عيد الأسرى يوم عودتهم

الأسرى للدراسات :

يتقدم مركز الأسرى للدراسات - للأسرى والأسيرات في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ، ولأهالي الأسرى وأمهاتهم وآبائهم وزوجاتهم وأبناءهم وإخوانهم وأخواتهم وأحبابهم دون استثناء - وبالتهنئة القلبية الحارة لأهالي الشهداء والجرحى ، ومن الأمتين العربية والإسلامية بشكلٍ عام ومن الشعب الفلسطيني بشكل خاص بمناسبة عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعليهم ونحن بحرية وسيادة واستقلال .

وأفاد مدير مركز الأسرى للدراسات رأفت حمدونة أن العيد الحقيقى للأسرى وأهاليهم يوم عودتهم وتحريرهم ولقاءهم بمحبيهم وأبناءهم ، وأضاف أن الأسرى وأهالي الأسرى يستقبلون العيد على غير حال المسلمين ، فالآخرون يستقبلوه بالبهجة والفرح والسرور وأما الأسرى وأهاليهم فسيستقبلونه بالدموع والآلام وحسرة الفراق وكل أشكال الحرمان من كل متاع الحياة الدنيا ، وأضاف أن العيد يجدد الألم ولهيب شوق الأسير لمحبيه وعاشقيه ولأمه وزوجته وأطفاله وعائلته والمقربين ، فغفي العيد يتجدد شوق الأعزة والقلق على أسيرهم فى السجون ، ويتضاعف حجم التساؤل عليه ، كيف يقضى هذا اليوم ؟ من يزورهم ؟ من يواسيهم ليتحملوا عبء الفراق ؟ عبء الوحدة والغربة والآلام ؟

وأكد حمدونة أنه فى العيد تذرف الدموع مرات ، مرة عند تكبيراته ومرة ثانية عند سؤال الطفل عن أبيه وثالثة عند زيارات الرحم التي تفتقر للأسير وسط جمعة الأهل والمحبين مستذكرين القريب البعيد والغائب الذي لا يغيب ، وخامسة وسادسة وعاشرة وعشرين عند كل ذكر اسم له أو سؤال عنه .

وأضاف أن الأسير فى العيد يشعر بالوحشة والغربة والحنين ، فهذا الأسير له فى السجن ستين عيداً قضاها فى خمسة عشر سجناً ومعتقلاً ومركز توقيف أو تحقيق ، والثاني له ربع قرن أو يزيد لم يعيد على أولاده وأمه وزوجته وأهله ومحبيه ،  والثالث له عشرين عيداًً قضاها فى غرفة أو زنزانة موحشة حقيرة بين الجدران والسجان ، والرابع له خمسة عشر عيداً كان آخرها رحمة أمه التي انتظرته وصبرت على زياراته وتمنت العيش ولو للحظة واحدة بصحبته ولكن خطفها الموت فى قبيل العيد قبل أعوام قلائل من قرب الإفراج عنه ، وآخر من أمضى عشر أعياد لم يذق فيهن ولو لمرة واحدة كعك أمه وقهوتها ، ومنهم من له خمس أعياد لم يدخل خلالها بيت أخته وجدته متواصلاً معهم كما الآخرين في زيارة الأرحام ، ومنهم من له  العيد الأول وما أقساه من عيد حين يمر عليه شريط الذكريات القريب بكل جماله وحلاوته ومتاعه .

ويقول حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات فى العيد أتذكر أيام سجني وزملائى والمحاولات لاإيجاد السعادة ورسم الفرحة بأقل الإمكانيات بيننا ، أتذكر كيف كنا نستعلي على جراحنا وكيف كنا نحاول إظهار السعادة على محيانا ونخفى آلامنا وحزننا ، والمحاولة ولو جزئياً إيجاد جو من الفرحة أمام السجان .

وهنأ حمدونة عمداء الأسرى المحررين الثلاثة سعيد العتبة وأبو على يطا وسمير القنطار فى أول عيد يستقبلونه بحرية بعد بعد عقود من الأسر متمنياً أن يتحرر  كل الأسرى والأسيران من السجون الاسرائيلية أسوة بزملائهم .

* كلمة على لسان أصغر أسير في يوم العيد ...

أنا الأسير الطفل يوسف الزق ابن الأسيرة فاطمة الزق / أم محمود 43 عاما من حي الشجاعية بغزة، والقابعة بسجن هشارون برفقة أخواتها الأسيرات الفلسطينيات الماجدات .

اشتقت لوالدى وإخوانى وبيتنا الذي لم أراه بعد فأنا ولدت فى السجن وعشت أشهرى فى سجن هشارون – تلموند – قسم 12.

بأى ذنب أعيش صرخة الحياة بين كتل اسمنتية سميكة فى السجون ؟؟

بأى ذنب تفتح عيناىَّ على غير وجه أمى لحظة ولادتى ؟؟

من أعطاهم الحق أن يأتى العيد بعيداً عن الأطفال وعن إخوتى ؟

ألا يكفى لعنةً عليكم أن أقول مسقطى رأسى سجنكم ؟؟

لماذا يجب أن أنتظر موافقة ضابط أمن يهودى لكى يدخل لى عبوة حليب وحاجاتى ؟؟

لماذا أحرم من لمسة يد أبى وحنانه ؟؟ ومن شراء ملابس العيد بصحبة إخوتى ؟ المحرومين من رؤية أمهم فى العيد ؟

أخرجونى وأمى كما خرجت صديقتى فى السجن الأسيرة الطفلة المحررة غادة ابو عمر ابنة الأسيرة المحررة خولة زيتاوي .

سلامى إلى والدى الذى أتمنى أن يحضننى او أن أراه ويرانى لمرة واحدة وإلى إخوتى وأحبابى .

** ساندي السعدى : امنيتي الوحيدة ان نحظى بعناق والدتي وأن نفرح بتحررها من السجون ...

في سجن تلموند تقبع ولدتي حيث تمضي حكما بالسجن المؤبد اضافة لعشرين عاما والاحتلال شطب اسمها من كل قوائم الافراجات وعمليات التبادل ليضاعف همومنا واحزاننا فكل الاطفال تحتضنهم امهاتهم ويرافقونها للاستعداد للعيد وشراء الملابس والالعاب والحلويات ولكن عيد اخر ياتي ونحن محرومين من كل ذلك كل اطفال المسلمين في العالم فرحين بالعيد الا اطفال الاسيرة قاهرة السعدي فان العيد مناسبة للحزن والالم والبكاء فاشقائي يعتكفون في العيد في المنزل ويرفضون الذهاب للمراجيح او للعب مع اصدقائهم واذا خرجوا فانهم يعودون مسرعين يبكون لان كل الاطفال يخرجون للملاهي مع امهاتهم وكلما شاهدوا ام يشعرون بالحسرة ويبكون ويقولون لي دوما لماذا لا تعود امنا الينا لنفرح بالعيد لماذا كل الاطفال لهم امهات الا نحن .

فى ليلة القدر اجتهدت ساندي السعدي في الصلاة والتعبد والدعاء لله تعالى ليحقق امنيتها الوحيدة  في هذه الحياة وعشية عيد الفطر السعيد وهي تحرر والدتها الاسيرة قاهرة السعدي وعودتها اليها ولاشقائها الثلاثة الذين يعيشون كما تقول ساندي 13 عاما حياة صعبة وقاسية لا يمكن ان تصفها كلمات او تعبر عنها مشاعر لاننا نفتقد حضن وحنان الام التي ترزح في جحيم السجون الصهيونية محرومة من عناقنا ومحرومين من حبها خاصة في العيد .

وأضافت ساندى املي ان يزيل الله عنا هذه الغمة المستمرة عاما بعد الاخر فتمضي الايام والشهر والسنوات والسجن وقضبانه وسجانيه يحولون بيننا وبين والدتنا التي تعيش مر العذاب جراء فراقها القسري عنا ففي كل زيارة لا تتوقف امي عن البكاء والحزن عندما تشاهدنا ولا تتمكن حتى من لمسنا او عناقنا والوصول الينا وتتحول الزيارة ليوم صعب حزين لان السجانين الذين لا يعرفون معاني الشفقة والرحمة لا يابهون لدموع اشقائي وهم يسعون جاهدين للحصول على لحظة عناق مع والدتنا فاي ظلم اكبر من هذا ؟ واي عذاب يمكن ان تتحمله ام يفصل بينها وبين فلذات اكبادها ساتر زجاجي يحجب حتى كلماتها ويفرض عليها القيود لتصبح الزيارة نموذج مصغر للسجن بل ان السجن اخف وطاة من لحظات البعاد التي طالت ولحظات العناق اصبحت امنية مستحيلة لان السجانين يرفضون ادخالنا لعناق امنا- هذا لو تمكنا من الزيارة - حتى للحظات وتضيف لذلك كانت ليلة القدر لحظات لدعاء من القلب لخالق الارض والسماء ليسمع شكاونا ويلبي مالنا ونحن اطفال صغار لم نرتكب في هذه الدنيا الظالمة أي ذنب لتنتزع امنا من بيننا ونحرم منها للابد ، ودعائى لله وأمنيتى فى الحياة أن تتحرر أمنا ونعيش حياتنا كباقى الأطفال .

** والدة الأسير المحرر سعيد العتبة وزوجة وأبناء الأسير المحرر أبو على يطا وأم الأسير المحرر سمير القنطار يشعرون بالسعادة الممزوجة بالألم فى أول عيد بحرية بعد عقود من الأسر ...

عند كل عيد يمر كانت وما زالت عائلات الأسرى وخاصة القدامى منهم تشعر بالحزن والالم وعدم الفرحة ، وفى العيد السابق نتذكر كلمات أم الأسير المحرر سعيد العتبة وهو فى الاعتقال " لم أشعر بمعنى للعيد منذ 31 عام " وهكذا عائلات الأسرى أبو على يطا وسمير القنطار ، وفى هذا العيد الملىء بالسعادة لذوى الأسرى المحررين يؤكد العتبة ويطا والقنطار " نعم هنالك سعادة بحريتنا ولكنها منقوصة لوجود زملاءنا فى الأسر ولن تكتمل الفرحة حتى يتم الافراج عنهم جميعاً "

** عيون دامعة تنتظر الفرج في يوم العيد ...

لم تكن أيام العيد فى كل عام عند ذوى الأسرى سوى مزيداً من الحرقة للأمهات والآباء على فلذات أكبادهم الذين يقبعون داخل السجون الإسرائيلية ويعانون ظروفا هي الأشد . حيث استقبل أهالي الأسرى العيد بالبكاء والدموع و امتلأت صدورهم حسرة وألما على فراق أبنائهم بعدما وزاد شوقهم وحنينهم لرؤيتهم .

فكل أم تتمنى وجود أبنائها بقربها خاصة في العيد  ،  وأنها تنتظر وبفارغ الصبر احتضان أبنائها ووجودهم قربها وها هى إحدى الأمهات تصف شعورها عند كل عيد  " الله أكبر " والله الميه ما بتنزلي من زور من حرقتي على ولادي فى أيام العيد  " .

* رسالة الأسرى بمناسبة العيد ...

فى يوم العيد نقول لشعبنا الفلسطيني والأمتين العربية والإسلامية كل عام وأنتم بألف خير وقبول عمل ، وعزة وكرامة ونصر ووحدة وسيادة واستقلال، فى يوم العيد نتمنى على القيادة الفلسطينية عامة أن تعيد اعتبار قضية الأسرى والمعتقلين كما كنا نشهد على العاملين بالوقوف لجانبنا ومساندتنا وإبراز قضيتنا وإحياءها فى كل الميادين ، وأن لا تطغى الخلافات على القضايا المصيرية والأولويات الوطنية ، ونذكركم بالقدس واللاجئين والجدار والمستوطنات والمياه وحق تقرير المصير .

فى يوم العيد نقول لشعبنا ومحبينا والشرفاء عامة إن إدارة مصلحة السجون الموجهة من المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تمارس علينا كل الظلم ولا تتوانى في الانقضاض علينا وبأي وسيلة وأنها تسومنا سوء العذاب.

إننا نموت جراء الإهمال الطبي ، و نأكل طعامنا على شك من صحته فمن يطهو لنا الطعام أناس جنائيون يهود أغلبهم منحرفون ومجرمون ولا يتوانون من تلويث الطعام عمداً.

وأن ادارة مصلحة السجون تحرمنا بالأشهر من الزيارات وتعاقبنا بمصادرة الأموال وبالقمع النفسي والجسدي ليس إلا لممارسة حق من حقوقنا الإنسانية والدينية كخطبة الجمعة أو إرجاع وجبة طعام احتجاجاً على رد عدوان من سجان علينا.

وأننا نضرب عن الطعام للحفاظ على انجازاتنا لما يزيد عن عشرة وخمسة عشر وعشرين يوماً متتالية وقد تزيد.

فى يوم العيد نذكركم إننا بحاجة لحمل أحفادنا ورؤية بناتنا اللواتي لم نعش معهن ساعة واحدة، فكبرن وتزوجن وأنجبن ونحن في المعتقلات، نريد أن نزور قبور آبائنا وأمهاتنا الذين لم يحالفهم الحظ في استقبالنا.

فعلى الجميع فى هذا العيد وكل عيد أن تتذكرونا وتساندونا وتطالبوا بنا  ،  وأن تقوم كل جهة بمسؤولياتها تجاهنا- وتطالبوا بحقنا في الحرية كما كان حقكم علينا بالنضال والجهاد لتحقيق الحرية  والسيادة والاستقلال .

نتمنى أن تصل رسالتنا لأحبابنا  ، وأهلينا ،  وأبناء شعبنا  ، وتنظيماتنا وقيادتنا وكل الشرفاء -  فكلنا ثقة بالله ثم بهم، ونحن على موعد مع الحرية إن شاء الله وليس على الله بعزيز.

فكل عام وأهلينا وأمهاتنا وزوجاتنا وآباءنا وأبناءنا وإخواننا وأخواتنا وشعبنا والشرفاء بألف خير

وكل عام وانتم بمحبة ووحدة ونصر وحرية وسيادة واستقلال وحرية.