تراجعت إيران

في ظل سياسات خاطئة في التخطيط ومديرية فاشلة في التنفيذ

من بلد مصدر للمنتجات الزراعية إلى بلد مستورد

تحت عنوان "تراجع إيران من بلد مصدر إلى بلد مستورد" نشرت صحيفة سرماية"رأس المال" الإيرانية اليوم أمس 25‏/09‏/2008 تقريرا مطولا  حول تراجع المحاصيل الزراعية في إيران من التصدير إلى الاستيراد المكثف، حيث استندت الصحيفة في تقريرها هذا على التقارير الرسمية الحكومية وعلى مقابلات مع مسئولين في الشأن نفسه. إليكم التقرير المترجم من الفارسية:

طبقا للأرقام التي أصدرتها الجمارك، في عام 2007، استوردت إيران اكثر من 13 مليون طن بضائع بقيمة 6 مليارات و 190 مليار دولار، هذا الرقم يبين ارتفاعا بنسبة 65.9% على ما تم استيراده عام 2006. وفي هذه السنة 2008، مع صعود قيمة الاستيراد إلى 12 مليار دولار من 3 مليار و730 مليون دولار، ترتفع نسبة استيراد المواد الزراعية إلى 300% بالنسبة لاستيراد عام 2005.

وطبقا لهذا التقرير: في الأربع شهور الأولى للعام الإيراني الجديد الذي بدأ في 21 مارس، استوردت إيران 20,000 طن من اللحوم و16 ألف و531 طن لحوم بيضاء"دجاج"، و 316 ألف  و 793 طن من الأرز و 288 إلف و 228 طن من الفواكه و المجففات. كما وطبقا لما تؤكده الجمارك، تم صرف مبلغ 34 مليون و573 دولار لاستيراد الشاي، سکر بقيمة 65 مليون و 673 ألف دولار و قمح بقيمة 66 ألف دولار ( هذا مضاف للقمح المستورد في نهاية العام الماضي بكميات كبيرة لم تأتي ضمن هذه الأرقام الجمركية).

وللوقوف على أسباب هذا التراجع في الإنتاج الداخلي وارتفاع كمية المواد الزراعية المستوردة، يقول عيسى كلانتري، أمين عام " بيت الفلاحة" الحكومي التابع لوزارة الجهاد الزراعي، يقول لمراسل الصحيفة: هذا العام سيصل استيراد المواد الزراعية إلى مبلغ 12 مليار دولار وهذا ليس سببه ظروف بيئية وظروف إقليمية، بل ان ضعف المديرية وعدم وجود تخطيط سليم هو السبب وراء تراجع إنتاج هذه المواد وليس صحيحا أن يخفوا المسئولين هذه الإشكالية خلف ستار الظروف البيئية! ويضيف عيسى كلانتري وهو يشير إلى شعار" الاكتفاء الذاتي المعلن": خلال الثلاثة سنوات الماضية وان كان مقررا أن نصل إلى الاكتفاء الذاتي في هذه المواد لكن النتيجة جاءت عكس ما تعهدت به وزارة جهاد الزراعة، حيث المشكلة الآن ليس في عدم بلوغنا الهدف للاكتفاء الذاتي بل هي هبوط  إنتاجنا في بعض الأقلام مثل البطاطة والحبوب التي كنا فيها مكتفين ذاتيا حتى عام 2006، حيث أصبحنا مستوردين لهذه المواد المهمة بسبب الفشل في التخطيط، هذا في وقت كانت فيه إيران قبل عشر أعوام تصدر سنويا 224 ألف طن  بطاطا في الحال بدأنا الاستيراد عام 2006 من لهذه المادة من باكستان ومازلنا.  

وقال بهزاد قره ياضي، المتخصص في البيوتكنولوجيا الزراعية والأمن الحياتي، وهو يشير إلى السير النزولي لتوليد المحاصيل الإستراتيجية في العام الجاري، قال: « السير النزولي للإنتاج رفع من أسعار هذه المواد في السوق الداخلية.» و أضاف : " هذا العام كانت الأسعار فيها هي الأعلى لـ أنواع اللحوم والدجاج والألبان والحبوب والأرز والفواكه والخضروات و... حيث بهذا أخذ الإنتاج الزراعي الخارجي سهما كبيرا في السوق الإيرانية". 

وأضاف قره ياضي: « في العام الجاري ليس فقط كل الوعود للوصول للاكتفاء الذاتي منذ 3 سنوات في ما يخص إنتاج المواد الزراعية الأساسية  لم نصلها وهي القمح والشعير والأرز والذرة والزيت والحبوب الزيتية، بل وزادت حاجتنا اكثر فأكثر لها.» كما قال: « زيادة الاستيراد التي قيل أنها جاءت كهدف استراتيجي من اجل هبوط الأسعار، لم تساعد في هبوط الأسعار للمواد الزراعية الأساسية، بل اخذ خلال هذه المدة ارتفاع الأسعار سيرا صعوديا حثيثا. وأضاف الخبير: أتوقع زيادة الاستيراد هذا العام في المواد التي كنا مكتفين ذاتيا فيها حتى عام 2005.  وأضاف: إننا كنا نصدر قبل عام 2005، 100 ألف طن حبوب سنويا، لكن هذا العام علينا ان نستورد 400 ألف طن من الحبوب بدل ذلك.

ويستنتج  الخبير قره ياضي في نهاية التقرير: «السياسات التنفيذية الخاطئة لوزير الجهاد الزراعي، عدم الاهتمام بأهمية البحوث وخصوصا في مجال التطوير الزراعي، عدم التوجه لإنذارات الخبراء، وضعف نفوذ وزير الجهاد الزراعي في هيئة الوزراء وكافة الدوائر المختصة والمرتبطة بالأمر، كل هذه العوامل كانت سببا وراء تراجع إيران في السنوات الأخيرة من بلد مصدر إلى بلد مستورد بشكل كامل.»

 المركز الإعلامي لـ الجبهة الديمقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز

‏26‏/09‏/2008

الرابط للتقرير باللغة الفارسية –

http://www.iranpressnews.com/source/046723.htm