشرّ ، من التهديد والعدائية المطلقة ، إلى النفاق والدبلوماسية والمداهنة ...!!!

* ولقد حرر المجاهدون العمالقة العراق الحبيب من براثن عدوانهم الغادر منذ الشهر الثالث للمنازلة ، باعترافهم أنفسهم ، وحرّموا عليهم الأمن والأمان والاطمئنان في أية مدينة من مدن العراق المقدسة ، بما فيها بغداد الحبيبة ، بل حرّموا رقادهم حتى داخل أوكارهم المذعورة فيما يسمونها بالمنطقة الخضراء ، التي حولها المجاهدون  إلى منطقة حمراء ملتهبة ...!!!

* كما حطم المجاهدون تحالفهم الشيطاني الشرير ، ودفعوا دوله إلى الهروب من العراق الواحدة تلو الأخرى ، بعد أن ساقتهم أمريكا إليه بعصاها الغليظة ، التي حطمها أسود العراق النشامى أمام أنظار الدنيا حتى لم تعد تخيف أحداً في العالم ...

* بل حتى القوة الجوية المتفوقة التي يفاخرون بها العالم ، سحقها المجاهدون ، وأخرجوها من أرض المعركة ، بعد أن أسقطوا منها العشرات ، بما فيها طائرات الشحن العملاقة ، وناقلات الجند ، والمروحيات  والطائرات المقاتلة ...

وهاهي سماء الأنبار البطلة ، وغيرها من فضاءات مدننا المجاهدة في الغربية وغيرها ، محرّمة على غربانهم المذعورة منذ شهور متعددة  …

* كما حرّم عليهم  المجاهدون الأبرار سرقة نفطنا ، وتسخيره لخدمة مجهودهم الحربي العدواني ضد وطننا وأمتنا ، فكان ذلك من أعظم مصائبهم ، حيث حرمهم من تسديد فواتير العدوان الظالم كما كانوا يحلمون ، الأمر الذي أربك اقتصادهم ، وضاعف مشاكلهم ، وسيظل المجاهدون يلاحقونهم بإذن الله ، حتى يعلنوا للدنيا سقوطهم وانهيارهم ...

* وأما على الصعيد الاقتصادي :  فقد فشل العدوان فشلاً مخزياً في تحقيق أي من أهدافه الظالمة ، بل العكس تماماً هو الصحيح ، فبدلاً من أن  يشكل  احتلال العراق المنقذ للاقتصاد الأمريكي المرتبك كما كان يخطط دهاقنة الشرّ في البيت الأسود ، إذا به يدفعه إلى المزيد من التراجع والانهيار ...!!!

لقد كان احتلال العراق في نظر الستراتيجيين الاقتصاديين الأمريكيين ، المنقذ الوحيد للاقتصاد الأمريكي المترنح ، وخاصة بعد ضربة الحادي عشر من سبتمر القاصمة ، فهو يحقق لهم الكثير من المكاسب الاقتصادية مثل : الاستحواذ على منابع النفط ، والتحكم بأسعاره ( ولذلك كانت الأولوية الأولى لهم ، هي حماية النفط ووزارته ومنشآته ، ومنع أي عبث أو تخريب فيها ، بعكس كل الوزارات والدوائر الأخرى ، التي دمروها ، ثم أمروا عملاءهم الصفويين الغوغائيين بسرقتها وتخريبها ) ، وكذلك تنشيط شركاتهم التجارية التي وصلت إلى حافة الانهيار بعد 11 أيلول ( سبتمبر ) ، بل أعلنت العشرات منها إفلاسها الحقيقي ، وسرحت آلاف العمال الأمريكيين ، فكان احتلال العراق المخرج لشركات السلاح ( ولذلك فقد أسرفت الماكنة العسكرية الأمريكية باستخدام كثافة نيران أكثر بكثير من حاجة المواقف العسكرية الفعلية ، وهي تعلم ضمناً أن هذه النيران مدفوعة الثمن من خزينة العراق المحتل ) وكذلك شركات المال والأعمال والبناء ، التي وعدوها بعقود مغرية فيما سموه إعادة إعمار العراق بعد تدميره ( ولذلك فقد أسرف الأوغاد ، وبشكل غير مسبوق وغير مسوغ ، في تدمير العراق تدميراً كاملاً ، ليتيحوا المجال لشركاتهم المتصهينة ( من تجار السحت الحرام )  لسرقة ما تبقى من نفطه  وخيراته  ...!!!  

فهل حقق المحتلون الأوغاد أياً من أهدافهم الخبيثة هذه أو غيرها ...!!!؟

الجواب : قطعاً ... لا  ...

* لقد وصلت كلفة العدوان الظالم على العراق حتى هذه اللحظة أكثر من خمسمائة مليار دولار ، وقع العبء الأكبر فيها على جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين ، بعد أن أربك المجاهدون عمليات السرقة المستمرة لنفط العراق وخيراته.

* لقد طرد المجاهدون العمالقة أغلب الشركات المتصهينة من العراق ، ونظفوا أرض الفراتين الطاهرة من أرجاسهم وأرجاس عملائهم ، الذين طالموا تستروا بأسماء وأشكال وهمية ، ولكن العين الساهرة لجهاز مخابرات المقاومة المقتدر كان لهم بالمرصاد ، ولطالما أكد المجاهدون الأبرار لشعب العراق المؤمن ولجماهير أمتنا العربية والإسلامية، بل وللإنسانيين في العالم ، بأنهم ليسوا عشاق قتل ، ولا متعطشي دماء ، ولا دخل لهم بالصحفيين والإنسانيين وغيرهم من الذين يعملون لأغراض إنسانية نبيلة في العراق ، بل هم يشجعونهم ، ويدعمونهم ، ويساعدونهم على الوصول إلى الحقيقة ونشرها ، لأن الحقيقة تخدم قضيتهم العادلة ، وتخدم جهادهم المقدس ، كما فعلوا مع الصحفيين الفرنسيين ، والصحفيين الأندنوسيين ، والصحفية الإيطالية ، وغيرهم الكثير ...

أما الجواسيس والعملاء والمرتزقة وأعوان المحتل وأنصاره ، الذين عبروا البحار والمحيطات مع قوات الاحتلال الظالمة ، وعملوا معها جنباً إلى جنب ، على تخريب وطننا ، وقتل شعبنا ، واستباحة حرماتنا ، وسرقة نفطنا وأموالنا  فماذا تظنون أن يفعل بهم المجاهدون غير الذبح ...!!!

بسم الله الرحمن الرحيم  ((تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ)) (الأنفال:60 )

* لقد بلغ العجز التجاري الأمريكي حتى هذه اللحظة أكثر من خمسمائة مليار دولار ...!!!

* كما بلغت الديون الأمريكية الخارجية أكثر من سبعة تريليون دولار ( والتريليون يعادل ألف مليار دولار )...!

* أما الديون الداخلية (من الشعب للدولة) فقد تجاوزت مئات التريليونات من الدولارات...!!!

* كما انهارت كبريات الشركات الأمريكية وأعلنت إفلاسها ، وسرحت الآلاف من عمالها ، اللذين أضيفوا إلى طوابير العاطلين عن العمل ، واللذين بدؤوا يلجؤون إلى الجريمة المنظمة ، التي تتفوق فيها أمريكا على جميع دول العالم ...!

* نذكّر هنا بأن أمريكا هي الأولى في العالم من حيث عدد نزلاء السجون ، حيث يتجاوز السجناء فيها ثلاثة ملايين سجين ...!!!

* كما نذكّر العالم أيضاً بأن أمريكا ( التي تدعي أنها الدولة الديمقراطية الأولى في العالم ) تستثمر اليوم في بناء السجون ، أكثر بكثير مما تستثمر في بناء الجامعات ...!!!

* وهناك انهيار أمريكي مروّع على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والقيمي أيضاً ، فلقد نشرت الدراسات مؤخراً _ في داخل أمريكا وخارجها _  حقائق مذهلة عن الحالة المزرية التي يعيشها المجتمع الأمريكي ، حيث الأمراض الجنسية القاتلة ، وعلى رأسها الإيدز الذي يفتك بالآلاف من الأمريكيين سنوياً ، وحيث الخمر والمخدرات والشذوذ الجنسي ، وما ينتج عنه من فقر وتشرد وأمراض نفسية وإجرام ...!!!

فهناك في أمريكا : جريمة قتل كل نصف ساعة تقريباً ، وجريمة سطو مسلّح كل دقيقة ، وحادث اغتصاب كل ستة دقائق ، وحادث سرقة بيوت كل نصف دقيقة ..!!!

في أمريكا أكثر من ثلاثمائة مليون قطعة سلاح ، أي أكثر من عدد السكان ..!!!

ولقد نشرت الإحصاءات أيضاً بأن (90% ) من طلاب المدارس الأمريكيين كذّابون ، و (70% ) منهم غشّاشون ، و ( 30% ) منهم لصوص محترفون .‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍..!!!

* فإذا أضفنا إلى هذه الحقيقة الخسائر الفادحة التي خلّفتها أحداث الحادي عشر من أيلول على الاقتصاد الأمريكي ، والتي يقدّرها الخبراء الاقتصاديون بما يزيد على (800) مليار دولار خسائر ضرب مركز التجارة العالمي والبنتاغون  متضمّناً خسارة آلاف العقول الإقتصادية التي سحقت فيه ، مع ( 800 ) مليار أخرى كلفة إعادة بنائه مع كوادره ومعدّاته..!!!

هذا فضلاً عن عشرات المليارات الأخرى ، المترتبة على الخسارات الأخرى في كل مؤسسة من مؤسسات الدولة ، ابتداءً من شركات الطيران ، التي أعلنت الكثير منها عن حالة العجز والإفلاس ، وبدأت بالفعل بتسريح مئات الآلاف من الموظفين ، إلى قطاعات التأمين ، فالبلديات ، فالصحة ومشاكل الجمرة الخبيثة وغيرها …!!!

* وإذا أضفنا إلى ذلك أيضاً خسائرالعدوان العسكري الأمريكي على أفغانستان ، والتي قدرها الخبراء العسكريون بما يزيد على المليار دولار للشهر الواحد ، هذا باعتراف الأمريكيين والأوربيين أنفسهم ، والذين يعترفون أيضاً بأن الحرب لن تكون سهلة وقصيرة ، ولربما امتدت لعدّة سنوات ، ولنا أن نتصور الكلفة المترتبة عليها أيضاً ، مما دعا قادة حلف الناتو مؤخراً للاعتراف المهين باستحالة تحقيق أي نصر عسكري في أفغانستان ، وحتمية التفاوض مع طالبان ، وهو اعتراف سافر بالهزيمة المنكرة .!

* كل ذلك ، بعد فضل الله وإرادته المقتدرة ، أدى إلى ارتفاع أسعار النفط  ، وانهيار صرف الدولار ( حيث فقد حتى الآن أكثر من 40% من قيمته ) مقابل اليورو ، وتحول أكثر من خمسين بالمائة من البنوك الدولية من الدولار إلى اليورو في تعاملاتهم النقدية ، ثم الانهيار المروّع للمصارف الأمريكية ، وسوق تداول العملات ، ثم الانهيار الكامل للاقتصاد الأمريكي ، مما دفع الأمريكيين والأوربيين للتداعي لعقد القمم العاجلة لوضع خطط  طوارئ لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ...!!!

* وبهذا يكون الفضل بعد الله تبارك وتعالى في فشل أمريكا وإفلاسها ودفعها إلى الانهيار ، لطليعة الأمة المؤمنة المجاهدة ( ونعني بها كل من شرّفه الله بالجهاد والمقاومة ضد الظلم والعدوان ، ابتداءً من أفغانستان المسلمة  مروراً بالعراق العظيم ، وصولاً إلى فلسطين المباركة ، وانتهاءً بأقصى أرض للإسلام يجاهد أبناؤها من أجل دينهم وعزتهم واستقلالهم ) التي افتتحت سفر جهادها المبارك بمعجزة الحادي عشر من أيلول ( سبتمبر ) الخالدة ، التي استخرجت بموجبها الأمريكان الأغبياء من جحورهم ، واستجرّتهم إلى أرضنا أرض العروبة والإسلام ليلاقوا فيها حتفحهم ، وليذيقهم المجاهدون العمالقة من نفس كؤوس الموت والذل التي طالما سقوا منها هذه الأمة المنكوبة بهم وبعملائهم..!! 

* وأما من الناحية السياسية والأخلاقية : فقد فشلت أمريكا فشلاً ذريعاً في تسويق أي من أكاذيبها الغبية ، التي سوّقتها في البداية كمسوّغات لعدوانها الظالم على العراق ، واحتلالها الآثم له ...

ولقد تهاوت جميع أكاذيبها الواحدة تلو الأخرى  ، ابتداءً من أكذوبة (أسلحة الدمار الشامل) حيث تبين للدنيا كلها بأن العراق لا يمتلك هذه الأسلحة ، بل الصهاينة هم الوحيدون في المنطقة الذين يمتلكونها باعتراف رئيس وزرائهم نفسه دون أن يجرؤ أحد على مساءلتهم ومحاسبتهم ...!!!

ثم أكذوبة التعاون مع ( الإرهاب ) ، والصحيح بأن العراق لم يكن إرهابياً ، ولا يرعى الإرهاب ، بل أمريكا والكيان الصهيوني هما أكبر راعيتان للإرهاب ، وأكبر مسوّقتان للجريمة والعدوان في العالم ...!!!

أخيراً ، وليس آخراً ، الأكذوبة الصفيقة التي ادّعوا فيها ( التحرير ) و ( القضاء على الدكتاتورية ) و ( نشر الحرية والديمقراطية ) ، ولقد شهد العراق والأمة والعالم أجمع عبر ما يزيد على أربعة أعوام ، أي تحرير ، وأية حرية وأية ديمقراطية ، تلك التي سوّقوها للعراق الجريح ، المنكوب بهم وبعملائهم الصفويين الساقطين من أمثالهم ، ثم توجوا سجلهم المخزي بجريمة العصر المروعة ، التي هزّت ضمير العالم ، باغتيالهم للرئيس صدام حسين بتلك الطريقة الوحشية المقززة ، فسفكوا الدم الحرام في اليوم الحرام في الشهر الحرام ...!!!

ولقد شهد العالم أيضاً رفض العراقيين الشرفاء ( بنسبة تزيد على تسعين في المائة )  لمشروع الاحتلال الظالم ، ومنهم من عبر عن رفضه بالمقاومة المسلحة ، ومنهم من عبر عن ذلك بالمقاومة السلمية ، وحتى المخدوعين من أبناء شعبنا الطيب ، الذين شاركوا في الانتخابات المزعومة ، إنما شاركوا لفهمهم أنها الخطوة الأولى نحو دحر الاحتلال وتحرير العراق ، كما زعم لهم الأفاقون الدجالون من أصحاب العمائم الصفوية الحاقدة ...!!!

بل حتى الشعوب الأوربية والأمريكية كانت قد عبّرت عن رفضها للعدوان الظالم ، قبل الغزو الآثم وبعده ، وذلك بتسييرها للمظاهرات المليونية الرافضة للعدوان ، والمطالبة بعقاب المجرمين المعتدين ، وعلى رأسهم بوش وبلير وأذنابهما من التافهين والمنافقين ...

 

 

* وأما عملاء المحتلين المدنّسين : فقد فشلوا في تسويق أنفسهم للشعب العراقي المجاهد ، كما فشلوا أيضاً في تحقيق أيّ  من وعودهم الكاذبة  ، وأحلامهم المريضة ...

لقد سوقوا أنفسهم للشعب العراقي – وخاصة قبيل مهزلة الانتخابات – على أن لهم من تعاونهم مع المحتلين الظالمين ، هدفين ( واقعيين ) أو ( عقلانيين ) اثنين ...!!!

الأول : هو إخراج القوات متعددة الجنسيات كما يسمونها ، وإنهاء الاحتلال بالطرق السلمية...!!!

والثاني : هو إعادة إعمار العراق ، ونشر الحرية والديمقراطية والتعددية بين ربوعه ...!!!

وهل في العراق الجريح اليوم ، والأمة كلها ، بل والإنسانية أيضاً ، من تنطلي عليه أمثال تلك الترهات  الكاذبة ؟

* أما إخراج المحتل من أرض العراق ، فهم أحقر وأتفه من أن يفعلوا ذلك ...!!!

وكيف يخرجونه إذا كانوا يتوسلون إليه في الصباح والمساء لكي يبقى ويحميهم ، وبالتالي تبقى معه منافعهم الدنيئة ومصالحهم الخسيسة ..!!!؟

ثم ، أليسوا هم الذين زينوا له درب الرذيلة ، وأغروه باحتلال العراق العظيم ، تأسياً بآبائهم وأجدادهم الخونة ، من أمثال : أبي رغال وابن العلقمي ونصير الكفر الطوسي ...!!!؟

* وأما إعمار العراق ، ونشر الديمقراطية بين ربوعه ، فهذه من النكات والنوادر التي يقرؤها الأطفال في قصص جحا ، من أمثال  : إيداع اللحم عند القطط والكلاب ...!!!   أو تأمين البنوك عند اللصوص والمجرمين ...!!!

أو تكليف الذئاب بحراسة الحملان...!!! أو غيرها من النكات السخيفة والمفارقات العجيبة...!!!

والحقيقة التي يعرفها كل فرد من أبناء شعبنا العزيز وأمتنا المجيدة ، هي :  أن هؤلاء العملاء  المدنّسين الصفويين الحاقدين ، لم يفلحوا إلا في شيء واحد فقط ، وهو تزيين فعل الشر للمحتلين الظالمين ، ثم العمل معهم على تدمير العراق ، وقتل أبنائه ، وانتهاك أعراضه ، وتدنيس مقدساته ، وسرقة نفطه وخيراته ...!!!

وحتى ما سمي بالانتخابات التي طالما تشدّقوا بها ، فنجزم ويجزم معنا كل الشرفاء ، بأنه لم يكن ليشارك بها أحد، حتى من الذين شاركوا بها ، وتحمسوا لها ، لولا تصديقهم للزيف الذي روّجه أصحاب العمائم السوداء كما ذكرنا ، وعلى رأسهم حاخامهم الفارسي الأكبر ( السيستاني ) ، الذين جبنوا عن مواجهة المحتل عسكرياً ، فراحوا يروجون للبسطاء والطيبين من أبناء الوطن ، فكرة ( النضال السلمي ) ، و ( العمل على إخراج المحتل من خلال صناديق الانتخاب ) ، ولذلك فقد خرج من خرج للانتخابات على هذا الأساس ، واعتبرها البعض واجباً دينياً إذا كانت فعلاً ستقود إلى إخراج المحتلين ...!!!

وما درى هؤلاء المساكين الطيبين ، أن أولئك الدجالين المزيّفين ، الذين روّجوا لأمثال تلك المقولات الكاذبة ، هم من أخلص جنود الاحتلال ، وهم الحراس الأمناء لمشروعه الاستعماري البغيض في العراق والأمة ...!!!

أنظروا إليهم وهم يحرسون قطعات المحتلين ، ويذودون عن معسكرات الاحتلال بفيالقهم (البدرية ) و ( الصدرية )

و( البيشمرقية ) الخائنة  ، بينما لم ينل الشعب العراقي الجريح منهم غير القتل والخطف والتهجير والاغتيال ...!!!

ثم انظروا إليهم بعد أشهر من انتهاء تلك المسرحية الركيكة ( الانتخابات ) وهم يتهارشون فيما بينهم وزارات العراق ومؤسساته الجريحة ، كما يتهارش الكلاب  جيفتهم القذرة ، ويسرقون أموال العراقيين ليملؤوا بها أرصدتهم في البنوك الأجنبية دون أن يلتفتوا إلى محنة الوطن ، أو آهات المواطنين ، الذين يموت الشرفاء منهم في اليوم الواحد ألف مرّة ومرّة ، من كثرة ما يعانونه من الظلم والحيف والإذلال  والهوان ...!!!

فهل هؤلاء اللصوص والمرتزقة ، الذين تربوا على موائد ( الموساد ) و المخابرات (الأمريكية ) و ( الإيرانية )  والذين لا يهتمون بأكثر من مصالحهم الأنانية ومصالح أسيادهم وأتباعهم وأزلامهم ... هل هؤلاء الأوباش والسفلة والأفاقين سيحررون أرضاً ويبنون وطناً ...!!!؟  هيهات ... هيهات ... وألف هيهات.!!! 

* أخيراً ، ولكن ليس آخراً ، نأتي إلى موضوع الجهاد والمقاومة :  

ونقول باديء ذي بدء ، بملء أفواهنا ، وأعلى أصواتنا ، مبشرين العراقيين الغيارى ، والعراقيات الطاهرات ، وجماهير الأمة من محيطها إلى خليجها، بأن حركة الجهاد والمقاومة في العراق العظيم بألف خير والحمد لله ،  وهي لم تكن في أية مرحلة من تاريخها ، كما هي اليوم ، قوة ، وتنظيماً ، وتماسكاً ، وإصراراً على تحقيق الأهداف الغالية  في سحق الاحتلال ، وكنس عملائه ، وقبر مشاريعه ، وبناء عراق جديد شوري ديمقراطي موحّد ، يسرّ العرب والمسلمين ، ويغيظ الكفرة والمنافقين ، ويكون شوكة في حلوق الطامعين ...

المقاومة بخير والحمد لله ، وهي تحقق في كل صباح انتصارات رائعة ، ومكاسب جديدة ...

المقاومة بخير والحمد لله ، وهي تنتقل رويداً رويداً ، من العفوية إلى التنظيم ، ومن الفردية إلى الجماعية ...

الجهاد والمقاومة في العراق العظيم بألف خير والحمد لله ، ولقد بدأت ( تؤطر ) جهادها ، و(تؤسس = عمل المؤسسات ) نشاطاتها ...

المقاومة المجاهدة بخير والحمد لله ، وهي ذات منهج واضح ، ورؤية مستنيرة ، وخطة راشدة ...

المقاومة المجاهدة هي خيار العراق والأمة الستراتيجي ، الذي لا بديل عنه لتحرير الأوطان ، ودحر الغزاة ، وقبر الطغاة ، واستخلاص الحقوق ، وتنسم أنسام الحريّة ...

المقاومة المجاهدة ، رفعت معنويات العراقيين بعد أن انهارت ، وأعادت للأمة روحها بعد أن سحقت ، وأثلجت صدور قوم مؤمنين ...

ولذلك ، فلا بديل أبداً عن الجهاد والمقاومة ، ولا رجعة إطلاقاً عن خيارها ومسارها ...

من أراد أن يناقش في مواضيع إثرائها وإغنائها ، فقلوب المجاهدين مفتوحة ، وعقولهم متحفزة ...

أما ما عدا ذلك ، فهو مضيعة للوقت ، وشرذمة للصف ، يربأ المجاهدون أن يضيّعوا أوقاتهم بها ...

الجهاد والمقاومة هي خيار العراقيين والأمة ، وعلى الجميع أن يعرف دوره، ويقوم بواجبه...

* أما العراقيون الغيارى والعراقيات الماجدات فيعرفون دورهم ، ويقومون بواجبهم خير قيام، فشكر الله لهم ، وبارك الله في سعيهم ، وألف عفية لبطولاتهم ، وإلى المزيد من العطاء والتضحية على طريق التحرير الناجز ، فأنتم والله أهل المكارم والتضحيات ، ورثتموها كابراً عن كابر ...

وإذا كان للمجاهدين من طلب لدى أهلنا العراقيين ، فهو المزيد من التعاون والوحدة ورص الصفوف ، لتفويت الفرصة على الحاقدين والانفصاليين ... ثم ، المزيد من البعد عن المدنّسين ، وعدم الاقتراب من المتآمرين ، والمزيد من التمسك بالأصول والثوابت التي تشرّف المؤمنين ...

فلا تفاوض ولا تفاهم ولا حوار مع المحتلين الظالمين ، ولا تعاون ولا لقاء ولا تقارب مع العملاء الساقطين ، ولن يتهافت المجاهدون على ( انتخابات ) أو ( دستور ) أو ( حكومة ) قبل دحر المحتلين وعملائهم من الصفويين المنافقين وإذا كان للمجاهدين من رجاء أيضاً ، فيوجهونه إلى الأهل من الإعلاميين ، ويقولون لهم بشيء من العتب المحبب ، والعتب على قدر المحبة : أين الفضائيات المجاهدة ...!!!؟

ولم كل هذا التأخير في إحداث المنابر الحرّة ، والفضائيات المجاهدة .؟

أين أصحاب الأموال الحلال ، والأقلام الجريئة ، والحناجر المزلزلة .!!؟

لم لا توظفون كل ذلك في نشر أخبار الجهاد المبارك ، من أرض الرافدين الطاهرة ، التي تشرّف الأمة ، وترفع رأس العرب والمسلمين ، وتثلج صدور قوم مؤمنين ، وتفقأ أعين الظالمين والعملاء والمتآمرين ...!!!؟

أيسرّكم أن يكون للعملاء والمدنّسين وأحفاد القرامطة والحشاشين من الصفويين الحاقدين عشرات المنابر والفضائيات ، التي  ينشرون منها سمومهم الخبيثة ، ويتقيؤون من منابرها أحقادهم التاريخية الخسيسة ، ولا يكون للجهاد صوت مسموع ، ولا لبطولات المجاهدين العمالقة من ينقل أخبارهم ، ويتغنى بأمجادهم ، ويفخر ببطولاتهم ...

* وأما العرب والمسلمون فهم صنفان  :

- صنف الحكومات والأنظمة الرسمية : فهؤلاء لا يعول المجاهدون عليهم ، لما يعلمون من ضعفهم وتخاذلهم وعمالاتهم للصهاينة والصليبيين ، ولكن ذلك لا يمنع من أن ينصحوا لهم ، ويقولوا : بأن الأمة كلها مستهدفة ، حكاماً وشعوباً ، وبأنهم ليسوا بمنأى عما يحاك للأمة من مؤامرات ، بعد أن أفصح الأعداء عن أحقادهم ، وكشفوا جميع أوراقهم ومخططاتهم ، فليتقوا الله بأمتهم ، وليحسنوا الصلح مع شعبهم ، وليدعموا المقاومة المجاهدة ، وليقدموا لها ما أمكنهم من مساعدات مالية وإعلامية ، أو على الأقل ليغضوا الطرف عنها ، وليكفوا تآمرهم مع أعدائنا عليها ، فإنها (أي المقاومة) إن تقهر أمريكا ، فنصرها نصرهم ، وعزّها عزّهم ، وإن تكن الأخرى ، لا سمح الله ، فقد كفيتموها بغيركم ...

- وصنف الشعوب ومنظمات المجتمع المدني :  وهؤلاء يطلب منهم المجاهدون الكثير ، ويعولون عليهم أكثر ...

ففي أمتنا أكثر من ثمانية وعشرين ألف  مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني ، وهي تجمع آلاف النخب والمثقفين والإعلاميين ورجال المال والأعمال ... وغيرهم  ... 

فأين دورهم في نصرة قضايا الأمة المصيرية ، وعلى رأسها قضية الجهاد والمقاومة لتحرير الأرض المغتصبة ، ودحر الاحتلال الغاصب ...!!!؟

أليس من العار ، أن تشتعل الدنيا ، وتفتح جميع فضائيات العالم إذا قتل يهودي في أقصى أرجاء العالم  لأن الإعلام اليهودي يساند بعضه بعضاً ، بينما تستباح مدن العراق المقدسة الواحدة تلو الأخرى ، بما فيها بغداد الحبيبة ، وتقصف بجميع أنواع المدفعية والدبابات والراجمات والطائرات ، ويدمّر فيها كل شيء حتى المساجد والمستشفيات ، ثم تقصف بالكيماوي ، والنووي التكتيكي ، والفوسفور والنابالم ، فيموت الآلاف من أبنائها ، ويتشرد عشرات الآلاف منهم  في الشتاء القارس ، ثم لا يكاد يسمع بها أحد ، ولم يدخلها صحفي واحد ، ولا غطتها فضائية واحدة ، ولم تجر فيها مقابلة واحدة  ، ولم يخرج منها تحقيق واحد ، ويحصل مثل ذلك في فلسطين وأفغانستان والصومال ، وغيرها من البلاد العربية والإسلامية فلا تهتز شعرة في  شارب الأمة وما يسمى بالمجتمع الدولي ....!!!

بينما تقوم الدنيا ولا تقعد على حفنة من الأكاذيب الملفقة التي يفتعلها الأعداء في منطقة نائية مثل ( تيمور ) أو( دارفور)  فتغطيها الفضائيات ، ويزورها عشرات المسؤولين والزعماء ، وتكتب عنها الصحف والمجلات  ، وتتحدث عنها الإذاعات ، وتتداعى لها الهيئات والمنظمات  ...

ثم أليس من العار والشنار  أن يصنع الإعلام الصهيوني للمخطوفين المحررين في بلادهم كل هذا المجد ، فتقلهم الطائرات الخاصة ، وتستقبلهم الجماهير المحتشدة ، وتنسج حولهم القصص والمعجزات ، وتصنع لهم الأفلام والمقابلات ، بينما لا يكاد أحد في الدنيا يسمع عن بطولات المجاهدين ، وأمجاد المقاومين ، الذين يصنعون تاريخ الأمة ، ويشيدون مجد العروبة والإسلام ، والذين يصنعون في كل يوم وكل دقيقة من البطولات الحقيقية ، ما لو كانت لأوربيين أو أمريكيين ، لصنعوا لهم التماثيل ، ولحجوا إليهم كما يحج المسلمون إلى الكعبة المشرّفة ...!!!

يا أيها العرب الغيارى ، ويا أيها المسلمون الأصلاء ...

إن ما يصنعه أبناؤكم الأطهار ، وإخوانكم الأبرار ، على أرض الرافدين الطاهرة ، من دروس البطولة والبسالة والفدائية والشهادة يستحق أن يكتب بحروف من نور ، ويرصع على جبين العرب والمسلمين بل على جبين الإنسانية ، فهل فكّرتم بالقيام بأقل القليل من واجبكم ، المالي ، أوالإعلامي ، أوالمعنوي تجاههم ...!!!؟

وهل شعوب جورجيا ، وأوكرانيا ، وقرقيزيا ، أكثر تحضراً ، وأكثر وفاءً لقضاياها ، وأكثر تضحية منكم ..!؟

لن نحدد لكم واجباتكم تجاه إخوانكم ورافعي رؤوسكم ومجددي دينكم وناصري قضاياكم وباعثي أمتكم ...

فربّ كلمةٍ تفتح آفاقاً رحبة وتذكّر بمنسيّ ، وربّ ناقلِ فقه إلى من هو أفقه منه ...

وبعد ... فالمقاومة مستمرة حتى التحرير الناجز ، والجهاد ماضٍ إلى يوم القيامة ....

ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ...