لعبة الشياطين في سورية

ماجد زاهد الشيباني

المتاجرة مع فرق الإجرام، والمتاجرة بها،

والتظاهر بمحاربتها!

ماجد زاهد الشيباني

·  إنّها مافيا حقيقية ، في سورية ! استأثرت لنفسها ، بجمع أسوأ أصناف البشاعة واللؤم، دون أن تتحلّى بما تتحلّى به بعض المافيات ، من التقيّد ببعض القواعد ، في التعامل الداخلي بينها ، ودون أن تحرص على أيّ ضابط ، من ضوابط السلوك ، التي تحرص عليها المافيات ، في التعامل مع عناصرها ، كذلك !

·  من أبرز ما يميّزها ، أنها :

1)  أداة سياسية، وصانعة قرارسياسي ، في الوقت ذاته ! ومحور سياستها الأول والأوحد، هو الحفاظ على كراسي الحكم ، لأنفسها ، في سورية ، والحفاظ على السلطات المطلقة ، التي تضمن لها هذه الكراسي !

2)  أهمّ سلعة لديها ، هي حياة الإنسان ، فرداً وجماعة ! تشتريها بأساليب شتّى ، وتبيعها بصور مختلفة ، وفي أسواق متعدّدة !

3)  لاتكتفي بلون واحد ، من الإجرام والمجرمين .. ولا بأسلوب واحد ، في التعامل مع المجرمين ، الذين تشتريهم ، أو تبيعهم ، أو تصنعهم ، أو تزرعهم في حقول الآخرين!

فهي تبتزّ المجرم الجنائي ، المنحرف المحترف ، المعتقل لديها .. تبتزّه عبر مساومته على حرّيته ، لتجعل منه مجرماً صاحب مبدأ ، وقضية ، وحماسة.. لتتاجر، هي ، بمبدئه ، وقضيته ، وحماسته ..عبر زرعه في حقول الآخرين، السياسية والاجتماعية والعقدية .. ليخرّب هنا ، ويرفع شعاراً هناك ، ويقتل هنالك ، ويفجّر ثمّة ..! فتوظّف ذلك ، كله ، لحسابها ، في : إزعاج بعض هؤلاء الآخرين ، وتهديد بعضهم ، وابتزاز بعضهم ! ثم للمتاجرة أمام (آخرين !) غيرهم ؛ بأنها قادرة على أن تفعل بهم ، فعلَها بمن سبَقهم ! ثم لتستعرض عضلاتها ، أمام صنف آخر من (الآخرين !) وراء المحيطات ، وتريهم أن المجرمين ، الذين يهدّدون أمنهم ، إنّما هم مجرّد ادوات بين أيديها، بأصنافهم كلها : المجرم المحترف المنحرف ، منهم .. والمجرم الذي يبيح لنفسه القتل والتفجير، اجتهاداً .. حتى لو قَتل ، بالغدر، أناساً أتقى منه ، وأكثر إخلاصاً ، ونقاء ، وشجاعة !

وهي توظّف بعض سماسرتها ، الذين احترفوا اصطياد المغفّلين من حملة الشعارات ، التي يجهلون مضموناتها .. توظّف السماسرة ، في اصطياد أصناف معيّنة ، من المغفّلين المتحمّسين .. لترسل بعضهم إلى العراق ، وبعضهم إلى لبنان ، وبعضهم إلى مناطق أخرى ..

= وتنسّق مع عملائها في العراق ، في كيفية تصفية من يصلون إليهم من قِبلها ! فيصفّى بعضهم في سجون هؤلاء العملاء ، ويباع بعضهم للأمريكان، لإثبات حسن النيّة ، في التعاون معهم ، في مكافحة الإرهاب ..! ويعاد بعضهم إلى أوكار الشياطين ، في دمشق .. لتوظّفهم توظيفات جديدة ، بمهمّات جديدة ، وآزياء جديدة ! أو لتسجّل عليهم اعترافات ، حقيقية ، أوملفّقة ، داخل السجون .. تبيعها للأمريكان وحلفائهم ، وتقبض ثمنها ، مواقف سياسة ، أو أمنية ، أو مالية..!

= وتنسّق مع عملائها في لبنان ، في كيفية توظيف المغفّلين المتحمّسين ، الذين أرسِلوا إلى هناك .. سواء في دفع هؤلاء المغفّلين ، إلى فتح جبهات صراع ، مع القوى اللبنانية المتنوّعة .. أو في دفع المغفّلين ، إلى اغتيال أشخاص ، من مشارب معيّنة ، معادية للمافيا وحلفئها في لبنان ! أو في تدريبهم ، وإعدادهم ، ليكونوا خلايا ، توظّف في مناطق آخرى ، من العالم العربي ، أو الإسلامي !

من يعرف قصة السمسار البشري ، المجرم ، الهالك ، المدعوّ أبا القعقاع ، محمود قول آغاصي ، وما فعله بأعداد هائلة ، من الشباب الإسلامي المتحمّس ، عبر خطبه النارية ، وما أوقعه بهؤلاء الشباب ، من مآس تشيب لها الولدان ، من التغرير والتوريط ، والزجّ في المهالك ، وفي مصايد المافيا.. من يعرف ما فعله هذا المجرم الهالك ، ثم كيف صفّي ، هو نفسه ، على أيدي المافيا .. يعرف جانباً ممّا تفعله هذه المافيا ، في سورية ، وفي العالم العربي ، والعالم الإسلامي !

4)    قدوتها في القتل والاغتيال ، هو الحسن الصبّاح ، صاحب قلعة (ألموت) الذي كان يجنّد فرق الحشّاشين ، في اغتيال الخصوم وتصفيتهم ، مستخدماً معهم ، إغراءات شتّى ، وأساليب شتّى ، في الإقناع والابتزاز!

5)    منهجها في التصفية والاغتيال ، يتعامل به عناصرها ، فيما بينهم ، وبشكل دائم ! ومن يستعرض تصفياتهم ، بعضهم ضدّ بعض ، منذ تصفية محمد عمران ، حتى تصفية محمد سليمان ، مروراً بغازي كنعان .. من يستعرض تصفياتهم المستمرّة ، فيما بينهم ، يدرك ، ببساطة ، أيّ نوع من المافيا ، هم ! وربّما يستطيع التكهّن ، إذا كان مطّلعاً على خصوماتهم الداخلية ، فيما بينهم .. بالضحيّة القادمة ، بعد محمد سليمان ، الذراع الأمنيّة لبشار الأسد !