بالحب نتعايش جميعاً يا أم باسل "أنيسة مخلوف"
بالحب نتعايش جميعاً يا أم باسل "أنيسة مخلوف"
مؤمن محمد نديم كويفاتيه/ سوري في اليمن
استكمالاً لمقالتي " استكمال نفوذ بني مخلوف على السلطة في دمشق وأُفول دولة آل الأسد " التي أرهقتني في عناصر البحث والتمحيص والتدقيق كي لا أقع في دائرة التهويل ، والتي شرحتُ فيها تأثير السيدة أم باسل أنيسة مخلوف في الحياة السياسية السورية واستطاعتها بقوة شخصيتها وتأثيرها العاطفي والمعنوي من تحويل كفّة موازين القوّة والسلطة والنفوذ من آل الأسد إلى بني مخلوف ، حتّى بتنا نجد عميد أُسرة مخلوف رامي هو الذي يقود دفّة السلطة مع أبناء أخواله الأسديين – بشار ماهر بُشرى ... بتنسيق كامل بعيداً عن أي تدخل أسدي ، بعدما استطاع التحالف الجديد من إزالة أعمام بشار وأبناءهم ومن يمت إليهم بصلة أسدية ، مما أدّى ذلك إلى تدهور أكبر في أوضاع البلد المعيشية والأمنية وكافة مناحي الحياة ، مما جعل هذا الانقلاب الخفي الأمور أكثر سوءاً وتعقيداً ، وصارت الأحوال حصاداً أكثر مرارةً وبؤساً ، حتّى صار الفساد مُعشعش في كل النواحي ، وصار النّاس يترحمون على النبّاش الأول ، ولكوننا دُعاة سلام وحوار ولسنا دُعاة حرب واستئصال ، وقلنا في السابق ونقول في اللاحق ، بأننا نؤمن بأن الوطن يتسع للجميع، وقلنا من قبل من خلال رسائلنا ومقالاتنا لنجعل الخلاف بين أبناء الوطن سياسياً محضاً ، نتجنب فيه التراشق الإعلامي ، لنبدأ الخطوة الأولى في ثقافة الحُب والتعايش بدل ثقافة الحقد والانتقام والكراهية ، والتي تبتدأ خطوتها الأولى من عند بشار أو بني مخلوف ، أو الجناح المُسيطر على السلطة ، بإطلاق سراح جميع سجناء الرأي والسياسة والفكر ، لتبدأ الخطوات التالية من طرف المُعارضة ، ثُمّ الخطوات المُتتالية من الجانبين ، لكننا لم نجد إلاّ الآذان الصمّاء التي لا تسمع والقلوب الغُلف التي لا تعقل ، ولذا وجب علي توجيه رسالتي هذه إلى السيدة أُمّ باسل أنيسة مخلوف ، زوجة الرئيس الأسبق وأُمّ الألحق ، لأخاطبها مُباشرة كأم وزوجة وأخت لتتشبه بجميع المكلومين إن أرادت ذلك ، لتكون موضع محبّة واحترام كما يتمنّى هذا الأمر جميع النّاس
لم اجرؤ على التطاول على النساء الا لمن أساء
ويا أيتها السيدة التي لا زلت أجهل غوائرها ، مع بعض المعلومات المُهمّة التي أحتفظ بها ، والتي لا أخوضُ فيها لأنّ صراعنا ليس شخصانياً ، وكذلك لأنه ليس من طباعنا تناول النساء أو المماحكة معهم ، إلاّ من اعتدى وتصدّى للحق كما تتجرأ قوى الأمن باستدعاءاتها لنساء المُعارضين واستجوابهن بغير وجه حق ، وهنا لا بدّ من الاعتذار لعدم استطاعتي وضع ما يجب أمام اسمها من الديباجة لمُخاطبتها ، وذلك لأسباب عديدة وأولها لأنّي لا أعرف ما هي الألقاب المُحببة إليها للتخاطب معها ، وثانيها لأنّه من عادتي إذا أردت إكرام شخص لا استطيع أن أخاطبه بأكثر مما فيه ، وأنت أيتها السيدة لا أعرف عنك إلاّ اليسير ، أو بالأحرى كما قلت نعرف الكثير ولكن دون التحرّي الكامل عمّا نعرف ، ولأننا لا نُريد إن نعرف عنك إلاّ ما يتمناه المرء لنفسه ، أو ما تريدين أن يتقوله النّاس عنك ، من خلال الأفعال وليس التمنيات ، لا كما كانت تلك المجنونة زوجة دكتاتور رومانيا ايليشيا تشاوشيسكو التي لا نتمنى أن تكوني مثلها ، بحيث إذا أراد احد أن يُخاطبها فعليه إن يذكر قبل اسمها خمسين لقباً كالدكتورة المُبدعة فريدة عصرها العبقرية التي لم يسبق أن اوجد الزمان مثلها ، حليلة النسب والفخار والمجد ، المُخلّصة العارفة بكل علوم الأديبة المُفكرة والمُلهمة السياسية المُحنّكة البارعة ... الخ من هذه السخافات ، والتي انتهت حياتها تحت سنامك جُند زوجها الذين أبغضوها إلى حدّ الثمالة ، مما كانت عليه من القرافة والكره لها من تصرفاتها ، وتعاليها بتلك التسميات المبغوضة بطبيعة البشر، فكيف إذا هي لا تستحقها ؟
والآن دعيني أن أُخاطبك بلا مُقدمات ، كأم لها أبناء ولها إحساس ومشاعر وكأخت تشعر بمعاني الكلمة ، وكزوجة تنتظر عودة زوجها ، وكامرأة لها تأثير واضح على أمر ابنها وأهليها ، والتي استطاعت بقوّة شخصيتها من قلب كفّة الموازين لصالح أسرتها – مخلوف -،أن أُناشدها للمرّة الأولى لأن يكون لها دور ملموس وفعّال للإفراج عن كُل سُجناء الرأي ، الذين من المُفترض أن يكونوا كأبنائك وإخوانك وآبائك بحسب أعمارهم تهتمين بهم ، وهؤلاء قد مرّت عليهم يا سيدتي أعياد كثيرة وسنين وعقود لا يرون فيها الضوء لمجرّد أنّهم ولدوا أحرار، ولأُناشدك لكي يكون لك دور في فتح الأبواب على مصراعيها لعودة مئات الآلاف من أمثالهم من المنفيين السوريين قسراً خارج البلاد، وسعيك لإلغاء قانون 49 لعام 1981 الذي يقضي بالإعدام على مُعتنقي الفكر وقانون الطوارئ ، فنحن لسنا هواة صراع ، بل هواة تحاور وتفاهم ، ولتنسي عهد زوجك وذهنيته وتفكيره الذي لم يعد مقبولاً لا عقلاً ولا سياسة في القرن الواحد والعشرين ، الذي صارت فيه الدنيا كقرية صغيرة يتناقل فيها الخبر كلمح البصر ، لتُعيدي فيها صيغة الخطاب من جديد ، ولتضعي بصماتك على عهد جديد سمته الحُب والتفاهم وجمع الشمل والتلاقي ونسيان الماضي كونك مسئولة ، والى ربّك سائرة ، لتتركي بصمةً طيبةً يتذكرك فيها النّاس
وأتركك أخيراً مع قصّة الحب للشاعر سلطان الروّاد التي كتبها عام 2001وحازت على جائزة أفضل قصه قصيرة على مستوى جامعات الخليج العربي ، والتي من خلالها أن يقول ، أنّه بإمكاننا أن نصنع المستحيل إن أردنا ، وقال : فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء الحب ، والحب والمعروف مع النّاس والتعاون لابُدّ أن يُترجم لأشياء جليلة ، فاختاري أيّها السيدة أين تريدين أن تكوني .
واليكي قصّة الحب ولمن يُريد التعاون والسعي الى الخير ليحصد النتائج المُذهلة
هكذا بدأت قصة الحب
في قديم الزمان
حيث لم يكن على الأرض بشر بعد
كانت الفضائل والرذائل , تطوف العالم معاً
وتشعر بالملل الشديد
ذات يوم وكحل لمشكلة الملل المستعصية
اقترح الإبداع لعبة
وأسماها الأستغماية
أو الغميمة
أحب الجميع الفكرة
والكل بدأ يصرخ : أريد أنا ان أبدأ .. أريد انا أن أبدأ
الجنون قال :- أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد
وأنتم عليكم مباشرة الأختفاء
ثم أنه اتكأ بمرفقيه على شجرة وبدأ
واحد , اثنين , ثلاثة
وبدأت الفضائل والرذائل بالأختباء
وجدت الرقه مكاناً لنفسها فوق القمر
وأخفت الخيانة نفسها في كومة زبالة
وذهب الولع بين الغيوم
ومضى الشوق الى باطن الأرض
الكذب قال بصوت عالٍ :- سأخفي نفسي تحت الحجارة
ثم توجه لقعر البحيرة
واستمر الجنون :- تسعة<> وسبعون , ثمانون , واحد وثمانون
خلال ذلك
أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها
ماعدا الحب
كعادته لم يكن صاحب قرار وبالتالي لم يقرر أين يختفي
وهذا غير مفاجيء لأحد , فنحن نعلم كم هو صعب اخفاء الحب
تابع الجنون :- خمسة وتسعون , ستة وتسعون , سبعة وتسعون
وعندما وصل الجنون في تعداده الى :- المائة
قفز الحب وسط أجمة من الورد واختفى بداخلها
فتح الجنون عينيه وبدأ البحث صائحاً :- أنا آتٍ إليكم , أنا آتٍ إليكم
كان الكسل أول من أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه
ثم ظهرت الرقّه المختفية في القمر
وبعدها خرج الكذب من قاع البحيرة مقطوع النفس
واشار الجنون على الشوق ان يرجع م باطن الأرض
الجنون وجدهم جميعاً واحداً بعد الآخر
ماعدا الحب
كاد يصاب بالأحباط واليأس في بحثه عن الحب
واقترب الحسد من الجنون , حين اقترب منه الحسد همس في أذن الجنون
قال :- الحب مختفاً بين شجيرة الورد
إلتقط الجنون شوكة خشبية أشبه بالرمح وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش
ولم يتوقف الا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب
ظهر الحب من تحت شجيرة الورد وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابعه
صاح الجنون نادماً :- يا إلهي ماذا فعلت بيك ؟
لقد افقدتك بصرك
ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن أفقدتك البصر ؟
أجابه الحب :- لن تستطيع إعادة النظر لي , لكن لازال هناك ما تستطيع
فعله لأجلي
كن دليلي
وهذا ماحصل من يومها
يمضي الحب الأعمى يقوده الجنون
هكذا بدأت قصة الحب